الثلاثاء، يوليو 26، 2016

الشيخ سليم جابر يكتب: ضوابط فترة الخطوبة


( إحياء القلوب )
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبى بعده. 


( خطبة العروس )


قال تعالى :
( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو اكننتم فى أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور رحيم ).
هذه آية صادقة من كتاب الله ، يبين الله لكم فيها كيف تخطب المرأة، كما يبين لكم أن الدين قد اعتنى بخطبة المرأة عناية عظيمة ، وحرم على الرجل أن يجتمع بها على انفراد ، أو أن يواعدها سرا فى مكان ما ، فاجتماع الرجل بها على انفراد إنما هو جمع بين النار والبنزين ، والغريزة الجنسية هى أخطر على الإنسان، فقد يعف الرجل عن الطعام وهو جائع، وقد يصوم عن الماء وهو ظمان، ولكنه لا يستطيع أن يملك نفسه أمام امرأة سقط بينه وبينها الحجاب .

ولكن قاتل الله الحضارة ، فكم جرت على أخلاقنا من آفات، وكم جرت على اعراضنا من ويلات ، وكم أدخلت بيوتنا من مصائب ونكبات. 

لقد حرص الدين الإسلامى على أن يمنح العروسين من الحقوق ما يكفل لهما كل راحة وهدوء وسعاده ، واباح للخاطب أن يرى عروسه ولكن أمام أهلها، وأن ينظر إليها ولكن فى عفة ، وأن يكلمها ولكن فى أدب وحياء. 

واباح للفتاة أن ترى خطيبها وتنظر إليه، وأعطاها حق القبول أو الرفض ، وأمر وليها أن يأخذ رأيها، وأن يستاذنها بكرا كانت او ثيبا حتى تقوم الأسرة على دعامة من الرأى والمشورة ، وبناء من المحبة والرضا

حتى لا يقول أحد الزوجين أنا مغلوب على أمره، او يقول أنا مظلوم مهضوم تزوجت غصب عنى ، وهذه حقوق كفيلة بأن تضمن للزوجين من الراحة والاستقرار ما يتحقق به لهما كل سلام ومحبة إن كانت النية خالصة ، والرغبة صادقة ، والعزم على الزواج مؤكد صحيح.

أما أن كان القصد من وراء خطبة البنت إهانة الكرامة ، وتدنيس العرض ، وتلويث الشرف ، وإفساد القلب ، واستلاب الطهر والعفاف ، فهذه كلها أغراض دنيئة، ورغبات منحطة، وهذا هو السر فى أن الله أمر الخاطبين بحسن النية عند الزواج ، وخوفهما غضبه وسلطانه إن كان فى قلبهما سوء او مكروه 
( واعلموا أن يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه )

ولكن للأسف الشديد كثير من أبو إلا أن يكونوا أوروبيين فى كل شئ حتى فى الخطبة والزواج 

قد تنشأ البنت فى أسرة وديعة محافظة على شئ من الأدب والحياء ، وعلى جانب كبير من الخلق والدين ، فيتقدم لها شاب رقيع خليع، لا يعلم إلا الله سره ونواياه ، يتقدم إليها ليخطب ودها ، ويطلب يدها زاعما أنه فضلها على كثير من الفتيات ، لادبها وجمالها ، ونسبها الكريم ، وما أن يعلن الخبر بين أفراد الأسرة 
يصبح له فى الأسرة الحرية الكاملة ، والتصريف المطلق فى كل شئ، بل يصبح ذلك الخاطب السعيد فتى الأسرة المدلل ، واميرها الحاكم ، وسيدها المطاع ، ويتركوا له الحبل على الغارب ، ليجلس مع عروسه فى كل وقت وحين ، وله أن يدخل البيت متى شاء ، ويجلس فيه متى شاء، ولا فرق فى ذلك بين ليل ونهار ، ولا حرج عليه إن كان صاحب البيت موجود أو غير موجود ، بل لا حرج عليه أن يجلس مع عروسه الساعات الطوال فى مكان أمين حيث لا رقيب عليهما ولا حسيب ليدرسا معا لوعة العشاق وهيام المحبين 
كل ذلك ليفسد قلبها .

طبعا كثير من الشباب سوف يزعل من كلامى ويقول الشيخ بيضيق علينا الأمور. 

ولكن أقول لكل شاب الذى لا ترضاه لأختك، لا ترضاه لغيرها .
والشرع يقول لا يجوز للخاطب أن يخلو بمخطوبته فى مكان ليس معهما فيه محرم كالاب والأخ لأنها لا تحل له بمجرد الخطبة ، ولكن تحل له بالعقد الصحيح المستوفى للشروط الشرعية ، وحيث كان كذلك فهى أجنبية عنه ، والخلوة بالاجنبيات حرام شرعا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها ، فإن ثالثهما الشيطان )رواه أحمد 

ومن المؤسف حقا أننا نرى الكثير من الناس يتهاونون فى أمر الخلوة ، فيبيح الرجل لابنته او أخته أن تخالط خطيبها ، وتخلو به وتخرج معه إلى الأماكن العامة والخاصة دون أن يكون معهما محرم ، يرقب تصرفاتهما، ويحول بينهما وبين وساوس الشيطان ، فينشا عن ذلك تعرض البنت فى كثير من الأحيان لاهدار كرامتها ، وتلويث عرضها وفساد عفافها، 

وربما يؤدى هذا إلى الخاطب فيها ، وإساءة الظن بها ، فيعدل عن خطبتها لأتفه الأسباب، فتقع هدفا للقيل والقال ، ويعيرها بذلك النساء والرجال .

وأى نتيجة سيئة تصيب البيوت من وراء هذا الإهمال الذى يعرض البيوت للقيل والقال ، ويعرض الأسرة للطعن والنقد ، ويعرض الأهل للتشنيع والسباب ، فى هذا الزمن الذى لبست الرذيلة فيه ثوب الفضيلة ، وتقنع الباطل فيه بقناع الحق ، وارتدى النفاق فيه رداء الثقة والإخلاص. 

أيها الاحبة 
عودوا بالزواج سيرته الأولى، واعلموا أنكم شرقيون قبل أن تكونوا غربيين ، ومسلمون قبل أن تكونوا أوروبيين، ومتدينون قبل أن تكونوا متمدينين ، فجنبوا بيوتكم آفات الحضارة واوباء المدنية ، وأضرار التقليد الأعمى. 
( اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، اللهم احفظ أولادنا وبناتنا من كل سوء يارب العالمين )
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. .....






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك