بنت بلدى ، انه ليثلج صدرى ان اتحدث اليك مرة اخرى وارجو ان لا اكون ضيفة ثقيلة عليك ، فقد تحدثت فى اللقاء السابق عن مشكلة الامية التى كانت تواجه مجتمعنا القروى ، نعم انها فعلا مشكلة ولكن بمرور الايام وتطور الزمن الذى يتغير من لحظة لاخرى لا يمكن ان نقف مكتوفى الايدى امام هذه المشكلة ، فلا يمكن ان نظل طويلا فى الصفوف الاخيرة ، لقد تفتحت العقول وبدأ الاباء يدركون اهمية التعليم بالنسبة للفتاه مما شجعهم على ترك بناتهم للذهاب الى المدرسة ولكن نادرا ما كانت تكما الفتاة تعليمها فكانت تتوقف عند المرحلة الابتدائية ، ثم مع تقدم الحياه بدأت تكمل تعليمها حتى وصلت الى المرحلة الاعدادية ومنها الى المرحلة الثانوية ، ولكن هنا تولد مشكلة جديدة وهى عدم وجود مدرسة ثانوية بقريتنا فتضطر الفتاه الذهاب الى المدرسة الثانوية بالمركز ولكن كيف لهذه الفتاة ان تتنقل من القرية الى المركز ؟؟؟ فما كان منها الا ان تستعمل وسيلة مواصلات بدائية معتمدة على الحيوانات كوسيلة مواصلات وهنا تصطدم بعادات وتقاليد القرية فكيف لهذه الفتاة ان تركب الحمار وتذهب الى المدرسة خارج القرية ، وهنا تتهشم احلام الفتاة وتضطر الى ترك المدرسة وتنتهى قصتها مع التعليم ولكن هذه كانت البداية ، فلا بد من وجود اخريات تعلمن ليكملن المسيرة وفعلا بدأت الفتيات فى اكمال دراستهن الاعدادية والثانوية ومدرسة المعلمات التى خرجت اول مدرسة لتكون بذلك اول فتاة فى القرية لتكمل تعليمها وتخرج وتعمل ايضا ، ثم غيرها التى تتخطى المرحلة الثانوية وصولا للمرحلة الجامعية والان نرى كثيرا من الفتيات يتخرجن من الجامعة ويعملن ايضا ولكن ارجو ان لا يقتصرن على مهنة التدريس فقط فلا بد من الدخول الى جميع المجالات وهنا يجب ان نعترف بالجهود المبذولة هى هذا المجال ، فقد تم اقامة فصول ثانوية مشتركة مما سهل على الفتيات اجتياز هذه المرحلة وشجع الاباء على الحاق بناتهن بهذه المدرسة ومنها الى الجامعة ، وايضا اهم الانجازات تخصيص مدرسة الشيخ مخلوف الاعدادية للبنات التى اتشرف بالانتساب اليها ، واخيرا اقدم تحية تقدير واعزاز لكل من ساهم فى اخراج بنت بلدى من قوقعتها ، وهنا نقف هنيهة لنقرأ الفاتحة على روح فقيدنا الحاج ( خليل ) الذى كان له الدور البارز فى تأسيس مدرسة الشيخ مخلوف
مع اطيب تمنياتى لبنت بلدى بالنجاح والتوفيق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قدمنا لكم احدى المشاركات النسائية التى ساهمت فى اثراء مجلة صوت طوخ 99 وذلك بمناسبة عيد الام.
اسرة تحرير طوخ المعمورة
جمعية شباب طوخ للتنمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك