الجمعة، نوفمبر 25، 2016

يهجرون منازلهم إلى حاجر الجبل بسبب "المياه الجوفية"


 مواطنون يهجرون منازلهم إلى حاجر الجبل بسبب "المياه الجوفية".. معهد أزهري آيل للسقوط.. ومركز شباب تعرض للانهيار


الثلاثاء 22-11-2016| 06:09م
قرية "النمسا" التابعة لمركز إسنا جنوب محافظة الأقصرالأقصر - إيمان العماري





"إحنا عايشين عيشة مرار هنلاقيها من غلاء الأسعار، ولا من ضيق الحال، ولا من المياه الجوفية اللي داخلة علينا بيوتنا".. هكذا وصف أهالي قرية "المساوية" التابعة لمركز إسنا جنوب محافظة الأقصر معاناتهم من تلك الأزمة التي لا يوجد لها حل؛ كما وصفوها.

معاناة أهالي القرية

"شوارع غارقة، انتشار البعوض والحشرات، انهيار منازل، معهد أزهري آيل سقوط وطلابه يقضون حاجاتهم في الجوامع القريبة ومركز شباب ينهار وأهالي يخلون منازلهم ويتجهون إلى الحاجر"، هكذا أصبح الحال في قرية المساوية التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من 5 آلاف نسمة، بعد أن أغرقت المياه الجوفية منازلها. 

يعيش أهالي القرية منذ شهور عديدة معاناة حقيقية بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تغرق كافة شوارعها والتي زحفت إلى داخل منازل مبنية بالطوب اللبن أهل القرية ويبلغ عددها أكثر من 50 منزلا، وأصبحت تنذر بوقوع كارثة كبرى حيث تشبعت أساسات تلك المنازل بالمياه الأمر الذي يهدد بانهيارها فوق رءوس سكانها، فضلًا عن انتشار الروائح الكريهة، والحشرات التي تهدد بإصابة الأهالي بالأمراض.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وأنه مع دخول فصل الشتاء يضع الأهالي أيديهم على قلوبهم خوفا من المخاطر التي تقع على رءوسهم خاصة بعد أن أصبحت المياه أيضا تعوق حركة السكان في شوارع القرية، وتحبسهم داخل منازلهم، دون استجابة من المسئولين.

على بعد 5 كيلو من مدينة إسنا و65 كيلو من مدينة الأقصر انتقلت "البوابة نيوز" إلى القرية لرصد معاناة الأهالي بعد غرق منازلهم بالمياه الجوفية حيث يقول جمال أحمد، أحد أهالي القرية "احنا سيبنا بيوتنا وبننام على المصاطب حيث نعاني من المياه الجوفية التي اجتاحت منازل القرية بالكامل، والمحملة بالقمامة والعديد من الملوثات، ما تسبب في انهيار بعض المنازل، لدرجة أن بعض الأهالي تركوا منازلهم خشية انهيارها عليهم".

الأهالي يهجرون منازلهم

وقال مصطفى إبراهيم، "أنا رحلت أنا وأسرتي المكونة من 5 أفراد من المنزل".

بسبب غرقه بالمياه الجوفية وأعيش عند جيراني بسب ارتفاع منسوب مياه الترع وأغلب المنازل عائمة على بركة من المياه وأغلب المنازل تصدعت ونطالب المسئولين بنظرة عطف وحل مشكلتنا".

انهيار منزل على عائلة قدمت من القاهرة لزيارة قريتهم بالأقصر

أما إسماعيل محمود مدني فأكد أن مصيبته أكبر قائلا: "منزلي مبني دورين من الطوب اللبن وفي يوم كنا قاعدين بنتعشى وكان عندنا ضيوف من القاهرة وفجأة المنزل سقط وانهار بالكامل على رءوسنا وتم نقل المصابين إلى مستشفى إسنا والدولي وكل ذلك بسبب المياه الجوفية لأن البيت مستحملش".

وقالت ماجدة محمد: "ابنتي جالها نزيف من أنفها وبنتي التانية متكسرة بسبب انهيار البيت وكل بيت في القرية مسنود على التاني والأطفال ما بتنامش من كتر الخوف محتاجين الرحمة ونظرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن ينظر لأصحاب تلك البيوت لأنهم ليس لهم مأوى".

وتقول صاحبة المأساة، آية أبو العلا أحمد: "كنت جايه زيارة لبيت جدتي، لقيت البلد مدمرة عايشين من غير صرف صحي وغرقانين في بيوتهم وكنا طالعين فوق السطوح وفجأة البيت وقع بينا وجالي كسر في الحوض وأنا من ساعتها مبتحركش من السرير ولا حد سأل فينا ولا محافظ ولا مسئول ولا إنقاذ لحقنا بجد عايزين حل للمياه دي مخلية كل البيوت مايلة ليه محدش بيسأل على الناس هنا وهما مش معاهم فلوس يكسحوا المياه كل يوم".

سيدة: معانا 8 عيال مش عارفين نروح بيهم فين

وقالت إحدى السيدات باكية: "مفيش عناية في القرية وقعدنا في الشارع خايفين ندخل البيوت أحسن تقع علينا وأنا معانا 8 عيال مش عارفين نروح بيهم فين وأنا مسئولة عنهم مش لاقيين شقة نسكن فيها وفي 3 عيال عايزين عمليات وأنا قاعدة مطلقة في بيت والدتي".

الأهالي يستغيثون بالرئيس السيسي: انجدنا يا ريس

"انجدنا يا ريس" هكذا عبرت سيدة محمد عن مأساتها وما يجيش بصدرها إزاء تلك المشكلة وقالت "النادي هدوه لقيوله دولة هتبنيه لكن إحنا مين هيبنيلنا مع أن النادي مالهوش 30 سنة وإحنا البيت هيوقع علينا وابنائي وزوجاتهم وعيالهم فوق وانا ساكنة تحت واحنا غلابة ومش معانا فلوس ولا أراضي ولا وظائف ولا شئ نقدر نبني بيه البيت وعايزين نعزل منه بس مش عارفين نروح فين ولا ناجي منين".

والتقط طرف الحديث ابنها "أحمد محمد" قائلا، نعاني من نقص في كافة الخدمات، وعندما نصل إلى مسئول سواء المجلس أو الري بشكوانا يتجاهلنا ويقولنا مش عارفين أصل المياه جاي منين، وكأن ليس لنا الحق في المطالبة بحقوقنا والمياه الجوفية أغرقت المنازل وبندور على شقة نسكن فيها وطلعنا عفشنا برة ولا معانا فلوس نأجر بيها بيت ونطالب بسرعة إدراج مشروع الصرف الصحي بالقرية".

وقالت أسماء محمد: "كنت بغسل المواعين وروحت لمست "كبس الكهرباء" وكانت المياه الجوفية تغرق البيت مما أدى إلى حدوث ماس كهربائي في يدي ولا زلت متأثرة بالإصابة حتى الآن حتى الآن".

فيما أكد "حسنين عبد الرحيم" أن سبب المياه هو ارتفاع منسوب النيل بسبب هويس إسنا مما تسبب في وجود المياه الجوفية وإتلاف الزراعات والمنازل وهدم المنازل والمؤسسات الحكومية وتبوير أراضى الرقعة الزراعية ووجود مستنقعات مياه راكدة مما يضر بصحة المواطنين".

المعهد الأزهري آيل للسقوط

وقال محمد أحمد محمد كاتب أول بالمعهد الأزهري بالمساوية: إن المعهد يضم فتيات وبنين للمراحل الثلاثة والمنطقة كلها غارقة بالمياه الجوفية ومش عارفين نودي الطلاب فين ومشكلة مش عارفين ليها حل وخاطبنا جميع الجهات من إسكان وتربية وتعليم وأزهر والأهالي هجرت بيوتها وراحوا سكنوا في الحاجر ومشيوا وهملوا البلد".

عمدة قرية المساوية يكشف السبب

وقال اللواء بالمعاش خميس الضوى عمدة قرية المساوية طفح المياه من باطن الأرض في الشوارع والمنازل والمنشآت الحكومية، مشيرا إلى أن القرية تعوم على مياه منذ سنوات؛ لأنها قرية منخفضة عن جميع القرى المحيطة بها وارتفاع منسوب المياه من ترعة الرمادي شرق القرية وسيالة النمسا غرب القرية بالإضافة إلى أنه عند إنشاء قناطر إسنا الجديدة في التسعينات حيث لم يتم عمل صرف صحي عند إنشائها مما أدى إلى ارتفاع منسوب النيل جنوبها وتأثر قرى جنوب إسنا والبندر.

وأضاف الضوي: سبق وأن حضر وزير الري إلى إسنا وعرضت عليه المشكلة ولا توجد استجابة كما حضر مسئولو مدينة إسنا ومعداتهم وقاموا بواجبهم في ردم بعض البرك وشفط المياه بأكثر من 50 نقلة ولكن تاني عادت المياه مرة أخرى ونطالب بحل تلك المشكلة من جذورها التي قد تعصف بما يقرب من 7 قرى.

من جانبه، أكد مصدر مسئول بمجلس مدينة إسنا، أن الأسباب لا تزال مجهولة، إذا كانت المياه مُسربة من بيارات الصرف الصحي أم مواسير المياه، مشيرًا إلى أن مسئول شركة المياه مشيرا إلى أنه يتم شفط المياه دوريا بعربات الكسح التابعة لمجلس المدينة، من الشوارع المحيطة بالمنطقة الغارقة، وإرسال جرارات محملة بالرمال لتغطية الأماكن التي ظهرت بها المياه الجوفية وذلك بعد تجفيفها، لافتا إلى أنه تم تكليف لجنة من الصرف الصحي لمعرفة أسباب طفح المياه الجوفية، كما ومحاولة معرفة سبب وجودها.

8 / 55




جريدة البوابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك