الجمعة، ديسمبر 23، 2016

بعد اختطاف وإعدام مصريين في ليبيا.. ما الذي يدفع الشباب للسفر إلى الجحيم؟

جريدة الأهرام


بعد اختطاف وإعدام مصريين في ليبيا.. ما الذي يدفع الشباب للسفر إلى الجحيم؟

22 ديسمبر 2016
كتب: محمد فتحي

إعدام مصريين واختطاف البعض من وقت لآخر لم يجعل الكثير من المصريين يبتعدون عن حلم العمل في ليبيا.. فقد أعلن محافظ كفر الشيخ أنه تلقى استغاثة من أسر 6 مصريين أشاروا فيها إلى اختطاف أبنائهم من أبناء قرية الكفر الشرقي بمركز الحامول واختفائهم في ظروف غامضة أمس الأربعاء.. فما الذي يدفع الشباب للسفر إلى ليبيا وسط الظروف الصعبة التي تسيطر على الوضع هناك؟!..

علي عبد الوارث شاب جاء من المحلة ويريد استكمال غربته في ليبيا.. ويقول: سافرت من قبل إلي ليبيا وبقيت هناك 9 سنوات، ولكن بسبب ما حدث من ضرب ودمار وتفجيرات في أماكن كثيرة عدت لمصر، وفتحت مكتب مقاولات صغير وقلت استقر في بلدي، ولكني لم أجد أي عمل والشركة خسرت بسبب وجود شركات كبيرة هي التي تسيطر علي كل الشغل، فوجدت أني أخسر ما ورائي وأمامي فقررت العودة مرة أخرى إلى ليبيا، بالرغم من الخطورة الكبيرة هناك، ولكن الخطر يكون بشكل أكبر على أي مسافر جديد، أما الذين سافروا من قبل فيعلمون مناطق الخطر ويحاولون الابتعاد عنها وخصوصا في بنغازي وطرابلس،
كما أن كل شاب مصري هناك إما أن يكون له أقارب أو أصدقاء، وهذا يفيد جدا في أن تكون وسط تجمعات، كما أن الشغل هناك كثير جدا بالرغم مما يحدث من حرب، وأعمل هناك مبلط سيراميك، والمكسب هناك أضعاف هنا، فلماذا أضيع عمري هنا ولن أكسب أي شئ، بالعكس أنا لو بقيت في مصر ممكن أشحت، ولن أجد من يساعدني، فالغربة أرحم حتى ولو كنت في خطر

أما عن مجدي زيدان- 28 سنة معهد فوق متوسط- فيرى أنه سيموت من الجوع هو وأولاده لو بقي في مصر.. ويقول: سافرت ليبيا منذ 2009، وعدت عندما حدث الضرب بين قوات حفتر والميليشيات المسلحة، وكنت في خطر كبير جدا، والحمد لله ربنا ستر، وبحثت عن عمل في كل مكان في مصر بالرغم من وجود وساطة، ولم أجد، ولذلك قررت العودة مرة أخرى بالرغم من أن الآن الوضع أخطر بكثير، وليبيا تعتبر من أخطر المناطق في العالم الآن، ولكن لو كنت وجدت أي عمل في مصر لما كنت فكرت في هذه المغامرة، فأعمل هناك مع أخوتي وأصدقائي في شركة مطاحن، والمكسب هناك يصل إلي حوالي 12 ألف جنيه في الشهر، وأهلي نصحوني بألا أعود مرة أخرى لهذا الخطر حتى ولو المكسب كبير،
ولكني لو بقيت فلن أجد ما أكله أنا وأولادي وأموت من الجوع، فموت بموت أسافر أفضل وأنا ونصيبي، ونتحمل كل ذلك من أجل أكل العيش، ومكان عملي في بنغازي، والأمور صعبة هناك، ولكن ربنا يستر، فنسافر من هنا إلي مصراتة، وهي تبعد 170 كيلو عن طرابلس، ثم أركب سيارة إلي بنغازي، فالرحلة صعبة وشاقة، ولكني أسعى وأفوض أمري لله

أما محمد نجاح- 35 سنة- فيقول: كلنا سنموت، ولكن لو لم أسافر وأخاطر بنفسي وبحياتي، من يصرف على 4 أبناء، فأنا من جمصة، وكنت أعمل فرانا، و"اللي جاي على قد اللي رايح"، وجاءتني فرصة سفر لليبيا، وسافرت لمدة 3 سنوات، والعيشة هناك رخيصة والمكسب كبير، وأحضرت أولادي معي، وكنا نصرف في اليوم بما يعادل 10 جنيه مصري، لكن هنا نحتاج على الأقل 100 جنيه في اليوم،
وأي شاب تغرب صعب يعيش وسط الظروف الصعبة هنا في مصر، فالغربة صعبة ولكن هينة بالنسبة للعمل في مصر، ولذلك قررت العودة مرة أخرى، ولا أعلم إن كنت سأعيش أم أموت أم يتم اختطافي، فالأعمار بيد الله، وسأحاول أن ابتعد عن مناطق الخطر، وسأعمل في منطقة الزاوية وهي تبعد 30 كيلو عن طرابلس المشتعلة، وأعمل هناك فران وترزي

ويقول إسلام محسن: كنت في ليبيا حتى شهر أغسطس الماضي، وأعمل عامل بناء، وعدت حتى تهدأ الأمور ثم أعود مرة أخرى، وفي رحلة العودة استطعت أن وأصدقاء لي أن نلفت من قبضة ميليشيات كادت أن تخطفنا في منطقة أجادبيا، وتلقينا تهديدات بالدفن في مقابر جماعية، والحمد لله ربنا ستر، ولكني لم أجد أي عمل في مصر، ووجدت أني بذلك سأتحول لمتسول، فقررت أن أعود مرة أخرى ورزقي على الله، وكنت أتعرض لمعاملة قاسية هناك، كما لو كنت أسرقهم، ولكن لازم" نطاطي" للرزق

حتى الهروب للموت في تلك المناطق له سماسرة.. فتنتشر إعلانات السفر إلي ليبيا على الجدران وخصوصا في المحافظات.. بجانب إعلانات على الفيس بوك وعدد من المواقع، برغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها المصريون في ليبيا..

ومن تلك الإعلانات إعلان" مطلوب فوراً للسفر للعمل بليبيا مدربين ICDL"، وتحتوي الشروط أن يكون الشاب حاصل على شهادة رخصة القيادة الدولية للحاسب الآلي ICDL، ومعرفة ممتازة بالبرامج التي تدرس للحصول على الرخصة ms office +it، وخبرة جيدة بالتدريب في المجال، ومعرفة وخبرة بالبرمجة وال date base،
ويؤكد الإعلان أن الأجر مجزي بجانب تذكرة سنوية ومصروف جيب وإقامة، اتصلنا بالرقم الموجود في الإعلان، فرد محمد يحيي والذي طلب إرسال السيرة الذاتية على بريده الالكتروني، حتى إنهاء الإجراءات مع المركز الليبي، أما عن المقابل فقال أنه سيحصل على سبعة آلاف جنيه يتم دفع أربعة آلاف في مصر، وثلاثة بعد السفر، مؤكدا أنه لن يكون هناك أي مشاكل في السفر، ولكن كل واحد يتولى مسئولية نفسه، كما يخلي مسئوليته من أي حادث، لأن الأعمار بيد الله!، كما أكد أنه سيتم توفير وظائف أخرى في ليبيا في خلال الفترة القادمة.

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    شارك برأيك