تظهر تجليات التهميش وسيطرته علي الوضع الراهن في معظم تعاملات قلب مصر النابض الصعيد، الذي يعاني منذ فترات طويلة كانت ولا زالت من القصور والاهمال وتطبيع المصلحة الشخصية علي الصالح العام .
مهمش ، كلمة اعتدنا علي رجع صداها في أذننا وارتبطت معانيها ومحتوياتها ارتباط روحي ومعنوي بصعيد مصر، بمراكزه وقراه التي استوطن التهميش أراضيها .
فالهامش هو الشيء البعيد عن تركيز العين مباشرة، والذي يقوم بأدوار غير ثانوية جانبية ربما ليس لها قيمة .
في بلادي لم أعرف معني للمساواة، لم ألاحظ يوما أي تطوير أو إضافة من مسئول ، فكل الجميع سواء، يتحدثون دون حلول، لم أفكر يوما منذ طفولتي أني سأدفع أنا وكل من مهمشي جيلي ضريبة هذا التهميش ، نعاني وما زلنا إلي اليوم نبحث العمل خارج الصندوق .
إلي متي ستظل المركزية القاهرية صاحبة الحظ الأوفر والأسعد فيما كل يتعلق بوظائف ومنح ومشروعات الحكومة الكبرى ؟ ، متي سيتم الاهتمام بمدارس الصعيد ومستشفياتها ووحداتها الصحية وطرقها وكهربائها التي تفتقدها في فصل الصيف و ….و إلخ .
صعيدنا بالنسبة للقاهرة هو ابن الزوجة الثانية ، زوجة الأب الذي لا يجد أي اهتمام ولا رعاية إلا علي فترات متباعدة وبقليل من العطف، لذلك هو يعاني التهميش والتقصير وقلة الإمكانيات .
فتجدنا مثلا نمتلك نصيب الأسد في القري الأكثر فقرا في محافظات مصر ، القري الأكثر فى معدلات الجريمة .
حتى الصحافة في الصعيد لم تنج هي الأخرى من التهميش ، ففي مركزي “نقاده” وبعد محاولات من البحث والتدقيق عرف الجميع أنها من المدن الطاردة لمهنة الصحافة، وإن كان الوضع تغير قليلا هذه الأيام ، وتشهد بارقة أمل، لكننا ما زلنا وما زال أهلنا يعانون من التهميش .
الأستاذ صابر سعيد
دنفيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك