حمدي غالب يكتب: أستاذ بهاء...في إنتظار درسك
الجديد
ان لم تكن من أولئك الصبية الذين كانوا يصطفون
صباحاً في طابور طويل لاستقبال الأستاذ محمد بهاء عند قدومه إلى المدرسة فقد فاتك
الكثير جدا، ان اول درسا تعلمناه من هذا المدرس الشاب هو كيفية احترام المدرس
وتوقيره، وقد كان هذا الاحترام داخل جدران المدرسة وخارجها،ولك أن تتخيل بأنه لم
يكن أحد من تلاميذ المدرسة الابتدائية وقتها يجرؤ أن يلهو في الشارع أثناء مرور
الاستاذ بهاء، وكانت اللعبة "تتفركش وكل واحد يجري علي بيتهم لغاية ما الأستاذ
يعدي".
لم يكن هذا الاحترام بدافع من الخوف فقط ولكن
ايضا بسبب أسلوب تعامل الاستاذ بهاء مع التلاميذ بطريقة مختلفة، فقد اعطاهم اهتمام
كبير واحترم انسانيتهم فاحترموه حتي بعد ان اصبحوا رجالا يشار اليهم بالبنان.
حتي بعد مغادرتنا لمقاعد الدراسة كنا نتعلم
من طريقه حياة الاستاذ وجلده ومثابرته في الحياة، ومن قوة عزيمته في تخطي
"آلام الحياة" وظلت روح الأستاذ مليئة بالتفاؤل والحب، فكان هذا بمثابة
درس اخر لنا بأن مهما واجهتك ظروف صعبة وعقبات في حياتك – وهذه سنة الحياة – حاول دائما
أن تحافظ على ابتسامتك ورضاك بما كتبه الله لك.
منذ فترة ليست بالقصيرة جمعتني بالاستاذ
جلسة، حاول فيها ان يرمي على مسامعي قصص عن طوخ القديمه – وذلك لعلمه بشغفي بتلك
الحكايات التي قد ألجا اليها عند كتابة القصص والمقالات- كان الأستاذ يحكي وهو يظن
بأنني استمع اليه، كان هو يحكي عن شخصيات الماضي بينما كان عقلي يسرح في شخصيات
الحاضر وعلى الاخص شخصيته هو، هذا الرجل المتعلم الذي يحيا في قرية قل فيها
المتعلمين وان كثرت الشهادات، وطريقة تربيته لابناءه لخير دليل.
أحمد محمد بهاء لم يختلف أحد على خلقه، فقد
أخذ عن أبيه ولعه بالتكنولجيا فعززها بالدراسة وعندما وجد أن سوق العمل له متطلبات
اضافية قرر المضي قدما ودرس فروع معرفة مختلفة، حتي أصبح المهندس أحمد،
ولكن فيما يبدو بأن الأستاذ بهاء وزوجته المصون قد بالغا في تربية ولدهما وتزويده بالاخلاق والصفات الحميدة لدرجة أن القدر "استكتره" يعيش بيننا على الأرض ، وصدر الامر والقرار برفعه إلى السماء، والأمر لصاحب الأمر ولا نملك حتي احداث أي تغيير أو حتي الاعتراض.
إن لوفاة زينة شباب طوخ المهندس أحمد لفاجعة
أعتصرت قلوبنا، وسالت أعيننا بأنهار الدموع، ولحسن خلقه بكي عليه القاصي والداني،
ونامت قرية باكلمها والدموع في اعينها، وحب الناس لدليل على حب الله لأحمد، ومن
أحبه الله فيا بخته وهناه، ونحتسبه من الشهداء ولا نزكي على الله أحداً.
أستاذي الفاضل محمد بهاء لا أخفيك سرا بأنني
عاجز عن ايجاد كلمات عزاء قد تقلل من وقع الصدمة ومن اثر المصيبة، ولكني أعلم أنك
تعلم بأن البلاء على قدر الايمان، وهذا ما يشجعني الان بأن اصرح لك بأن جميع
الصبية والتلاميذ الذين كانوا يصطفون في طابور مهيب لاستقبالك عند باب المدرسة،
بأنهم جميعا الان قد اجتمعوا في فصل في العالم الحقيقي، مقاعده في شتي بقاع الارض،
وإنهم قد مسحوا لك السبورة واعدوا لك الطابشور، وينتظرون منك أن تكتب لهم الدرس
الجديد، وكلهم يقين بانك لن تخيب ثقتهم فيك وان تكتب أعلي منتصف السبورة عنوان
الدرس الجديد " اصبر كما صبر بهاء".
رحم الله المهندس أحمد وصبر الله والديه واهله وذويه وحفظنا الله جميعا من كل مكروه
بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم
ردحذفبقلوب راضية مطمئنه بقضاء الله وقدرة نحتسبة عند الله والعين تدمع والقلب يحزن وانا علي فراقك لمحزونون يا احمد ويارب احشرة مع النبيين والصدقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا
اتقدم لكم جميعا بخاص العزاء في مصابنا ومصابكم الاليم وانا لمن الصابرين والمأجورين طمعا منا في الله ان يجمعنا جميعا معه في الفردوس الاعلي مع النبي المصطفي وكل الشكر لما قدمتموه من اعمال خيرية علي ذمة المغفور له احمد بهاء والشكر كل الشكر لمن واسانا وواساكم باي وسيله والشكر لكم جميعا محمد بهاء الدين احمد