الخميس، مارس 21، 2013

حمدي غالب يكتب: هنا الكويت : مسقط الرأس (2)

هنا الكويت : مسقط الرأس (2)

مرت علي نوبت او طوخ عصور ازدهار واخري اضمحلال، علي مر التاريخ ومع كل غزو اجنبي لمصر كان النسيج المصري يتعرض لحمله تشويه عرقي ممنهجة، فعلها الرومان والبطالمة واليونان والاتراك والمماليك وغيرهم، وكانت طوخ ببقعتها الحضارية هدف ينشده اي غازي للسيطرة علي اقليم الصعيد كافة، فعلي سبيل المثال تذكر كتب التاريخ بان الجنرال ديزية – احد قادة حملة نابليون بونابارت علي مصر – كان لديه حلم، كان يحلم بالسيطرة علي طريق الهند وهو الطريق التجاري الاهم وقتها، فأعطي أوامره للأسطول الفرنسي بالتوغل جنوبا، الهدف السياسي هو السيطرة علي مدينة قوص مركز طريق الهند، ولم يكن لينال مأربه الا بتحقيق هدف عسكري استراتجي لنصب المدافع الحربية (السلاح الأشهر للحملة الفرنسية) لتصب نيرانها علي مركز قوص. فلم يكن لديه أفضل من موقع قرية طوخ في البر الغربي والمواجهة مباشرة لقوص.


وطوال تاريخها الطويل والحافل ظلت طوخ مجتمع مؤسساتي في أنظمة حكمها وإدارتها وفي علاقتها بالسلطة الحاكمة للقطر المصري، ولم تترك طوخ مناسبة قومية إلا وقد شاركت بها، وقدمت شهداء ومصابين في حرب اليمن ونكسة 67 مرورا بمعارك الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم، حتي أن احد أبنائها شارك في "الحمل" الموكب المتوجه من مصر حاملا كسوة الكعبة إلي مكة، وشارك بعض أبنائها في عمليات بناء السد العالي، وشاركوا في جنازة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذين أحبوه حبا جما، فقد استفادوا من ثورته في 1952 بالحصول علي أراضي الإصلاح الزراعي دون أن يشاركوا في الثورة مطلقاً.


ثورة 25 يناير 2011 كانت نقطة فاصلة في تاريخ هذه القرية، فقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في وصول روح الثورة من العاصمة إلي أهل القرية في أقصي الصعيد، وقام شبابها بتأسيس كيان شبابي هدفه الخدمة العامة والحفاظ علي المال العام وعلي أراضي الدولة، وان يكون حلقة اتصال مابين القادرين والمحتاجين من أبناء البلد.


اكتشاف النفط في بلاد الخليج العربي كان له اثر كبير علي القرية يزيد عن تأثير الثلاث ثورات المصرية في المائة عام الأخيرة جمعاء، هاجر الشباب، واستوطن الغربة، في ديار قاحلة وبعيدة، وغربة طويلة، وما بين أنين الماضي وحنين الحاضر وطموح المستقبل تجدون أعظم قصة في التاريخ الإنساني، قصة المحاربون الشرفاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك