الخميس، نوفمبر 21، 2013

حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (9): العدم ممانعة (1)

هنا الكويت (9): العدم ممانعة (1)


مضت أيام وأسابيع وبضعة أشهر و"علي" مازال في انتظار وصول تأشيرة العمل "العدم ممانعة"، وفيما يبدو أنه كان فرح بحالته الجديدة "مستني عدم ممانعة" فقد حمته من شمس الخجل وخبأته في كهف الزمن ونجته من القيل والقال.


وكانت زمرة أصحاب "علي" في زيادة مستمرة يوماً بعد يوم من شرائح عمرية وتعليمية مختلفة ولكن كلهم في مثل حالته "مستنين عدم ممانعة"، وقد علقوا أمانيهم وأمالهم علي ورقة لا وقت محدد لوصولها، قد تطول فترة الانتظار وقد تقصر، فهذا أحدهم ينتظر منذ ثلاث سنوات لم يبرح مكانه، وآخر انقضت صلاحية جواز سفره ولم تأتيه العدم ممانعة فما كان عليه إلا أن جدده ليكمل انتظاره، وآخر ...وآخر وآخر حكايات كثيرة لشباب يداعبهم الحلم كالعشاق في انتظارهم بالساعات تحت شرفة الحبيب لعل وعسي يبصرون القمر.


وال"مستني عدم الممانعة" لا ينال هذا اللقب إلا من بعد استخراج جواز السفر وإرسال نسخة منه إلي احد الأقارب المتواجد في الكويت ثم يعقب ذلك مراحل مختلفة من الانتظار تبدأ "يا مسهل" ثم "ربنا يقدم اللي فيه الخير" ثم "محدش عارف الخير فين" ثم "قدر الله وما شاء فعل" ثم "الصبر مفتاح الفرج" حتى تصل العدم ممانعة أو أن "الشؤون مسكرة".


ويتمتع "المستني العدم ممانعة" بمجموعة من الامتيازات الخاصة، فله الحق أن "يقرأ فاتحه" أو يتقدم لخطبة إحداهن وله الحق بأخذ قروض من الأهل والأصدقاء وله الحق أن "يقلدها" في الأفراح والمناسبات ويرمي بوعود كثيرة أصحابه وله الحق أن يتغندر ذهابا وإيابا وكأنه حيلة أبوه وأمه، ولكن ليس له الرجوع في قرار السفر، أو فقد جواز السفر والاهم أن لا يفقد أمله وصبره.


نستكمل في المرة القادمة ان كان في العمر بقية
اجزاء سابقة من الرواية

هنا الكويت: تمهيد



هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)



هنا الكويت (2): مسقط الرأس (2)


هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود

هنا الكويت (4): عبد الرزاق


هنا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا


حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (6): صلبوخ


حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (7): قلب موجوع (1)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك