الأحد، مارس 10، 2013

مشاهير صنعوا التاريخ


مشاهير صنعوا التاريخ
شخصية هذا العدد بلغت من الفصاحة مبلغ الشعراء ، ومن الاتقان مبلغ الادباء ومن البيان فصاحة البلغاء ، فكان البيان مضماره الذى لا يجارى به ، وقوسه الذى لا يخطىء ، فكان لسان الصحوة وخطيب الميدان وفارس الكلمة ، معنا اليوم
الشيخ محمد محمد محمود على هريدى
الشهير بالشيخ هريدى
الميلاد 17 / 10 / 1926
المؤهل كفاءة التعليم الاولى ، أخر ما شغل من الوظائف موجه قسم طوخ التعليمى
حفظ الشيخ هريدى القرأن الكريم كاملا على يد مولانا الراحل فضيلة الشيخ الحاج على احمد اسماعيل ( على دقل ) وكان شرطا وقتذاك حفظ القران كاملا لتأهيل معلمى المرحلة الابتدائية ، تتلمذ على أيدى أئمة العلم ممن كانوا يحملون رسالة تخريج جيلا نافعا للامة
وقد حصلت صوت طوخ على عدة مخطوطات بيد الشيخ هريدى تحوى احاديث نبوية شريفة وشرحها ومواريث واداب ، وفقه ، وفى نهاية المدونة بالمخطوط كتب ( انتهى تحت رعاية الاستاذ القاضى احمد بك عثمان وذلك فى يوم الاثنين الموافق 19 من صفر 9363 / 14 غبراير 1944 الساعة الحادية عشر وثلث فى الحصة الرابعة )
الشيخ الشلبى وأثره على الشيخ هريدى :
تأثر الشيخ هريدى تاثرا شديدا بفضيلة الشيخ محمد ابو الحسن اسماعيل الشلبى  الشهير بالشيخ الشلبى ، وكان عالم علامة بالاسكندرية والامين العام بجمعية التقوى والارشاد الاسلامى وكان له الفضل الاكبر بعد المولى عز وجل فى فصاحته وارتجاله وخطابته ، حتى انه حين كان يتحدث فى اى مناسبة ، يقول المستمعون ( هذا تلميذ الشيخ الشلبى ) وكان رحمه الله يثنى عليه دائما وهو الوحيد الذى احتفظ بصورته بجوار صور الصالحين ، وكان الشيخ الشلبى من الاخوان المسلمون امثال الشيخ حسن البنا وهذا هو سبب انضمام الشيخ هريدى  للاخوان المسلمين فى بداية حياته
وزير الاوقاف يثنى على الشيخ هريدى
كان المرحوم الشيخ هريدى خطيبا لا يبارى ، كتب عنه المرحوم الحاج خليل فى مجلة صوت طوخ فى بداية مطلعها عام 88 ( انه اذا صعد المنبر أو وقف ليتكلم أنصت الجميع وكأن على روؤسهم الطير ) واثنى عليه فضيلة الشيخ حسن الباقورى وزير الاوقاف الاسبق بعد ما سمعه وفى نهاية الكلمة قال له ( وددت لو انك كنت أزهريا ) وكان دائما على المنبر لا تأخذه فى الله لومة لائم ، تحدث كثيرا وزجر عن الزمر والطبل التى كانت منتشره وقتذاك ، حارب جشع التجار وخاصة يوم ان كانت هناك ازمة فى القوت الضرورى وهو الدقيق ، طاف وجال فى  مساجد الجمهورية كالقاهرة ، الاسكندرية ، قفط ، قوص ، القرنة ، وقد حدثت للشيخ حادثة شهيرة وهو فى مسجد مكن مساجد الاسكندرية العريقة ان دعى الى خطبة الجمعة ، وبعدها عقد حلقة علم ، واذ يفاجأ بأحد الموجودين بالمسجد يعطيه بعض النقود ، كان قد جمعها من المتواجدين بالمسجد كما يفعل بعض المشايخ سامحهم الله ، فاذا بالشيخ هريدى يقول له كم جمعت فيقول كذا وهنا اخرج الشيخ عليهم خمسة جنيهات قائلا دعهم للمسجد
حبه للعلم والعلماء
كان يحب العلم والعلماء والاولياء وهو اول من اتصل بفضيلة مولانا العارف بالله الشيخ احمد الطيب جد الشيخ الحالى ، وكان له شرف ادخال الطريقة الخلوتيه بلده طوخ ، كما كان اول من تعرف بمولانا العارف بالله فضيلة الشيخ احمد رضوان ودعاه لزيارة طوخ
واما عن حب الشيخ هريدى للقراءة فيكفى انه للدلالة على ذلك مكتبته الشخصية وما تحويه من كتب نادرة ومجلات دينية قيمة ، ويحكى ابنه الاستاذ الطيب محمد هريدى قائلا : كان ابى يقتطع من راتبه الشهرى جزء ثابتا لشراء الكتب والمجلات وعندما اشتد المرض بوالدى لم يفارق الكتاب يده فقد كان محبا للقراءة والعلم
شجاعة الشيخ فى عمله
كان رحمه الله جريئا فى عمله فى مجال التربية والتعليم ومواقفه لاتزال شاهدة له على هذه الجرأة ، فيحكى ان الاستاذ مصطفى عبد الرازق من المحروسة فاته قطار التعليم فى البداية ، فما كان من الشيخ الا ان اتى به وادخله الصف الثالث مباشرة بعين خبيرة بمستوى تلاميذه وتمر الايام وتمضى السنوات  وتظهر صحة رؤية الشيخ فقد اكمل الاستاذ مصطفى التعليم حتى حصل على كلية دار العلوم وهو الان وكيل ثانوى بمدرسة طوخ الثانوية ( وقتها )
وهناك حادثة شهيرة توضح جرأة الشيخ وفهمه الجلى لمهابة المعلم حيث كان هناك مسئولا بالتعليم الابتدائى يفعل افعالا تتنافى ودوره فى المتابعة كأن ياتى خفية ويقف على سور المدرسة ثم ينظر على السادة المدرسين أو على ناظر المدرسة من يعمل ومن لا يعمل وماذا يجرى ، فتمهل عليه مرة بعد مرة ، الا ان ضاق ذرعا بتصرفاته ، فكانت علقة ساخنة من الشيخ لهذا المسئول ووقف جميع المدرسين بجواره فى هذا الموقف لانه يدافععنهم ولا يرضى ان يكون هذا الوضع بالتعليم ، ولاننسى موقفه الشهير حينما اتى موجه لاحد المواد الدراسية ودخل الفصل دونما استئذان فما كان من الشيخ الا ان توجه اليه طالبا منه الخروج من الفصل وارسل برقية شهيرة تقول ( الموجه يحتاج توجيه ) مواقف رائعة وجريئة من عالم جرىء لازالت نابضة بالحياة رغم مرور السنوات
الشيخ وجمعية تنمية المجتمع
كان للشيخ جهدا كبيرا بالبلدة فى تاسيس الشئون الاجتماعية ومالها من دور كبير لدعم الفقراء والمحتاجين وكانت هذه المؤسسة سوف تنقل الى مكان اخر غير بلدته لو لم يوجد مكان فبادر بتوفير مكان للشئون ومكان لجمعية تنمية المجتمع وأثر حاجة البلدة الى المنشاتين على اولاده
حبه للشباب
كان محبا للشباب ويحب المرح معهم ، فقد كان اول من شجع على تأسيس مركز شباب طوخ لايمانه بدور الشباب ولم يكتف بهذا ، بل كان وهو العالم الجليل ينزل الى مركز الشباب لمشاهدة مباريات كرة القدم وتشجيع اللاعبين وإعطائهم الهدايا من جيبه الخاص ، افعال ةتصرفات من رجل دين حكيم لا زالت تعيش بذاكرة شباب البلدة وها هو الاستاذ علاء لمعى المقيم حاليا بالقصير يحتفظ بقلم باركر اهداه له الشيخ لابداعه فى احدى المباريات وكلما امسك القلم يقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة ، كان له دورا بارزا فى امداد الشباب بالمسرحيات والاشعار والقصص اللازمة لاقامة حفلات مركز الشباب وقصيدته الزجلية فى محاربة جشع التجار لاتزال محفورة فى ذاكرة الجميع والتى كان يقول مطلعها
وعدى يا وعدى من الجزار        خلى السوق هيولع نار
رمضانيات الشيخ هريدى
كانت روحه المرحه اهم سمات شهر رمضان المعظم ، فقد كانت له طقوسه  الرمضانية الخاصة وفى هذا الصدد يقول عنه المرحوم الاستاذ نجيب جاد ( كنا نعرف شهر رمضان المعظم فلى وجه الشيخ هريدى ، فقد كان كثير التلاوة فى رمضان ، وكان كرمه فى رمضان اكبر من امكاناته ، ينفق انفاق من لا يخشى الفقر مع ضيوفه وخاصة الزائرين الاغراب ، كان يحب التمر ولايبرح طبق التمر يده حتى بعد التراويح ، كان ذا مسامر شيقة واسلوب مرح مع احبابه وزملائه وتلاميذه فى رمضان وتشهد زاوية الدرب الغربى برمضانيات الشيخ هريدى
الشيخ وعلاقته بكبار المقرئين
كان الشيخ هريدى يحب سماع القران الكريم ويطرب به ويعيش معه خاصة وان كان القارىء متمكنا ، فكان يحب سماع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، فقد كان زميلا له ، وهو اول من أدخله لقراءة القران الكريم بطوخ ، وقد كان الشيخ يتوقع له مستقبلا باهرا فى قراءة القران ودامت هذه الزمالة لفترات طويلة حتى انتقل الشيخ عبد الباسط الى القاهرة وتابع مسيرته الناجحة وكان ايضا على علاقة وطيدة بالشيخ محمد صديق المنشاوى الذى كان يأتى سنويا لاحياء الليالى فى قوص ، وكان دائما يطلب من الشيخ هريدى تقديم الحفل ، وكان دائم السؤال عنه ، واما عن علاقته بالشيخ عبد العليم الضبعاوى فقد اكتشف الشيخ هريدى جمال صوته وتمكنه من قراءة القران اثناء عمله كموجه قسم بالضبعّيه وكان الشيخ عبد العليم مقتصرا فى ذلك الوقت على القراءة فى بلدته ، فكان اول من اخذ بيديه وادخله البلدة ، ثم توالت الليالى حتى انه قرأ فى مصر وذاع صيته واصبح الشيخ عبد العليم الضبعاوى دولة فى التلاوة
مواقف فى حياة الشيخ
كانت روح الشيخ المرحه لا تفارقه ابدا فمن مواقفه انه ذهب مرة الى القرنة للقاء فضيلة الشيخ محمد الطيب رحمه الله ، وكان فى المسجد اناس ينتظرون الشيخ الطيب ليعطيهم اورادا ، فلما عرف الشيخ هريدى مقصدهم قام بإعطائهم الاوراد وعلم الشيخ محمد الطيب بذلك فعاقبه وقال له انا موجود وكان الحكم أن يخطب الشيخ هريدى الجمعة فى القرنة عدة مرات متتاليه ،
وهناك موقف أخر مع توأمه الروحى الحاج خليل حامد ، الذى كان يخطب دائما على المنبر مذكرا بالموت وعذاب القبر ويوم القيامة ، فكان الشيخ هريدى يقول له ( انت معاكش غير الموت  يا خليل )
وطنيته
كان الشيخ محبا لمصر ، يعشق ترابها ويتغنى بنسيمها حتى انه فى حرب 1956 كان يشجع شباب البلدة على التطوع وملأت عباراته الوطنيه جدران القرية ، فعبارات النصر لنا ، مصر مقبرة الغزاة ، تحيا مصر حرة مستقلة ، يسقط الغزاة ، سنقاتل حتى الموت ، عبارات رنانه تنم عن وطنية صادقة وفى هذا الصدد صدقت مقولة الشيخ زكى عبد البلاسط سليم نسيب الشيخ الطيب وشهرته الشيخ فخرى وهو من احد تلاميذ الشيخ حيث قال عنه : كان الشيخ هريدى يربط الدنيا بالدين وقد حفظ تلاميذه المنظومة الخلوتيه من خلال الدراسة
رحم الله الشيخ هريدى جزاء ما قدم للبلدة وطيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته حتى نلقاه فلى مقعد صدق عند مليك مقتدر
اعداد أسرة التحرير
ذكريات مجلة صوت طوخ العدد الخامس مايو 1998
الصورة مأخوذة من البومات معلم الاجيال الاستاذ / محمد بهاء الدين
أسرة تحرير موقع طوخ المعمورة
جمعية شباب طوخ للتنمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك