البرلمان يعمق أوجاع أصحاب المعاشات بعد الموافقة على تخفيض مخصصاتهم في التأمين الصحي
30 يونيو، 2016
4:31 م
صورة أرشيفية
كتب - صفاء عزت
جريدة ولاد البلد
بدلا من تخفيف المعاناة التي يعانيها أصحاب المعاشات وما يتعرضون له من ظروف اقتصادية صعبة، بسبب تقلص مرتباتهم التي كانوا يتقاضونها بعد إحالتهم للمعاش، وفي الوقت الذي من الفترض أن تزيد الرعاية الصحية والاجتماعية لأصحاب المعاشات، نظرا لتقدم سنهم وإحتياجاتهم وافق مجلس النواب أمس الأربعاء تخفيض حجم المبالغ المخصصة للتأمين الصحى على غير القادرين من أصحاب المعاشات، بعد موافقته بالأغلبية على الموازنة العامة المقدمة من الحكومة، لتخفض حصتهم بالتأمين الصحى إلى 600 مليون جنيه، فى موازنة وزارة الصحة للعام المالى الجديد 2016/ 2017، والتي انخفضت إلى 3 مليارات جنيه مقابل 3,6 مليار جنيه فى عام 2015/ 2016.
ليس لدينا حيلة
“كلما تقدم العمر كلما زادت الأمراض وكلما زادت صعوبة الحياة من كل ناحية، ونصبح كالأطفال الصغار ليس لدينا حيلة نشعر وكأننا أصبحنا عالة على أبنائنا، يستثقل المجتمع وجودنا، فنتمنى أن تقترب ساعات عمرنا كي نتخلص من أوجاعنا وإحساسنا بالعجز”. هكذا تحدث في حسرة شديدة، على محمد، موظف بالمعاش، مضيفا معاشنا الصغير يكفي بالكاد سد احتياجاتنا من الطعام والمسكن، وليس هناك فائض ليصرف على الأدوية، كي تخفض الدولة ومجلس النواب حقنا في التأمين الصحي، وكأنهم يقولون لنا أن وجودكم أصبح غير مرحب به وأنه ليس لكم مكان وليس لكم حقوق في هذا المجتمع.
تزايد الأعباء
ويقول جابر سعيد، 65سنة، إنه يعاني وذويه من أصحاب المعاشات من رواتبهم المنخفضة التي لا توائم ارتفاع الأسعار والأعباء التي أصبحت تتزايد كل يوم عن الآخر وباتت الأمور من سيئ لأسوأ، مضيفا أنهم يطالبون دائما بزيادة معاشاتهم، لسد احتياجاتهم بعد تقلص رواتبهم بسبب الإحالة للمعاش وبدلا من أن تستجيب الدولة لمطالبهم بخفض مخصصاتهم في التأمين الصحي، يوافق البرلمان على تخفيضها.
ويتسائل سعيد، إذا كانت الخدمة الصحية حاليا بهذا السوء، ونحتاج لشراء أدوية إضافية من الخارج فكيف سيكون الوضع حال تخفيض مخصصاتنا في التأمين الصحي.
ويضيف سعيد أن لأصحاب المعاشات أموال لدى وزارة المالية تقدر بأكثر من 600 مليار جنيه، وهي أمول من حقهم سطت عليها الحكومة، وهم في انتظار رد هذه الأموال لزيادة معاشاتهم حتى يتمكنوا من مواجهة ارتفاع الأسعار والدواء والكهرباء والمياه.
و يقول حسين عبد الواحد، على المعاش، إنه من المفترض أن تعمل الدولة علي رفع المبالغ المخصصة لدعم أصحاب المعاشات ، لا تخفيضها، مضيفا أنه يعاني من عدم توفر الأدوية بشكل كامل، فهو أحيانا لا يجد ما يحتاجه من دواء ويضطر إلي شرائه من الخارج، ما يمثل عبء كبير في ظل تدني المعاش.
تجاهل من الدولة
ويقول محمد الشناوي، عضو مجلس نقابة أصحاب المعاشات بالفيوم، إنه وبدون أي شك قد أهين أصحاب المعاشات إهانة كاملة، فقد أعطوا كل جهدهم طوال تلك السنوات لعملهم ولخدمة بلدهم، ولكنهم بعد كل هذا العمل وكل ذاك الجهد خرجوا على المعاش لتعطيهم الدولة ظهرها متجاهلة وجودهم.
ويضيف الشناوي الدولة لا تتكلف أموالا لأصحاب المعاشات لأنها أموالنا، فالمعاشات التي نأخذها هي أموالنا اقتطعت من رواتبنا طوال فترة عملنا، ومع إنها أموالنا لكنها لا تصرف في أماكنها ولا يستفيد منها أصحاب المعاشات.
احتجاج
ويشير الشناوي إلى أن النقابة بالفيوم تتواصل مع أصحاب المعاشات على مستوى الجمهورية ومع النقيب البدري فرغلي وأنهم بصدد تنظيم وقفة لأصحاب المعاشات علي مستوى المحافظات بالقاهرف بميدان طلعت حرب خلال الأيام المقبلة للمطالبة بحقوقهم ورفض تخفيض مخصصاتهم في التأمين الصحي، مضيفا أن أصحاب المعاشات معظهم يعاني من الأمراض فهذا يعاني من القلب وذاك الكلى وغيرها الكثير.
يعرض حياتهم للخطر
ويقول علي عبد التواب، الباحث السياسي والاقتصادي، إن منظومة المعاشات نفسها خاطئة، فأموال المعاشات أموال خاصة ،ولكن الحكومة مستولية بالفعل عليه منذ سنوات، والدولة تحمل أصحاب المعاشات تبعات عجز الموازنة وزيادة التضخم، وكان من المفترض منحهم تأمين صحي شامل.
ويضيف عبد التواب، التخفيض يعني أنهم سيقدمون خدمة أسوأ، وسيكون هناك حد من الأدوية والخدمة العلاجية التي تقدم، ما يعرض حياتهم للخطر، ويحملهم أعباء لاطاقة لهم بها في هذا السن.
مخصصات ضئيلة
ويقول دكتور صابر عطا، أمين حزب الوفد، على الدولة أن تبحث عن تخفيض العجز في الموازنة العامة بعيدا عن أصحاب المعاشات، فمعاشاتهم ومخصصاتهم العلاجية ضئيلة جدا في الوقت الذي هم أحوج فيه إلى علاج وإلي أموال وإلي كل شيء يعينهم على حياتهم الصعبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك