الف ليلة
وليلة
بلغنى أيها الملك الحزين ، ذو الرأى الرزين ، أن بلادالعجائب سكنتها الذئاب والثعالب ، وقضوا على بنى الانسان ، ودمروا كل شىء كان ، وأحاطوا أنفسهم بأسوارا من الخرسان ،وأتوا بأقاربهم من فصيلة الحيوان ، ووضعوهم فى كل مكان ، وجاءوا بعدد كبيرمن البوم والغربان ، وجعلوهم ينعقون فوق كل باب ، حتى أفقدوا الحيوانات الصواب ، وفرقوهم الى شيعا كالذباب ، ونصبوا لهم الافخاخ حتى سهل اصطيادهم دون مشقة أو عذاب ، وجاءوا بحيوان ضخم يقال له الاشكيف المخيف ، وقام بعمل قفص كبير ، سجن فيه الاسود والنمور ، وفصل أجساد الحيوانات عن الرقاب ، وعمل فيهم سحقا وقتلا وأراهم صنوف العذاب ، واضحت الدماء وراء كل باب ، وحول البحيرات الى برك ومستنقعات ، وذبلت أوراق الاشجار وأصيبت الثمار بالديدان والعطن والعفن ، وتحولت الحشائش الخضراء الى صحراء جرداء ، لازرع ولاماء ..ودخلت بلاد العجائب فى ليل طويل ، اشتدت ظلمته وقسوته وهنا صرخ شهريار فى وجهها ، كفى عن هذا ، يا سياف .. يا مسرور ... وهنا ترجته شهرزاد سيبنى لبكرة الله يخليك ....
فى اليوم التالى غيرت مقدمتها وبدأت (بلغنى أيها المللك
السعيد ذو الرأى الرشيد أن حيوانات بلاد العجائب ، قرروا لأنفسهم عدم الاستكانة ،
للظلم والمهانة ، وانتظروا حتى لاح الصباح ، واجمعوا فرقتهم ووحدوا صفوفهم ،
وقتلوا الاشكيف وحرروا الاسود والنمور وكسروا القفص الكبير ، وقاموا بطرد الذئاب
والثعالب والبوم والغربان الى أعالى الجبال ، وهطلت الامطار واخضرت الحشائش ،
وازدهرت الاشجار و أينعت الثمار ، وانتشرت البلابل والكناريا تغرد فوق الاغصان ...
وهنا بدأ الديك فى الصياح ، فأدرك شهريار الصباح ، فسكتت عن الكلام المباح ...
خالد فهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك