الاثنين، نوفمبر 14، 2016

رحلة “الجنيه”.. من “السلطنة العثمانية” إلى إصدار “المركزي”


قصة “الجنيه”.. من “السلطنة العثمانية” إلى إصدار “المركزي”



كان ذلك في العام 1834 عندما كان الجنيه الإنجليزي يساوي 53 قرشًا في مصر، ثم بلغ 100 قرش عام 1840، في ذلك الوقت لم يكن “الجنيه المصري” ظهر بعد، بل كان “القرش” هو العملة المتداولة.


لكن من أين تبدأ حكاية الجنيه المصري؟

الواقع أن مصر عندما كانت ولاية عثمانية، لم يكن من حق الولاة سك نقود بأسمائهم، ومن هؤلاء الولاة محمد علي باشا، إذ كانت النقود تضرب باسم السلطان العثماني آنذاك.

التزمت الأسرة العلوية بشروط “فرمان” السلطان العثماني الصادر من الأستانة في فبراير 1840، بعدم تغيير نقود مصر، وأن تكون ممهورة باسم السلطان، ومطابقتها لضربخانة استانبول، وذلك حتى قبيل تولي السلطان حسين كامل حكم مصر عام 1914.

في 1885 أصدر الخديوي توفيق “أمر عالي” بسك النقود وتداولها، وأصبح الجنيه المصري وحدة للنقد، وقدرت قيمته بمائة قرش وقسم القرش إلى عشرة أجزاء ، عشره يساوي مليم، وذلك بعكس النظام السابق، الذي كان فيه القرش أربعين بارة، والتي توقف سكها واستبدلت بالمليم وأجزائه، ووضع الذهب أساسًا للنقد، فاتخذت الحكومة “الجنيه الذهب” وحدة النقد الجديد.

عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى في 1914، وما تبعها من استقلال مصر عن الدولة العثمانية عام 1916، بدأ سك النقود باسم السلطنة المصرية، في دار سك النقود بمدينة بومباي في الهند ومدينة برمنجهات في إنجلترا، لتحمل النفود اسم السلطان حسين كامل.

الَجنِيه

وقد عرفت مصر في العصر العثماني الجنيه المجيدي، نسبة إلى السلطان عبدالمجيد ، والجنيه الإفرنجي “الإنجليزي” والجنيه المصري.

تسمية الجنيه

يرى بعض الباحثين أن جنيه مؤنث الجني لما للذهب المصري من سحر العقول كبنات الجن.

لكن الأرجح أن الجنيه أصله من الإنجليزية Guinea وقد استعمل في البلاد التى اتصلت ببريطانيا، واللفظ هو اسم قطر أفريقي اشتهر بتصدير الذهب والعبيد منه يرجح أنه غينيا- حاليًا.

وقد سَعّر محمد علي الجنيه المصري بقيمة 100 قرش، وحرص على إعطاء الجنيه الإنجليزى قيمة أقل للتداول 97.5 قرش.

الجنيه الورقي

كان من المعتاد عالميا وضع الجنيهات الذهبية عند جهات لديها خزائن مثل البنوك والصيارف والصائغين في مقابل سند، وأصدر البنك الأهلي المصري عام 1898 سندات بناء على امتياز من الحكومة يتعهد فيها بالدفع لدى الطلب مبلغ جنيه واحد لحامله لمدة 50 عامًا، ويحول السند عند تقديمه إلى ذهب “الجنيه الذهبي”، وكان وزنه 7.45 جرام.

وفي عام 1914 استمد السند قوته بنفسه بنص القانون، فأصبح عملة رسمية دون حاجة إلى استبداله بالذهب، واكتسب قوة الإبراء المالي وأصبحت الجنيهات الذهبية غير متداولة وهي غطاء ذهبي محتفظ به في البنك الأهلي، ثم أصبح الجنيه الإسترليني الإنجليزي بجوار الذهبي غطاء في البنك.

وفي عام 1960 صدر قانون بشأن البنك المركزي المصري والبنك الأهلي المصري ونص على إنشاء البنك المركزي المصري ومنحه حق إصدار أوراق النقد المصرية، وأدخل عدة تغييرات على العلامة المائية وتصميم الأوراق والألوان.

تصميمات الجنيه المصري الورقيالإصدار الأول 5 يناير 1899

تطورت تصميمات الجنيه المصري الورقي من نشأته حتى الآن، وظهر أول نموذج له عام 1899 وكان مرسوم على إحدى جهتيه الجمل وكتابة التعهد بالدفع عند الطلب، ومن الجهة الأخرى تصميم يشمل اسم البنك الأهلي المصري.الإصدار الثاني 1914- 1924

النوذج الثاني ظهر عام 1914، وهو تصميم معبد مصري ونخيل على إحدى جهتيه، والجهة الأخرى اسم البنك الأهلي، واستمر في التداول حتى عام 1924.الإصدار الثالث 1924

نموذج الجمل تجدد مرة أخرى عام 1924 حتى 1926، لكن بأسلوب آخر.الإصدار الرابع 1926-1930

أما النموذج الرابع فهو نموذج جنيه إدريس، نسبة إلى جنايني كان يعمل في القصور الملكية خلال عهد السلطان حسين كامل، وأبلغ الأمير فؤاد برؤية أنه سيصبح سلطان مصر، وعندما تحققت رؤياه كرمه الملك فؤاد ووضع صورته علي الجنيه المصري، وصدر هذا النموذج عام 1926 وانتهى من التداول عام 1930.الإصدار الخامس 1930- 1948

النموذج الخامس هو نموذج توت عنخ آمون، وصدر عام 1930، واستمر العمل به حتى عام 1948، فقد كان الملك فاروق ولوعًا بتوت عنخ أمون، ولديه اعتقاد بأن ثمة تشابه يجمع بينهما.الإصدار السادس 1950- 1952

النموذج السادس صدر عام 1950 واستمر حتى 1952، ويحمل صورة ملك مصر الملك فاروق من جهة ومن الجهة الأخرى معبد فرعوني.الإصدار السابع 1952- 1960

النموذج السابع صدر عام 1952، واستمر حتى عام 1960 ويحمل صورة توت عنخ آمون من جهة، وصورة معبد فرعوني من جهة أخرى.الإصدار الثامن 1961- 1967

النموذج الثامن، وهو نموذج إصدار البنك المركزي الأول بعد أن كانت الإصدارات تحمل اسم البنك الأهلي، وصدر عام 1961، واستمر حتى 1967، وحملت إحدى جهتيه رسمة مماثلة للإصدار الأول للجنيه، والجهة الأخرى صورة توت عنخ آمون.الإصدار التاسع 1968 -1978

النموذج التاسع صدرعام 1968 واستمر العمل به حتى 1978، ومرسوم عليه مسجد السلطان قايتباي، وفي الجهة الأخرى واجهة معبد فرعوني بالتمتثيل الفرعونية معبد أبو سمبل بتصميمين متجاورين احدهم مصور والاخر مرسومالإصدار الأخير للجنيه من 1987 حتى الآن

الإصدار العاشر صدر عام 1978 وحتى2008، وأعيد العمل به مرة أخرى في 2016، وهو نسخة معدلة من إصدار 1968، إذ يحمل صورة مسجد السلطان قايتباي من جهة، ومعبد أبو سمبل من جهة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك