الأربعاء، مارس 18، 2015

سفينة نقادة



سفينة نقادة
بعد تفكير طويل استمر لقرابة الساعة و نصف ، وبعد تردد بين القدوم على المغامرة أو الإحجام عنها ، اخذت القرار متحملاً كل تبعاته و اثارة النفسية و الصحية و البدنية . نصحنى الكثير بالتأني اكثر و التروي و لكني رفضت إلا ان اخوض غمار هذه المغامرة و انا بكامل قواى العقلية و البدنية . اتخذت قراراً بأن استقل سيارة اجرة كبود ( بوكس كار ) متوجها من قريتنا الى مركز نقادة ، مسافة لا تتعدى الخمسة كيلو مترات . اشرت لقبطان السيارة كي يقف و بدأت الرحلة . 
وقف قبطان السيارة و هو ينظر الى و كله شفقة علىّ و سألنى بكل وضوح : هل ستذهب الى نقادة يا استاذ ؟؟ فأجبته بنعم . فسألنى هل تناولت اى وجبات خلال الساعه الأخيرة ؟؟ فأجبته بكل اسغراب و استهجان و استنكار بلا و ما شأنك انت بهذا ؟ فرد على قائلاً : الحمد لله لا تقلق تفضل بالركوب و لكن ليس بكابينة القبطان اقصد كابينة السائق ، و لكن بالخلف بالكبود. . 
ذهبت لمؤخرة السيارة و نظرت الى الركاب الموجودين بالسيارة و رأيت عليهم علامات التعب و الإرهاق و الوجوم ، القيت السلام و جلست .
فسألنى احد الركاب الى اين يا استاذ ؟ فاجبت الى نقادة . فسألنى : هل تناولت اى وجبة خلال الساعة الاخيرة ؟ 
 فاسغربت و اجبت : لا يا محترم . فأجاب الحمد لله . ثم شرعت لاتشاجر معه على هذا السؤال و اذا بالامواج العاتية تضرب السفينة اقصد السيارة ، و اخذت تُحرك السيارة ارتفاعا و هبوطا و تدكها دكا و اذا بعمودي الفقري يتزلزل و بدنى يرتطم بجنبات السيارة الحديدية ، ضربة بالرأس و اخرى بالكتف  فصرخت  بالقبطان ان يرخي شراع السفينه قليلا حتى تهدأ هذه الرياح و الامواج فضحك الركاب قائلون : استيقظ يا استاذ نحن في سيارة لا في سفينة و ليست هناك امواج بل هي بعض المطبات القليلة التى لا يتعدى عددها الخمسون مطبا بالكيلو متر  الواحد ، هنا ادركت سؤال السائق لى عن تناول اى وجبه قبيل صعود السيارة ، فهو قد خشى على من ان اصاب بدوار البحر اقصد دوار البر الناتج عن تلك المطبات اللعينه او تنتابنى نوبات من الغثيان و القيء مما يضطره الى غسيل السيارة وتنظيفها. وصلت بسلامة الله و بدأت افكر كثيراً في كيفية العودة !!!!!
احمد نجيب  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك