الأحد، نوفمبر 20، 2016

حمدي غالب يكتب: القط والشبح

القط والشبح



لا أدري كم هي المدة على وجه الدقة تحديداً، ولكن ما أذكره أنه لشهور طويلة كان القط يخاف من الشبح، والقط والشبح أسماء شهرة لاثنين من أقرب الأصحاب إلى قلبي. والذي حدث بأنه دون تعمد -أو بتعمد ربما – قام القط بإصابة الشبح "بقلقول" أرض جو، لتبدأ سلسة من الكر والفر بينهما على مدار شهور طويلة.


فكان بمجرد سماع القط بأن الشبح قادم كان يلوذ بالفرار بغض النظر عما كان منهمك في أدائه، فان كان يلعب الكرة كان يترك اللعبة و"يطير" على بيتهم حتى وان ترك المرمي فارغا. فصار الأمر أشبه بالتسلية لبقية الشلة وبه شيء من الاثارة والامتاع، فإن كانت الجلسة مليئة بالملل يصيح أحدهم "الحق يا قط الشبح جه" فيثب القط وثبا وكأنه ارنب بري لينفذ بجلده فيضحك الجميع ويستأنس.


ولكن لا أريد أن اخدع أحدا وأجعله يظن بأن مجموعة الصبيان وقتها كانت حرة في قرارتها، فقد كنا وللحق نخضع لأوامر الشباب الأكبر سنا، وكان هناك اثنان أساسيان منهما، ولكل واحد منهما عدد من الصبيان يختارهم هو وفقاً لمعايره، شيء شبيه بالقائدين آيبك واقطاي.


الأول كان مغرم بالأفلام الهندي وأميتابتشان وعلى حميدة، وكان يجبر صبيانه على أداء مشاهد الأكشن الهندية بحذافيرها، وكان يستبدل السهام والرصاص "بسيقان السمسم الجافة"، وكانت القنابل عباره عن أكياس مليئة بالتراب والرمال، والمهمة كانت إيجاد كنز مفقود، والكنز كان عبارة عن زجاج مكسر مدفون تحت جدران منزل الزعيم، والمخرج كان شاب أسمر – رحمه الله- لم يسلم حتي هو من العقاب ان فشلت المهم او ان أداء الممثلين لم يكن على قدر المستوي، الممثلون كانوا صبيان حقيقيون من شلتنا، و الضحايا أيضاً كانوا حقيقيون حتي في مشهد حرق المتمرد، فقد تم ربط "المتمرد" في نخلة وتم اشعال النيران تحته، وبفضل من الله وحده نجى.


الاخر كان مثل المعلم رشدان، معلم سلاحف النينجا، الحكيم، الذي يميل الي الفن والثقافة والألعاب التي تعتمد على الذكاء ومعلومات عامة، ومسائل رياضية، ونحت التماثيل، وممارسة الألعاب الرياضية ولعب كرة القدم والطائرة والبينج بونج وغيرها، كان اسمر اللون، يختار صبيانة بعناية.


وان كان هناك اختلاف شكلي بين القائدين الا انهما كان يتفقان في الغاية ألا وهي: إيجاد طريقة للتنكيد علينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك