الأربعاء، فبراير 09، 2011

بعد أن صفا العقل .

أتابع بكل اهتمام ما يكتب على صفحة المعمورة وأقدر كل ما كتب وفي الحقيقة حاولت أكثر من مرة أن أشارك في هذا الحدث الحلم ولكنني أجد نفسي لا أستطيع تكوين رأي صائب فيما يحدث ففضلت التريث ليشارك العقلُ العاطفةَ فيما أكتب وهنا أتذكر صديقي الذي كان يعلمنا ونحن طلاب في الجامعة كيف نحاور؟ وكيف نقنع؟ وكيف نكون الآخر ؟ حتى أنه قال لي مرة: أنت مسلم ؟   قلت : نعم .     قال :تخيل إنني غير مسلم فكيف تقنعني بالإسلام ؟     ومن هنا علمني ـ ربما دون أن يدري ـ أن أفكر قبل أن أنطق أو أكتب لهذا سأقدم رؤيتي للموقف كما أفهمها فإن لم تصب مكانها الصحيح فهذا يرجع إلى قصور في الفهم وليس لأي غرض آخر . 
1/ محمد حسني مبارك    مواطن مصري ورمز     والمعتصمون في ميدان التحرير مصريون ومن هنا يجوز الاختلاف عليهما ولا يجب أن يصنف الناس بل ويتم اتهامهم بالخيانة والعمالة لمجرد أنهم يرون ضرورة عودة الاستقرار واحترام الرمز أو لأنهم يصرون على التغيير مطالبين بتحقيق كل ما خرجوا وضحوا من أجله فهؤلاء مصريون وطنيون وكذلك الواقفون على الضفة الأخرى حتى لا نفقد وحدتنا .
2/ (مصر وسوريا ) كثيرا ما كنا نتحدث عن خليفة الرئيس مبارك وكان الرأي السائد أنه جمال مبارك استناداً على ما حدث في سوريا ولكننا كنا نقول: مصر ليست سوريا وصدق ما توقعناه وعندما أتذكر موضوع سوريا يحق لي أن أسأل كيف تم تنصيب بشار الأسد بعد تغيير الدستور في جلسة واحدة لمجلس الشعب السوري دون أن يحرك العالم ساكناً أو يخرج صوت من سوريا وكأنها مملكة آل الأسد ؟ 
3/(مصر وإيران ) بالأمس القريب عندما هب الشعب الإيراني في شوارع طهران يطالب بخلع نجاد قابله النظام بكل أنواع القمع والقهر ولا أتذكر أن أحداً من المسئولين المصريين أشار إلى ما يحدث في إيران فليس للفقيه الإيراني أن يتدخل في الشأن المصري .
4/(دعاية مضاده) خوف زعماء إسرائيل على حكم الرئيس مبارك ترك أثراً سيئاً على المصريين تجاه رئيسهم وكذلك أضاع أصحاب موقعة الجمل الجديدة الأثر الطيب الذي تركه خطاب الرئيس في حين أن خطاب الفقيه الإيراني الموجه للشعب المصري ثم أتى بعده تابعه نصر الله ليقول للشعب المصري ماذا يفعل قد جعل الكثير منا يعمل عقله فيما يحدث .
5/(الفتنة الطائفية والإرهاب ) شيء عجيب منذ أيام قلائل كنا نحاول جميعاً أن نضمد جراح أخوتنا الأقباط والكل يسارع إلى إظهار الحب والود لهم وهم يصرخون وينكرون ثم أصبحنا نرى أننا بالفعل نسيج واحد والكنائس في حراسة من كانت تتوجس منهم خيفة أمس ثم نرى تلك الحشود الكبيرة تتحرك لاتعرف من محمد ومن جرجس ثم لماذا لم يجد ها الإرهاب فرصة ليضرب الشعب المصري خصوصاً بعد فتح السجون وفرار رجال الأمن ؟ 
6/(معدن طيب ) رغم غياب الأمن وانتشار الفوضى فما حدث من تخريب ونهب لايمكن قياسه بما حدث في بلادٍ أخرى عاشت نفس الظروف بل إن هذا الأمر أخرج من مصر أفضل ما فيها فظهرت قوة الجبهة الداخلية والعبقرية المصرية في إدارة الأزمات في ترابط قوي بين أفراد الشارع الواحد لافرق بين كبير وصغير مشهور أو مغمور ومن كان يصدق أن التجار يستجيبون للبسطاء فيثبتوا الأسعار فيما كانت الحكومة تعجز عن ذلك حتى الذين خرجوا من السجون لم يحدثوا ما هو متوقع من أمثالهم لماذا؟ لأنه معدن طيب .
7/(مصر الكبيرة ) كثيراً ماكنا نسأل كيف يرانا الأشقاء ؟ ووجدت أخيراً الإجابة في موقفين الأول بجوار الحبيب (صلى الله عليه وسلم) عندما وقف خطيب الجمعة في المسجد النبوي يدعو لمصر وأهلها وإذا المسجد كله يضج بالدعاء إلى الله (عز وجل) أن تسلم مصر من كل سوء والثاني من المعلق الإماراتي فور نزول محمد زيدان إلى أرض الملعب والذي أخذ يدعو لمصر حتى اجهش بالبكاء كلاهما أبكاني فرحاً فما أجمل أن تشعر بمكانك ومكانتك عند أشقائك .
حفظ الله مصر وشعبها العظيم وألهم قادتها الرأي السديد وبارك ثورة شبابها .         
                                                                                                   بقلم / رمضان فوزي سعيد

هناك تعليق واحد:

  1. اضافة الي كلامك المتزن ...ثبت أن الخامنئي لا يفهم علي الاطلاق طبيعة هذا الشعب. شعب يطبق المثل (أنا و جيراني و أهلي علي النظام ....وأنا والنظام علي الغريب).....
    أحمد فوزي سعيد

    ردحذف

شارك برأيك