الأحد، أكتوبر 09، 2016

الطيب مرسي يكتب: وداعا يا أعز الأصدقاء






وداعا يا أعز الأصدقاء

ان العين لتدمع وان القلب ليحزن..وانا لفراقك لمحزونون....رحل ..صديق العمر ورفيق مقعد الدراسه..رحل احمد صاحب الخلق الرفيع والوجه البشوش.والابتسامة الجميله....من الصف الأول الابتدائي.انا واحمد يجمعني فصل واحد وأحيانا مقعد دراسي واحد ..كان أحمد من اشطر طلاب الفصل واكثرنا ذكاءً...قضينا مع بعض أجمل سنوات الطفوله..التي لا زلت احن اليها كثيرا...كنا نلعب ونلهو..غير مكترثين...بمشاكل الحياه أو معاناتها..حتي وصلنا إلى الصف الثالث الاعدادى ..قلت لصديقي..نريد أن نكون مع بعض في الثانوي...قال لي أنا ساترككم..لاني سوف ادرس..في صنايع قنا نظام الخمس سنوات بناء علىى رغبه ابي..

تفرقنا..لكن ظل الحب والود موصولا بيننا...مرت السنوات وشق كل واحد منا طريقه في الحياه ...لكن احمد كان اكثرنا طموحا..واجتهادا...وحقق نجاحا..في صيانه الاجهزه الاكترونيه...وآثر البقاء وتحقيق الذات في وطن ضن علي شبابه بفرص العمل أو سبل العيش الكريم....دائما ما كان يحكي لي عن سعيه الدؤوب للحصول علي الوظيفه كنت أقول له انت مجتهد وسيحقق الله لك ما تريد...وإن يوما ستحلو الحياة...كما كان يقول...وحقق الله لصديقي ما كانت ترنو إليه نفسه....لكن لم يكن يعلم أن حياته الحلوه لن تستمر اطويلا...وان الموت سياتيه مبكرا....

أذكر آخر لقاء بيننا كان بعد صلاة الجمعه أمام مسجد الرضوان..تحدثنا..حديثا سريعا...طلب مني أن أتناول معه الغداء شكرته كثيرا...سألني عن موعد سفري...منينا أنفسنا...ان نتقابل مره اخري...لكن شاء الله أن يكون هذا هو اللقاء الأخير.بين وبينه.....

عند ما قرأت الخبر.من موقع التواصل...صباح يوم الجمعة...تلك الجمعه التي لن أنساها ابدا ما حييت...اتسعت عيناي...وتجمدت أصابعي..من لمس شاشه الهاتف..كم تمنيت أن يكون خطأ ما قد حدث..أو أن عيناي قد خدعتني..في قراءه الاسم...عقلي وقلبي..يرفضان بقوه تصديق الخبر..لكنه الموت الحقيقه المره التي لا يستطيع أحد إنكارها...لاح لي شريط من الذكريات...كم لعبنا ...كم ضحكنا...كم تحدثنا...وذرفت..عيناي..بدمعات حاره......رحمك الله يا احمد وجمعني. بك في الجنه...وحينها...نكون قد ارتحنا..من عناء الدنيا...وتقلبات الزمن....وغدر الأيام...وفراق الاحبه....


أصدقاء احمد واحبته...أعلم جيدا..ان الخطب جلل..وان المصاب كبير...والصدمة عظيمه لكن هذا لا يجعلنا نسخط...أو نقول ما لا يرضى ربنا....سبحانه!أمره عالي...وقضاؤه نافذ..وحكمه عادل ...ورحمته.واسعه...وحكمته في تدبير الأمور عظيمه...لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.....أعظم هديه نقدمها....لاحمد...الدعاء له بالرحمة والمغفرة....والدعاء..لاستاذنا....محمد بهاء...وامنا...أم أحمد..ان ينزل الله....علي قلبيهما...صبرا...ورحمه...ولطفا من عنده...فهو أعلم بحالهما...واحن عليهما من اي احد.....اللهم أنزل عليهما لطفا من عندك...فأنت علي كل شي قدير....وانت حسبنا ونعم الوكيل.......و.انا لله وانا اليه راجعون........

بقلم أستاذ الطيب عبد الحميد محمد مرسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك