السبت، مايو 27، 2017

رواية : من طوخ إلى النمسا...أيام لا تنسى (3)



هالنى فى مطار ڤيينا ، النظافة ، والجمال ، والنظام ، والهدوء ، والألوان ، والترتيب ، والتنسيق ، وكل شيء يلمع ، وأخذت اتعقب خُطى ركاب طائرتي ، وعند الحاجز والنافذة ، قدمت جواز سفرى فنظر الموظف الى تأشيرة الدخول والقى نظرة من تحت نظارته وابتسامة ترحاب وسمعت صوت ختم الدخول على اعلى التأشيرة . 

نتيجة بحث الصور عن مطار ڤيينا 1980


والى السير وعليه لوحه برقم الرحلة وقادمه من روما ورقم السير ، هاهى حقيبتى .. خرجت فى أعقاب الناس الى خارج المطار ، الجو كأنه معطر ، والنَّاس تتحدث فى هدوء ، وصفافير فى أذنى لاختلاف طبقات تلوث الجو بين القاهرة وفيينا ، بسرعة طلعت عنوان اشرف ، Mr. Ashraf ... 1150 Wien Europa Pl Westbahnhof قالوا اركب هذا الاوتوبيس الى Hilton ومن هناك اسأل . أعطيته 10 دولار أعطانى الباقى . 

نتيجة بحث الصور عن فيينا 1980


طوال الطريق ابحلق فى نظافة ، وسرعة وحلاوه الطريق ، وخُضرة على الجانبين ، وقد رأيتها من علو الطائرة حديقة خضراء ، لا تقارن هذا المنظر بسماء القاهرة ، لا تنسيق ، ولا جمال ، ولا حدائق . أخر الخط وفندق هيلتون ، وقف الاوتوبيس ونزلنا جميعا كل يتسلم حقيبته ، طلعت العنوان بسرعة أشاروا على بالترام ولا داعى للتذكرة فما عرفت اين التذاكر ، 

ونزلت والعنوان فى يدى ، يا مسهل يا كريم ، اللهم اجعل خطواتى سهله ، البلد فعلا رائعة ، هدوء ، ونظافة ، وجمال ، وتنسيق ، ونظام .. عبرت الاشاره وسالت شاب صغير نظر الى العنوان وقال لى Ok وأشار لى على هذا البناء الضخم أمامه السيارات ، وزحام على الأبواب دخول وخروج ، 

نتيجة بحث الصور عن محطة قطارات فيينا 1980

ياااااا يا اشرف ساكن هنا ، شغال هنا ، كيف اعثر عليك ، دخلت المبنى انها محطه قطارات عملاقة تتحرك منها القطارات الى غرب اوروبٓا والنمسا .. سالت واحدة ، واحد ، واحدة واحد . الكل اجمع على هذا العنوان .. وتاهت منى الأفكار ، ولم افهم شيء .. هنا طلع لى مصرى ياعم حيران فى ايه .. انى ابحث عن اشرف .. نظر الى العنوان وضحك ضحكه عاليه لم افهم منها شيء . ياعم أشرف مين وعنوان ايه .. كل مصرى هنا أو اجنبى بيلطش زينا .. يرسل الى أهله هذا العنوان فهو عنوان البوسطه فى محطه القطارات .. خدمة للناس تأتى الخطابات كلها فى البوسطه ، وتنظمها البوسطه تبعا. للحروف الابجديه للأسماء ، وتطبع قائمة وتعلق على الجدران ، ونحن نبحث عن القائمة ونطلع جواز السفر للتأكيد ونتسلم الخطابات . وما ادراك متى يأتى اشرف .. 

وكانت هذه صدمتى الاولى فى فيينا ، كدت أقع من طولى ، من هول المفاجاة .. عنوان أشرف ماهو الا عنوان بوسطه فى محطه قطارات . واختفى منى المصرى الذى حل لى اللغز .. وسقطت الآن فى بحر من الألغاز .. وقفت وحدى بحقيبتى داخل محطه القطارات .. وسقط منى دمعة حُزن ، الم ، ضيق ، وللحديث بقية

الأستاذ / سيد الحدقي
النمسا

حقوق الملكية الفكرية  محفوظة للكاتب ولموقع طوخ المعمورة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك