الأحد، يوليو 25، 2010

التهيؤ للصلاه

الحمد لله جعل الصلاة صلة بيننا وبينه وأهـّل قلب عبده وإن غفل أو أساء أو أخطأ أو إلتفت.. لباب من أبواب التدارك في الإقبال عليه، وهذا الباب باب الصلة بحضرته من جهة الوقوف بين يديه وهو حديثنا بإذن الله عزوجل ..
عند ذكر الفريضة مفهوم الصلاة صلاة الفرض، الكثير منا ينظر إلى الفريضة من باب أنها دين ينبغي أن يؤدى فحسب، من باب أنها حمل ينبغي أن يـُلقى من على الظهر إذا جاء الوقت فحسب، من باب أنه أمر يُخشى على المقصر فيه من الغضب فحسب، كل الثلاثة ليست بخاطئة لكن أن يكون أحدها أو أن تكون هي فحسب أي فقط، هذا يـُفسر عدم ارتقاء قلوب الكثير من المسلمين اليوم ممن يوافقون على الفريضة، هذا يفسر كيف أن الفريضة لم تتحول إلى محور ينضبط على أساسه وقت المؤمن وقت السائر إلى الله عز وجل، لأن مفهوم صلاة الفرض يحتاج إلى إعادة نظر..

مامعنى أن أن تقوم لتؤدي الفريضة؟

المعنى الأول: أن نستشعر من مفهوم الفريضة أنه موعد لقاء المحب مع محبوبه (موعد إذن المحبوب لأن تلقاه)، فرق كبير بين من يقوم إلى الصلاة وهو يستشعر أن عليه دين ينبغي أن يقضيه في العادة النفس تستثقل بقاء الدين وأداء الدين وترتاح بعد قضاء الدين، والمطلوب أن ترتاح في الصلاة وليس بعد الصلاة، ينبغي أن تبدأ حقيقة الأنس في قلبك قبيل دخولك إلى الصلاة بمجرد انتهاضك إليها بمجرد تفكيرك أن وقت الصلاة قد اقترب (موعد لقاء حبيبي قد اقترب) ..

المعنى الثاني: أن الصلاة هي موعد رفع الهموم والحاجات والكربات إلى من بيده وحده لا غير أن يفرجها عز وجل، هو موعد رفع عرائض الحاجات إلى ملك الملوك.


المعنى الثالث: وأنت منتهض إلى الصلاة، أن تقوم إلى الصلاة وأنت مستشعر أنك تتهيأ لمعراج ارتقائك، فإذا قيل لك جاءت الفرصتك لتترقى .. جاء موعد إعلان ترقيتك، كيف تنظر إلى مثل هذا الموقف وكيف يكون إقبال قلبك على الساعة التي تتهيأ فيها لترتقي لتنال درجة أعلى ليرتفع راتبك، لتنال شهادة التخرج لتعطى شيئاً من أنواع الترقي التي يعيشها الناس ويفكرون فيها؟ الرقي في الدنيا والآخرة مفتاحه من عند الحق سبحانه وتعالى، فساعة الصلاة ساعة المعراج ولكن هذا المعراج لا يقتصر فقط على الارتقاء بالمعاني الدنيوية أو الحسية أو التي نعرفها، الصلاة أيضاً هي معراج ترتقي فيه في معارج عبوديتك لله، الصلاة هي موعد ارتقاءك في مراتب عبوديتك لله في مراتب قربك من الله منذ أن تتهيأ للانتهاض إلى الصلاة منذ أن تقبل على المسجد، منذ أن تشرع في تحية المسجد أو السنة القبلية، منذ أن تشرع في الذكر قبل الصلاة منذ أن تقام الصلاة إلى أن تدخل في الصلاة أنت الآن في معراج حتى تأتي اللحظة التي تكون فيها أقرب ما تكون إلى الله عزوجل “أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد“..
إذاً الصلاة موعد ارتقاء، الصلاة موعد رفع الحاجات لتقضى “ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة”، المفهوم الأول للصلاة الذي ذكر ماهو؟،.لقاء المحب بمحبوبه، اليوم في عالم الحس لحظة التقاء الزوج بزوجته لأول لحظة في ليلة الزواج ما هي الأحاسيس التي تنازل نفس الزوج والزوجة إن كان كل منهما يحب الآخر لحظة اللقاء قد أزفت، ابن قد سافر لسنوات والأم في شوق لابنها، لحظة رجوع الابن كيف يكون قلب الأم الشعور أن موعد اللقاء قد حان، أخ في الله قد آخيته وفرقت بينكم السنون أو حصلت له مشكلة فتعثر عليك لقائه فجاءت وحانت لحظة اللقاء كيف يخفق القلب كيف تشرئب الروح كيف تأنس النفس كيف يستشعر أحدنا عند لقاء المحبوب؟ هذا مع أصناف من المحبوبين نحبهم ونجلهم لكن أنواع المحبة هذه مهما ارتقت فيها أنواع محدودة معدودة في إطار البشر، الحديث الآن عن لحظة اللقاء بأعظم محبوب في الوجود وهو الله جل في علاه، إذا حانت ساعة لقاء المحبوب قرب وقت أذان العشاء ما معنى هذا؟ قرب موعد لقائي مع محبوبي، هذا الأساس في فهم انتظامنا في الصلاة..
* النفس البشرية: عندما تواظب على شيء يخالجها معنيان، المعنى الأول: الذي يختلج بالنفس يختلط بها، معنى الاعتياد بمعنى الشعور بالرتابة، تعود مثل الشيء المبرمج، الله أكبر، سمع الله لمن حمد، أذن، ذهب صلى، رجع، تبرمج، فيفقد الإحساس..
المعنى الثاني: الاستثقال و الملل والسآمة عندما يصبح الأمر في بدايته وفي طور التعويد للنفس، كل يوم كل يوم كل يوم، هذا إذا خلى عن المعنى، لكن إذا عاش الإنسان هذا المعنى لقاء المحب مع محبوبه، قضاء الحاجات، رفع الهموم، الارتقاء بمعارج الصلة بجناب الحق، هذه هي الصلاة وهذه هي الفريضة.
                                                     
إذا فهمنا هذه المعاني نستشعر عدة أمور
الأول - صلاة الجماعة :
أولا: كن مستعدا قبل دخول الوقت، خذ هذه القاعدة نحن نتهيأ للدخول إلى الصلاة في هذا المجلس والذي يليه بإذن الله، أولا، تهيأ قبل الأذان للصلاة لا تجعل الآذان يفاجئك؛ اجعل هذا نادراً في حياتك، كان بالأمس (الله أكبر، الله أكبر) مفاجئة وهو ما خلص الاجتماع؛ يا الله دخل وقت الصلاة، هذا يجعلك من حيث تشعر أو لا تشعر تستثقل دخول الصلاة، انتبه من هذا، خطيرعلى السائر إلى الله عز وجل، الطالب القرب من الله، أن يكون موعد لقاء المحبوب مستثقلاً على قلبه، نعم هو سيصلي سيؤدي الصلاة لن يتركها وسيبادر وسيترك الذي هو فيه لصلاته، لكن شعورك بالاستثقال؛ ليته تأخر قليلاً، وكأنك تقول: ليت موعد اللقاء يا محبوبي يتأخر، يوجد محبّ يتمنى تأخر موعد لقاء المحبوب؟! لهذا إن استطعت ولو بدقائق قبل الأذان أن تكون متهيّئ للصلاة؛ متهيّئ لدخول الوقت، ليدخل الوقت عليك وأنت مشتاق إلى دخوله..



ثانيا : استشعار معاني الأذان، الأذان مرسوم الإقبال على الله إذاً ننصت:
الله أكبر، الله أكبر.. نقول: الله أكبر الله أكبر، ونحن نعيش الله أكبر، ليس المقصود من قولنا الله أكبر أنه أكبر من غيره، ليس هو المقصود الحقيقي، لأن الله أكبر من أن يقارن بغيره أصلاً؛ لايقارن بغيره أصلاً حتى يقال أنه أكبر منه، لا يقول عاقل بمقارناته (الجبل أكبر من النملة) لا هل يقاس الجبل أصلاً على النملة؟ فإذا كان هذا بين المخلوقات فكيف بمن لا يقاس به شيء ولا يشبهه شيء جلّ جلاله،. إذاً ما المقصود الله أكبر؟ الله أكبر من أن يخطر في قلبك غيره في ساعةٍ يناديك فيها للإقبال عليه، الله أكبر من أن تؤثرعلى إقبالك عليه نفساً أو أهلاً أو مالاً أو كبيرا أو صغيراً في هذا الوجود، الله أكبر من كلِّ انشغال بما سواه، الله أكبر أيضاً مما أظن وأعتقد وأحسن الظن فيه؛ مهما أحسنت الظن به فهو أكبر من ظني به، مهما كان حبي له فهو أكبر من حبي له، مهما كانت حاجتي إليه فهو أكبر من حاجتي إليه، مهما كان تخيّلي لعطائه فعطاؤه أكبر من تخيّلي، الله أكبر… فأرددها وأنا مستشعرٌ لمعناها .



أشهد أن لا إله إلا الله.. إخواني لو أننا نعيش هذه المعاني لهمنا والله عند كل أذان، أشهدُ كلمة أشهدُ فيها لحيظة ارتقاء لك أنت إلى رتبةٍ الله رقّى إليها من أحبّهم ليعطفوا على شهادته جل جلاله (شهدَ الله أنَّه لا إلَه َ إلاّ هوَ والملائكةُ وأولوا العلمِ) من الذي شهد أن لا إله إلاّ الله؟ الله، ثمّ عطف الله الملائكة عليه رفعاً لقدر الملائكة، ثم عطف أهل العلم أيضاً رفعاً لقدر أهل العلم، فإذا سمعت أشهد أن لا إله إلا الله قلها وأنت مستشعر أن شهادتك متصلة بشهادته لذاته سبحانه وتعالى، وصل المعنى؟ أنك تقول أشهد وأنت مستشعرٌ أنّي أشهد شهادة الله شهد بها؛ فأنا أوافق الله على شهادته سبحانه وتعالى، هذا معنى راقي ترتقي إليه، قال بعض العلماء إن الله عز وجل قد رقى الملائكة عندما قال (إنّ الله وملائكته يصلّون على النّبيّ) كيف رقى الملائكة؟ جعل صلاتهم معطوفة على صلاته ذكروا معه سبحانه وتعالى، المقصود بذكروا معه أي بالتبعية وإلا فليس هناك شيء يعادله أو يشاركه سبحانه وتعالى، هذا معنى عندما تسمع كلمة (أشهد) قبل الكلام عن (لا إله إلا الله)، أشهد أن لا إله إلا الله تقولها خلف المؤذن وأنت تستحضر إخراج ما سوى الله من قلبك عند قولك (لا إله) استحضر هذا المعنى، (إلا الله) لم يبق في قلبك إلاّ الله، عندها تقول مادام لم يبق في قلبك إلاّ الله: “رضيت بالله ربّاً، وبسيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيّاً، وبالإسلام ديناً“.


أشهد أن محمدا رسول الله.. يقول أشهد أن محمداً… ذكر المحبوب صلى الله عليه وسلم، أحب الخلق إلى قلبك، وأعظم المحبوبين من خلق الله كلهم، عندما تسمع اسم مُحمّد، ما يفعل بقلبك هذا الاسم؟ ماذا يفعل ويحرك في قلبك؟


* قصة : سيدنا بلال رضي الله عنه عندما انتقل الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى – هذه القصة حسنها غير واحدٍ من الحفاظ، لم يستطع سيدنا بلال أن يحتمل البقاء في المدينة لأن كل شيء فيها يذكّره بمواقف كانت بينه وبين المصطفى صلى الله عليه وسلم، فارتحل إلى أرض الشام إلى هذا البلد المقدس المبارك الذي دعى له النبي صلى الله عليه وسلّم، إلى داريّا قريباً من دمشق وتزوّج هناك، ثم استيقظ ذات يوم وهو يبكي فسألته زوجته قالت له ما يبكيك؟ قال رأيت رسول الله البارحة، هل يعني لك شيئ إذا سمعت كلمة رأيت رسول الله؟ تحرك في قلبك شوق إلى أن تراه؟، هو قال في البخاري ومسلم “من رآني في المنام فيسراني حقا” ما قالها عبثاً هو قالها إلا ليحرك في قلبك هذا المعنى، قال: رأيت رسول الله البارحة يقول لي: (يا بلال ما هذا الجفاء أما آن لك أن تزورني) فخرج زائراً في قصة عظيمة منها أنه لما وقف بكى ولم يتمالك نفسه، لقيه سيدنا الصديق رضي الله يا بلال هلاّ أذنت لنا كما كنت تؤذن لرسول الله، فقال: اعذرني يا خليفة رسول الله والله ما استطعت أن أؤذن بعد وفاته صلى الله عليه وسلم في المدينة كنت إذا انتهيت من الأذان ذهبت إلى حجرته صلى الله عليه وسلم وقلت له الصلاة يا رسول الله والآن كيف أقولها، سيدنا عمر يعتذر له، فيقبل الحسن والحسين أحدهما في الثامنة والآخر في السابعة، سيدا شباب أهل الجنة، فيعتنقهما ويبكي يشتمّ فيهما رائحة جدهما صلى الله عليه وسلم، فيسألانه أن يؤذن، فلا يستطيع أن يقاوم الطلب، ويصعد على المكان الذي كان يقف فيه ليؤذن أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: الله أكبر الله أكبر، ضجت المدينة، الله أكبر الله أكبر، صاح الناس في البيوت أبعث رسول الله! تذكروا الصوت الذي كان يؤذن في أيامه صلى الله عليه وسلم أشهد أن لا إله إلا الله فخرج الرجال من بيوتهم خرجوا من أسواقهم أشهد أن لا إله إلا الله خرجت العذارى من خدورهنّ الرجال والنساء خرجوا إلى طرقات المدينة يضجون أبعث رسول الله؟ أبعث رسول الله؟ فلما وصل بلال إلى قوله أشهد أن محمداً رسول الله خنقته العبرة فما استطاع أن يكمل أذانه ونزل من على المكان الذي كان يؤذن منه، قال الراوي فما عرفت المدينة يوماً أشد بكاءً وعويلاً بعد يوم وفاته كيوم قال بلال أشهد أن محمد رسول الله ..


هذه القصة أوردها الله على اللسان الآن في هذا المجلس لنستشعر كلمة أشهد أن محمد رسول الله، الذي لولاه ما عرفت الآذان، ولا عرفت الصلاة، ولا عرفت لا إله إلا الله، الذي لا يتم إيمانك حتى يكون هو أحب إليك من نفسك “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه“، الذي جعل الله سبحانه وتعالى حبه مرتبط به، لم يجعل حبه مرتبط بأحد من خلقه إلا سيدنا محمد (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني -والثمرة- يحببكم الله) – لا يَـثبت لكم فقط أنكم أحببتم الله بل ترتقون إلى رتبة الله يحبكم فيها، فإذا سمعت المؤذن خمس مرات في كل يوم يكرر أشهد أن محمداً رسول الله تعرف أن تقول أشهد أن محمداً رسول الله بعده ترديداً كما هي السنة بقلب حاضر بقلب يستشعر الصلة بهذا الجناب الشريف بهذا الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم، تعرف تقول: رضيت بالله رباً – الذي أرسل إليّ محمداً– وبسيدنا محمد نبياً، وبالإسلام دينا..


حي على الصلاة، حي على الفلاح، استشعرت معنى الإذن، أتطيق أن تجلس في مكانك بعد أن تسمع المنادي بأمر الله يقول لك حيّ على الصلاة؟ تقوم، لاتطيق أن تبقى بعدها، تقول لا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم، ما معنى لا حول ولا قوّة إلا بالله، عند قيامك إلى الصلاة تستشعر أنك لا تقوم بقوّتك أنت بقدرتك لكنك تقوم بتوفيقه لك، لا حول عن المعصية ولا قوّة على الطاعة إلا بالله العلي العظيم، هكذا إذا كرر حيّ على الفلاح ..


الله أكبر الله أكبر.. استشعرت معنىً أرقى من التكبير ..


لا إله إلا الله.. ردّدتها معه واستشعرت أن الأذان ابتدأ بسم الله واختتم بسم الله، الله أكبر لا إله إلا الله فتكون حياتك كلها مبدأها من الله ومنتهاها إلى الله سبحانه وتعالى..


ثم إذا فرغ المؤذن صليت على رسول الله كما جاء في الحديث “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة“، هو غير محتاج لدعائنا نحن بالوسيلة بالمناسبة ، حتى لايداخل قلبك شئ أن الرسول سينالها بدعائك له عيب عيب؛ اعرف قدرك، فهو يبلغها بما آتاه الله له، ولكنه بمحبته لك وحنانه ورحمته بأمته وتعطفه عليها أراد أن ترتقي الأمة هذا المرتقى.. الله الله.


فإذا فرغت من الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته انك لا تخلف الميعاد يا أرحم الراحمين” اذكر والديك أيضاً بالدعاء (رب اغفر لي ولوالدي) ولو خمس مرات لأنهم أحق الناس بعد رسول الله وأولى الناس أعظم الناس منة عليك بعد رسول الله، وادعوا لأولادك وذريتك، الدعاء مستجاب بين الأذان والإقامة ثم قم وتوجه إلى المسجد وإذا دخلت صلي ركعتين تحية المسجد مع قبلية الصلاة ثم بعد ذلك أسكن لأن حضورك مع الله في الصلاة مربوط بهذا السكون.


والي لقاء اخر ان شاء الله وارجوا الا اكون قد اطلت علي اخي وحبيبي القارء العزيز ولكم مني الف تحيه ،،،
اخيكم حجاج زكي سعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك