"خصومات هائلة.. موقع إستراتيجي.. أكثر من 30 دار نشر تشارك بإصداراتها" كل هذه العناصر والإغراءات لم تشفع لمعرض الأقصر للكتاب في دورته الأولى المقام حاليًا خلال الفترة من 17 إلى 24 أبريل الجاري في جلب المواطنين، وبقى ضعف الإقبال هو سيد الموقف بسبب غياب العنصر الأبرز لنجاح أي معرض وهو "الدعاية".
وإذا تحركت في أرجاء المعرض الذي يشمل نحو 17 باكية و14 خيمة تضم إصدارات دور النشر المختلفة تجد حالة من الهدوء التام تسود أرجاء الممشى السياحي بالأقصر بالتزامن مع خامس أيام فعاليات معرض الأقصر للكتاب والذي يشهد حركة رواج شبه منعدمة لشراء الكتب وإقبال ضعيف للغاية على حضور الندوات.
وسادت حالة من خيبة الأمل بين أصحاب دور النشر المشاركين في المعرض والذين كانوا يعقدون عليه آمالًا عريضة في إحداث رواج في سوق بيع الكتب بعد أن شهد عزوفًا خلال السنوات الماضية مع الانتشار الكبير في وسائل التكنولوجيا المختلفة، ولكن جميع تلك الآمال اصطدمت بالواقع المرير وانخفاض نسبة الإقبال إلى حد لم تبع بعض دور النشر حتى بثمن إيجارات مكانها بالمعرض.
"البوابة نيوز" التقت عددًا من مسئولي وأصحاب دور النشر حيث يجلس عبد الله شلبي، صاحب دار بصمة للنشر والتوزيع، أمام الباكية الخاصة به، وقال لنا: "إن عدم الإقبال على المعرض يعود لعدة أسباب أهمها عدم وجود أي دعم من جانب محافظة الأقصر المستضيفة له، في حين أن من المفترض أن المعرض حدث مهم بالنسبة لها بسبب حضور عدد كبير من دور النشر التي تغامر بوجودها في الصعيد فكان لابد على المحافظ أن يستقبل الحدث بالطريقة الصحيحة لأنه من مصلحته نجاح الحدث حتى يتضاعف عدد دور النشر في السنوات القادمة وأن يصبح معرضا دوليا لأن المكان يؤهله أن يصبح كذلك وأن يشارك به في دول عربية وكان المفروض أن يتم دعوة محافظات الصعيد للمشاركة.
ولفت سيد محمد، إلى أن هناك بعض الدور المشاركة قامت بعمل خصومات كبيرة قاربت الـ50 بالمئة من جانبها لجذب المواطنين وخاصة فئة الشباب، ولكن كلها محاولات باءت للفشل، مرجحًا أن يكون ذلك بسبب الحالة الاقتصادية السيئة للمواطنين في الوقت الحالي لافتا إلى أن المبالغ التي قاموا بتحصيلها حتى الآن لم تف قيمة إيجارات الباكيات داخل المعرض.
وأكد هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتابأن إقامة المعرض تأتى في إطار توسيع قاعدة الثقافة بالصعيد ونشر مجموعات مميزة من الكتب، حيث يقام المعرض لأول مرة بالأقصر وسبق أن أقيم في محافظات القاهرة والإسكندرية والبحيرة، مشيرا إلى أن المعرض يعد نقطة انطلاق ثقافية للصعيد بأكمله، مشيرا إلى وجود مسعى إلى تحويل المعرض خلال الفترة القادمة ليأخذ طابع أكثر دولية نظرا لطبيعة الأقصر كمدينة أثرية عالمية.
فيما أكد الدكتور طارق الجمال مدير عام المعارض بوزارة الثقافة، أن إقامة المعرض بالأقصر هو ميزة إضافية لما لها من مكانة تاريخية وثقافية وسياحية بما يسهم في زيادة الفعاليات الثقافية ودعم النشاط الفني والثقافي التنويري بها، كما يضع الأقصر على الخريطة الدولية لمعارض الكتاب.
وبالرغم من حالة التشاؤم التي أصابت أغلب أصحاب دور النشر والمكتبات بسبب انعدام حركة البيع والشراء بشكلها المعتاد، إلا أنهم اتفقوا جميعا على أن إقامة معرض الكتاب بالأقصر خطوة هامة في حد ذاتها، مؤكدين أنَّ حضور الجمهور للمعرض "مهم للناشر" الذي يحضر من أجل التعرف على القارئ الذي من أجله يتكبد عناء ومشقة السفر ويحمل الكتاب ويسافر من محافظة إلى أخرى داعين إلى ضرورة وجود دعاية قوية تحفز المواطن على الحضور حتى يتم تدارك الضعف، ويكون الحضور للشراء وليس للفرجة فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك