الحلقه الرابعه
من ذكريات رمضانيه ... ويوميات من زمن فات
إنتهت مباريات اليوم بحلوها ومرها .. من فاز فيها ومن خسر .. تفرقنا علي شكل مجموعات كما ذهبنا .. كانت أعمار مجموعتنا لا تتعدي الثانيه عشر من العمر .. كان أكبرنا أو قائد المجموعه أو شلتنا ... عواد حسييب اللي هو اليوم مستر كد الدنيا .. وفتوتنا أحمد عبدالنعيم .. وخيرة من نخبة من الأصدقاء الأطفال يومها .. محمود غالب . سعد حمتو . محمد العربي . كان هذا جروبنا الطفولي .. وقريبا منا يأتي سمير الشنهوري . محسن عبدالقادر . سعيد أبوالنجا . حمام جابر . والعديد والعديد ممن كان في نفس عمرنا .. أو يكبرنا أويصغرنا قليلا ... كان يذهب البعض ليقضي ماتبقي من الوقت بالزرع وسط الخضره والأشجار .. وكان يذهب البعض الي بيوتهم لقضاء ماتبقي من وقت علي آذان المغرب ... والبعض كان يفضل الجلوس أمام المسجد والحديث مع بعضهم البعض .. أما نحن كمجموعه كنا نفضل الذهاب إلي البحر .. وغسل ماعلينا من تراب جراء مشاهدة المباريات والعفره والغبار المنبعث من أرضية الملعب الترابي .. وبعدما نغسل ماعلينا من تراب.. نتمشي علي الكوبري الحديدي للمرشح .. لقتل ماتبقي من وقت علي آذان المغرب .. نجلس هناك نحكي ونتحاكي وكانت الجلسه لمثابة أستوديو تحليلي لماتشات الدوره الرمضانيه .. ومدح فلان من اللاعبين وذم البعض علي أدائه السئ بالمباراة .. وتمنياتنا بأن نصبح يوما ما مثلهم .. نحمل أسم طوخ الحبيبه ونلعب بأسمها .. أحلام وتمنيات بأن نصبح لاعبين كفلان .. أو في مستوي فلان .. حتي قاربت الشمس علي المغيب .. ونبادر بمغادرة المكان متجهين إلي منازلنا وإحضار إفطارنا الذي كان يتكون من كوب من العصير .. وقليل من البلح المنقوع من الليل ..تلك الأيام لم يكن هناك غير المسجد العتيق .. لم تكن موجوده تلك المساجد الكثيره .. كان يجتمع أبناء البلده من كبار وشباب وأطفال أمام المسجد وكانت المقصوره تزج بالكثير والكثير من مشايخنا وأساتذتنا ورجال البلده وشبابها .. كانوا يتداولون الأحاديث الضاحكه في إنتظار آذان المغرب .. ونحن خارج المسجد نتلهف صوت الآذان .. لكي نرج المكان بأصوات مدافعنا .. كان الواحد منا يمسك مدفع رمضان بيد واليد الأخري تمسك بعض من البلح .. كان مدفع رمضان الصغير منتشر إنتشارا واسعا علي أيامنا .. كان عباره عن مسمار كبير من مسامير قطع غيار الجرارات والمعدان .. وكل كان يتفنن في تشكيله وعمله .. وكان الأشهر عمنا محمد سعيد وورشة الحداده الخاصه به .. أتذكر أنه قام بعمل مدفع خاص بي كنت أتباهي به وقتها بين أبناء جيلي .. قام بعمله بطريقة أكثر من رائعه .. علي شكل 8 بالعربي وكان يتصف بالآمان وقوة صوته ... قام الجميع بتعبئة المدفع الخاص به من رؤوس أعواد الكبريت .. التي كانت المرحله الأصعب بل والأصعب جدا .. وكيف لا وتهريب علبة الكبريت من البيت من وراء الأم كان وحده بمثابة عملية إنتحاريه .. نظرا لخوف البعض الشديد علينا من الإصابه بحروق أوماشابه .. أنجزنا مهمتنا الأصعب وتم تعبئة المدافع .. واصطف الجميع كل منا أخذ وضع الأستعداد .. الحائط خلفه ورجل للأمام ورجل للخلف وأخذ الظهر وضع الأنحناء قليلا ... الكل ينتظر بلهفه وشغف .. ونصرخ أذن ياعم فلان .. أذن ياعم علان .. كان يتناوب علي آذان المغرب وقتها العديد من أساتذتنا والعديد من الشباب .. ياه .ياه .. أخيرا أنطلق صوت الآذان .. والله وقتها لم أكن أسمع إلا الله أكبر .. بعدها أصوات المدافع ترج المكان كله ... لمدة دقيقتين بالكثير .. كان رجال البلده الكبار ينظرون إلينا ويضحكون .. نظر إلي أحدهم ذات يوم مدعيا الغضب راسما علي وجهه تكشيرة حاول تصنعها .. نظر إلي قائلا .. ياولدي مش لما يخلص اليدان أبقي أضربوا الكو كو بتاعكم ده .. نظرت إليه وقدرسمت علي وجهي تكشيرة مصطنعه أيضا .... قلت له ياعمي في القناة الأولي ولا الرادو مين اللي بيقول الأول .. اليدان ولا المدفع .. قالي لا المدفع .. قولتله خلاص يبقي خلونا نضرب الأول وبعد كده أذنوا .. ضحك وإبتسم وقال بردو الكع كع بتاعكم ...... أسرعنا ودخلنا في الصف لآداء صلاة المغرب .. التي كان عمنا الحاج خليل رحمة الله بقصر فيها قدر المستطاع .. لأنه يعلم جيدا أن العقول والبطون تفكر في الأكل والشرب ... أنهينا صلاة المغرب .. هم الجميع بالخروج مسرعين للعشاء ..... والأستعداد لصلاة العشاء والتراويح ................... مع العشاء والعشاء نلتقي في حلقتنا القادمه إن كان في العمر بقية بإذن الله تعالي ..
من ذكريات رمضانيه ... ويوميات من زمن فات
إنتهت مباريات اليوم بحلوها ومرها .. من فاز فيها ومن خسر .. تفرقنا علي شكل مجموعات كما ذهبنا .. كانت أعمار مجموعتنا لا تتعدي الثانيه عشر من العمر .. كان أكبرنا أو قائد المجموعه أو شلتنا ... عواد حسييب اللي هو اليوم مستر كد الدنيا .. وفتوتنا أحمد عبدالنعيم .. وخيرة من نخبة من الأصدقاء الأطفال يومها .. محمود غالب . سعد حمتو . محمد العربي . كان هذا جروبنا الطفولي .. وقريبا منا يأتي سمير الشنهوري . محسن عبدالقادر . سعيد أبوالنجا . حمام جابر . والعديد والعديد ممن كان في نفس عمرنا .. أو يكبرنا أويصغرنا قليلا ... كان يذهب البعض ليقضي ماتبقي من الوقت بالزرع وسط الخضره والأشجار .. وكان يذهب البعض الي بيوتهم لقضاء ماتبقي من وقت علي آذان المغرب ... والبعض كان يفضل الجلوس أمام المسجد والحديث مع بعضهم البعض .. أما نحن كمجموعه كنا نفضل الذهاب إلي البحر .. وغسل ماعلينا من تراب جراء مشاهدة المباريات والعفره والغبار المنبعث من أرضية الملعب الترابي .. وبعدما نغسل ماعلينا من تراب.. نتمشي علي الكوبري الحديدي للمرشح .. لقتل ماتبقي من وقت علي آذان المغرب .. نجلس هناك نحكي ونتحاكي وكانت الجلسه لمثابة أستوديو تحليلي لماتشات الدوره الرمضانيه .. ومدح فلان من اللاعبين وذم البعض علي أدائه السئ بالمباراة .. وتمنياتنا بأن نصبح يوما ما مثلهم .. نحمل أسم طوخ الحبيبه ونلعب بأسمها .. أحلام وتمنيات بأن نصبح لاعبين كفلان .. أو في مستوي فلان .. حتي قاربت الشمس علي المغيب .. ونبادر بمغادرة المكان متجهين إلي منازلنا وإحضار إفطارنا الذي كان يتكون من كوب من العصير .. وقليل من البلح المنقوع من الليل ..تلك الأيام لم يكن هناك غير المسجد العتيق .. لم تكن موجوده تلك المساجد الكثيره .. كان يجتمع أبناء البلده من كبار وشباب وأطفال أمام المسجد وكانت المقصوره تزج بالكثير والكثير من مشايخنا وأساتذتنا ورجال البلده وشبابها .. كانوا يتداولون الأحاديث الضاحكه في إنتظار آذان المغرب .. ونحن خارج المسجد نتلهف صوت الآذان .. لكي نرج المكان بأصوات مدافعنا .. كان الواحد منا يمسك مدفع رمضان بيد واليد الأخري تمسك بعض من البلح .. كان مدفع رمضان الصغير منتشر إنتشارا واسعا علي أيامنا .. كان عباره عن مسمار كبير من مسامير قطع غيار الجرارات والمعدان .. وكل كان يتفنن في تشكيله وعمله .. وكان الأشهر عمنا محمد سعيد وورشة الحداده الخاصه به .. أتذكر أنه قام بعمل مدفع خاص بي كنت أتباهي به وقتها بين أبناء جيلي .. قام بعمله بطريقة أكثر من رائعه .. علي شكل 8 بالعربي وكان يتصف بالآمان وقوة صوته ... قام الجميع بتعبئة المدفع الخاص به من رؤوس أعواد الكبريت .. التي كانت المرحله الأصعب بل والأصعب جدا .. وكيف لا وتهريب علبة الكبريت من البيت من وراء الأم كان وحده بمثابة عملية إنتحاريه .. نظرا لخوف البعض الشديد علينا من الإصابه بحروق أوماشابه .. أنجزنا مهمتنا الأصعب وتم تعبئة المدافع .. واصطف الجميع كل منا أخذ وضع الأستعداد .. الحائط خلفه ورجل للأمام ورجل للخلف وأخذ الظهر وضع الأنحناء قليلا ... الكل ينتظر بلهفه وشغف .. ونصرخ أذن ياعم فلان .. أذن ياعم علان .. كان يتناوب علي آذان المغرب وقتها العديد من أساتذتنا والعديد من الشباب .. ياه .ياه .. أخيرا أنطلق صوت الآذان .. والله وقتها لم أكن أسمع إلا الله أكبر .. بعدها أصوات المدافع ترج المكان كله ... لمدة دقيقتين بالكثير .. كان رجال البلده الكبار ينظرون إلينا ويضحكون .. نظر إلي أحدهم ذات يوم مدعيا الغضب راسما علي وجهه تكشيرة حاول تصنعها .. نظر إلي قائلا .. ياولدي مش لما يخلص اليدان أبقي أضربوا الكو كو بتاعكم ده .. نظرت إليه وقدرسمت علي وجهي تكشيرة مصطنعه أيضا .... قلت له ياعمي في القناة الأولي ولا الرادو مين اللي بيقول الأول .. اليدان ولا المدفع .. قالي لا المدفع .. قولتله خلاص يبقي خلونا نضرب الأول وبعد كده أذنوا .. ضحك وإبتسم وقال بردو الكع كع بتاعكم ...... أسرعنا ودخلنا في الصف لآداء صلاة المغرب .. التي كان عمنا الحاج خليل رحمة الله بقصر فيها قدر المستطاع .. لأنه يعلم جيدا أن العقول والبطون تفكر في الأكل والشرب ... أنهينا صلاة المغرب .. هم الجميع بالخروج مسرعين للعشاء ..... والأستعداد لصلاة العشاء والتراويح ................... مع العشاء والعشاء نلتقي في حلقتنا القادمه إن كان في العمر بقية بإذن الله تعالي ..
أعده الأستاذ/محمد معبد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك