الثلاثاء، أبريل 26، 2016

ألبوم صور جندي قناوي على الجبهة ....يقاتل الاسرائيلين ويلعب كورة مع الجوهري


بالصور.. جندي بقنا لعب الكرة مع الجوهري على الجبهة واصطحب كاميرا لصنع ألبوم حرب يظهر هلع الإسرائيليين في سيناء

قنا - محمود الدسوقي

الجندي خلال حرب سيناء
بقي ألبوم الصور الخاص بالمجند "شوري حمدون" بمحافظة قنا، شاهدا على تاريخ الجنود المصريين، وحياتهم في جبهة القتال بأرض الكرامة "سيناء"، بداية من "جركن" المياه الإسرائيلي الذي اغتنمه الجنود المصريون حين اقتحموا خط بارليف في 6 أكتوبر عام 1973م، مرورا بالحفار الإسرائيلي والعمائر السكنية، التي استولى عليها الجنود، بعد قصص التهجير الحزينة في القنطرة شرق.

في صور الجنود المصريين يقف التاريخ في صف صانعيه الحقيقيين، هؤلاء الذين سيذكرهم، متسائلا كيف كانوا يقتنصون أفراحهم؟ كيف صنعوه دون أن يطلوا على الشاشات؟ كيف أجهضوا أحزانهم وهم يتطلعون للسماء ويضعون في أيديهم البنادق؟ وكيف كان الوطن يساوي عروق دمائهم؟

ترصد صور المقاتل شوري حمدون صاحب الألبوم التذكاري النادر، الذي قام بتمثيل هلع الإسرائيلي، وهو أسير في يد القوات المصرية في صورة تذكارية ضمن ألبومه على الجبهة، الكثير من المواقف الخالدة والمدهشة، حيث يبقى الألبوم شاهدا على هذه اللحظات ومدونا لتاريخ الجنود، وهم يلامسون أرض الوطن في أرض سيناء بعد تحريرها.

يقول شوري حمدون لــ"بوابة الأهرام": الكاميرا كانت تخصني كنت أصطحبها معي ونحن نلعب كرة القدم مع الضابط محمود الجوهري مدير المنتخب الوطني السابق، وقائد سرية 608 إشارة في جبهة القتال يقرأ له الفاتحة، ثم يواصل حديثه: لا أدري من عاش ومن مات من أصدقائي المقاتلين الذين يوجدون في الصور، إلا أنه يحفظ أسماءهم واحدا واحدا، ويحفظ أماكنهم ويحفظ رتبهم العسكرية ومواقفهم في سيناء.

تضم الصور التي يحتفظ بها حمدون بمركز دشنا شمال قنا الرائد جلال الحبيشي قائد الفصيلة 18 مشاة من القاهرة، والملازم أول سيد عتلة من محافظة المنوفية، والمقاتل سيد خليفة من مركز دشنا بقنا، والمقاتل سيد عبداللاه من محافظة سوهاج، والمقاتل فيكتور من قرية القصر، والصياد بنجع حمادي والمقاتل إسماعيل محمد إسماعيل من القاهرة، بالإضافة للمقاتل صاحب الألبوم شوري حمدون الذي يجعل سهما بارزا يشير له في كل الصور. 

عشت مقاتلا في الجيش منذ نكسة 1967م، وكانت الصورة هي تسجيل للحظات الانتصار في العبور، هذا مايوضحه العم شوري الذي يبلغ من العمر 70 سنة، لافتا أن الصور التذكارية التي عمرها 42 سنة تم التقاطها في صبيحة العبور، أمام خط بارليف وشط القناة وغنائم الجنود المصريين من الأسرى الإسرائليين.

كان شوري مكلفا بقيادة سيارة برمائية، وكان ينقل الجنود للقتال وينتظرهم كي يفرغوا من أداء مهامهم القتالية، كما كان مكلفا بتغيير كلمة السر بالاتفاق مع القادة في السرية، بصفته أنه الأقدم، لذا هو يملك حكايات كثيرة عن الحرب منها، كيف أن المدفعية الإسرائيلية كانت لاتكف عن إطلاق القذائف صوب العمارات السكنية التي تم استردادها من العدو؟ 

كانت العمارات السكنية التي تركها المصريون في التهجير هي أول استرداد لسرية المقاتل شوري حمدون، إلا أنهم اكتشفوا أن 3 جنود إسرائيليين كانوا يقبعون في البدروم ليبلغوا قادتهم بوجودهم، لذا كان عليه أن يتفق مع قادة السرية على تغيير كلمة السر لعمل حيلة للقبض علي الجنود الإسرائليين المختبئين، وهذا ماحدث، حيث تم إلقاء القبض عليهم لتختفي ضربات العدو للأبد ويتم اقتيادهم كأسرى حرب.

شوري الذي يحتفظ بألبوم الحرب يبقي الوحيد من المقاتلين في الصعيد الذي مثل لحظات الجنود على الجبهة، فهناك أمام خط بارليف كان الجنود يوجهون أبصارهم للسماء ويتطلعون إليها، بخلاف شوري حمدون المقاتل الذي صنع باختصار ألبوم ذكريات للحرب التي أبقت الجنود وأسماءهم، والتي يحفظها دون أن يدري حاليا إلى أية جهة أخذتهم الحياة؟ كل ماهناك أن الجنود كانوا مثله، يتطلعون للسماء دون توثيق لحظاتهم على الجبهة في صور.



















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك