( إحياء القلوب )
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبى بعده.
أما بعد
( لماذا لا نرى الله )
مالحكمة فى أننا لا نرى الله؟ سؤال فطرى، لكن يخطر على النفس البشرية ويجرى على الخاطر ...
ولكن هل يمكن للإنسان الذى لا يدرك الروح التى فى داخله ، والتى تقوم بها حياته ووجوده وهى أقرب إلى إلى نفسه من نفسه كيف يقدر أو كيف يطمع ويطمح إلى أن يرى الله سبحانه وتعالى، جلت قدرته ؟
من عظمة الله أنك لا تدركه ، ولو أدركته لما صح أن يكون إلها. ....لأن إدراك العقل لشئ، أو إدراك العين لشئ معناها أن هذا الشئ أصبح مقدورا عليه ، فإذا أنت أدركت الحق تبارك وتعالى، انقلب القادر مقدورا عليه ، والمقدور عليه قادرا ، لأنك قدرت على أن تراه ، ولذلك فمن عظمة الله تبارك وتعالى أنك لا تدركه .
وإذا كان الحق يصف نفسه فيقول :
( الله نور السموات والأرض ) وإذا كان النور يجئ منه الضوء ، والضوء ذاته لا إنما ترى به الأشياء، فنقول للذى خلق هذا كيف لا يدرك ؟ .
يدرك ولا يمكن أن يدرك ، لأن من خلقه ما لا يرى ، وما لا يدرك ، فكيف تتسامى أنت لتدركه هو؟.
إذن فعدم إدراكه يؤكد ألوهيته بحق وصدق .
سئل سيدنا الإمام على رضي الله عنه :
أرأيت ربك يا إمام؟ فقال الإمام كيف أعبد ما لا أرى.
فقيل له وكيف رأيته؟ قال الإمام : إذا كانت العيون لا تراه بمشاهدة العيان ، فإن القلوب تدركه بحقيقة الإيمان.
فقيل له صف لنا ربك ؟
قال الإمام : سبحان ربى لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالقياس ، فوق كل شئ، وهو فى كل شئ، لا كشىء فى شئ، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير .
سؤال ما مستقر الأرواح بعد الموت ؟
هذا ماسنعرفه إن شاء الله فى اللقاء القادم.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك