الأحد، أبريل 03، 2016

الاستاذ محمد معبد يكتب: تسامحو



بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا محمد بن عبدالله ... الحمد لله على فضله وإحسانه، وطوبى لمن عفى وأصلح لمن أساء له ... وهنيئا لمن رفع الله همته ليطلب الزلفى عند الله، وليزاحم على باب الله، طلبا للدرجات العلا في مقعد صدق عند مليك مقتدر. واصلى واسلم على خير رسله الذي أثني على العافين عن الناس مدحهم ووعدهم بالدرجات العلا في الجنه ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركات ....................................... قال تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) التسامح ونسيان الإساءة مرتبه عظيمه لايصل إليها إلا القلة من الناس ...... فمع خوض غمار الحياة تصادفنا مواقف وإساءات وأذى من الكثير من الناس سواء بقصد أو بدون قصد بهدف أوبدون هدف . بجهل أو عن عمد ... وقدتكون هذه الإساءة من الأهل والأقارب وأحب وأغلى البشر.وكثير ماتكون في كل مكان في العمل .. في الملعب .. في البيت .. في المدرسه .. في السوق .. في الشارع ومن الكبار .. ومن الصغار .. و بين الأب وأبنائه .. بين المعلم وطلابه .. بين الزوجه وزوجها.. بين الأصدقاء بين الأحبة أو من أشخاص لانعرفهم ولا تربطنا بهم صلة. وتختلف هذه الإساءة من شخص لأخر ويختلف حجمها ونوعها سواء كانت فعليه أوقوليه فالكثيرون قد سرقت تموالهم وأناس قتل أحبابهم وأخرون هتكت أعراضهم والعياذ بالله. وسمعنا بالذي عفا عن قاتل إبنه دون أخذ دم القاتل ولا دية فما الذي يجبره على فعل هذا؟

وسمعنا بالذي عفا عمن يغتابه ويشتم عرضه ويقول (اللهم إني وهبت نفسي وعرضي إليك) فلايخلو يوم ولايتعرض الإنسان لمثل هذه المضايقات ولايخلو مكان دون إصابات فما الحل إذن؟؟ الحل هوأن يتذكر أن الرسول صل الله عليه وسلم قال(المؤمن الذي يخالط الناس ويتحمل أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ويتحمل أذاهم) فالتسامح لايعني أن تتنازل عن حق من حقوقك أو أن ترضى بالإمتهان ولكن يعني الصبر ولين المعشر وصفاء الخاطر .... وإن سلامة الصدر من أمراض الغل والحقد والحسد، ونية السوء، وسوء الظن، وقصد الإساءة إلى الآخرين ؟؟؟ توصلك باذن الله للجنة وهل هناك أغلى من الجنة؟

وهل هناك أجمل من التسامح؟ تلك الخصلة العظيمة التي يغفل عن معرفة فضلها كثير من المسلمين ويجهلونها مع أنها من أسباب دخول الجنه ولنتذكر حديث رسول الله صل الله عليه وسلم: تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل إمرئ لا يشرك بالله شيئا؛ إلا إمرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اركوا هذين حتى يصطلحا، اركوا هذين حتى يصطلحا ....... فتعالوا بنا نطوي صفحة آذت الكثير والكثير من حولنا ... آذت أحبابنا .. آذت أقرب الناس إلي قلوبنا .. آذت وصدمت بلدا بأثرها ..... حقيقة وأنا أكتب هذه الكلمات تملكتني المرارة والألم ..

فمنذ وقت ليس ببعيد لم يتملكني هذا الكم الهائل من الحزن والوجع وأنا أتناول أي موضوع .. أو أتطرق لأي مشكلة كانت ... حقيقة إختلطت دموع قلبي وقلمي .. بدموع فرحة عشتها وكنت شاهدا عليها .. دموع فرحتي بإلتفاف كل أبناء بلدي ... الكبير منهم والصغير ... نهض الجميع وثار الجميع وغضب الجميع .. بما يشبه حاله من الغليان .. ولكنه كان غليان رائع ... في مشهد تجلت أروع معانيه الجميلة بالوقوف يدا واحده وصفا واحدا علي قلب رجل واحد ... من أجل ماذا ؟؟؟؟ من أجل أموات لنا يرقدون تحت التراب ... هب الجميع لينعم موتانا براحة وطمأنينه في مثواهم ... ما أجملها من أيام وما أسعدها وما أروعها من وحده وإتحاد وإتفاق ........

أقولها بقلب يعتصره الألم ..... من أجل رب أحب التسامح ودعي إليه وبشر المتسامحين بفضل منه ورحمه .... من أجل دين حث علي التسامح والعفو عند المقدرة ..... من أجل نبي أمنا به وإتبعنا هداه .. من أجل نبي ختم الله به الرسالات وضرب لنا أروع الأمثله في العفو والتسامح ... أنسيتم قوله لكفار قريش ( إذهبوا فأنتم الطلقاء ......) من أجل شيوخ ومعلمين أفاضل يرقدون تحت التراب ... من أجل أباء وأمهات وإخوه ... من أجل بلد عشنا علي ترابه وأحببناه ..... من أجل كل هؤلاء ... تعالوا نمد الأيدي ونصل إلي إتفاق .... وننبذ ما بيننا من فرقة وشتات .... عودوا من أجل كل هؤلاء .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك