الخميس، فبراير 03، 2011

انتهي يوم الغضب ولتستمر ايام الغاضبين

"مش حنشتغل ب 300 جنية " ومش حنعيش في "حالة ملل" في ظل البطالة المفروضه علينا، ولن نبحث عن "الترانكويليتي" وسط المقابر فقط، ولن نعيش في غربة نجمع اوراقها في "شنطة سمسونايت"، فلذلك قررنا ان نسير علي خطي صوت "نداهة الغضب" ليقودنا هكذا الي ميدان التحرير، وهناك وجدنا انفسنا ، وجدنا شباب الامة قد فزع ، فالغالبية العظمي من الحشد هناك في نفس عمري او اصغر قليلا، فكلنا لم نري غير رئيس واحد اوحد، طول حياتنا كان يزرعون الخوف دوما في قلوبنا مع الكثير ايضا من بزور الجبن والخنوع، تعلمناها علي ايديهم التي خذلت حتي رسول الله ولم ينصروه في ازمة الرسوم الكاركاتورية ولكن الله نصره، تعلمناها ونحن نراهم كيف يتعاونون مع اليهود لفرض حصارعلي القدس ووئد صغار غزة، وتم الاكتفاء بقول "للبيت رب يحميه"، كل من جاء الي ارض الميدان كان قد ودع امه قائلا "ان مت ياامي متبكيش" وودعته هي بقولها انك "لو عشت ياولدي متبكيش".

 

وفي يوم الغضب وهناك وعلي ارض الميدان كانت رايات النفوس الغاضبة خفاقة، وماكادت الساعات تمر حتي تضاعفت اعدادنا، نفوس اخري غاضبة جاءت هكذا يقودها ايضا صوت "نداهة الغضب" ، ويومها نفثت الاجساد بعض من غضبها، واجساد اخري لفظت ارواحا طاهرة، شهداء بلاشك لانهم قد ماتوا دفاعا عن اموالهم التي تنهب علي ايدي صفوة النظام الحاكم، دفاعا عن كرامتهم، وان كانوا هم شهداء فالقتلة اذن.....، وارواحهم الطاهرة زادت من حمية ونخوة الحضور، واستفز منظر دماءهم القابعين في المنازل حتي وصلنا الي جمعة الغضب، وحدث ما حدث وخرج راس النظام لايعرف يمينه من شماله، ضللوه ببيانات مسبقة وتحاليل للاوضاع الامنية بان كل شي تحت السيطرة، فصحي علي لافات بركان فلك ان تتخيلوا ماذا سيقول الرجل، فجاء بقرارات زادت من جذوة الغضب، ساعدت علي تجمع المظاهرات المليونية، وطالب الجميع منه الرحيل ، بل تمادوا في مطالبهم بان يقدم للمحاكمة، اما انا فكنت اتمني من اجل تاريخه العسكري ومشاركته في حرب اكتوبر المجيدة ان يختم حياته بشكل مشرف ولكنه اختار ان يحي كفرعون وان يموت مثله.

والان اتساءل بعد ان بدات طيور الظلام ترقص علي دم الشهداء وتطالبنا بالمكوث في منازلنا بزريعة الحفاظ علي امن مصر، هكذا اعلنها الاعلام المصري الرسمي المخزي بان الامن مقابل الحرية، ولا حديث عن محاكمات للخونة الذين تلاعبوا بخلق فراغ امني وباطلاق سراح المسجونين لارهاب الشعب، وبتعديهم علي المصارف والممتلكات الخاصة والعامة حتي ننادي جميعا كفاية مظاهرات وان "نرجع تاني لحضن بابا الريس"، نحن علي ارض الميدان مازلنا هناك، لم نخاف من ارهاب الدولة الذي يمارسه النظام الفاسد، ولن نرجع لاننا وعدنا ان دم الشهداء مش حيروح هدر، نعم نحن هناك ولن نرجع فكل حاجياتنا معنا قطعة خبز وشربة ماء وكفن.

ولكني اتوجه اليكم بالسؤال : يا تري هل من الممكن ان نسمح بان تنكسر نفوسنا مرة اخري وان نطاطي رؤسنا من جديد، ونجري بسرعة لما الباشا يندهلنا في الكمين، ونمسح علي خدودنا بسرعة تفالة معاليه، ونحبس الدموع لما نشوف الشباب الورد قاعد عاطل علي القهاوي مقضيها شيشة وضمنة، ممكن ننسي اللي حسناه في اليومين دول من عز وكرامه، ممكن نرجع نحتقر انفسنا من تاني، ونلوم نفسنا باننا شباب فاشل وسبب مصايبنا دايما ان احنا كسولية، ممكن نرضي بان نستقل القطار اللي اتحرق من قبل او التاني اللي طلع من القضبان، ممكن؟


كاتب المقال شاب حسن الخلق من شهداء مظاهرة 25 يناير

رحمه الله



أ‌. حمدي غالب طايع

هذا اقل شي اقدمه لشهداء الثورة وللشرفاء الصامدين في ميدان التحرير فان لم يسطر القلم لهم لغرزته في قلبي واستريحت



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك