الأربعاء، يوليو 28، 2010

الحقيقة التي لا مفر منها

يقدر الله لنا أقواتننا ويقدر الله لنا أرزاقنا ويكتب الله لنا آجالنا ، فتبدأ رحلتنا في الحياة وبيدنا نصنعها إما سعداء و إما أشقياء ، ونتقرب من الناس و نحب الناس ويحبنا الناس ، نعيش في الحياة وتأخذنا دوامتها وقتها قليل منا من يستطيع ان يكون كما يجب أن يكون الناس .
مات الأستاذ والخال والمتقن لفنون الحياة ، مات الأستاذ والحبيب سيـد ليثي خالي الودود ، مات من لم يبخل على الجميع بالنصائح الغالية ، أو حتى إيجاد فرصة عمل لأي شخص جديد قادم من البلدة إلي هذه البلاد البعيدة ، فقدنا المعلم و الرفيق والصديق والأخ الكبير ، فقدنا الحبيب كم نحن نحبك وكم انت غالي يا غالي
في خضم الحياة والانشغال بامور الحياة يأتي ملك الموت ليقبض الروح وتنتهي الحياة ، حكمة من المولى عز وجل أننا طوال ما نحن احياء لا نفكر بالموت والفراق إلى ان ياتي ليأخذ منها الاحباب والاخلاء ، فنفكر ماذا كانوا وماذا فعلوا وماذا يقال عنهم بعد مماتهم .
وحديثنا اليوم عن أخ وصديق وفي لكل الناس صديق لكل الناس مسلم بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ، كان أخاً للجميع وصديقاً للجميع وحبيباً للجميع ، عاش بيننا كالنسمة الجميلة الرقيقة التي لا تكاد تشعر بها ، عمل على خدمة ومساعدة الكبير والصغير ، الغني والفقير ، بذل منا لجهد والعرق الكثير لا أدري لعله كان يعرف أن قطار الحياة سيدليه في محطة الآخرة بسرعة لهذا اختصر الزمن وفعل في سنوات قليلة ما لم يفعله غيره في عمر طويل ، لقد كان حتى كلمة كان لا أستطيع أن اقولها لأني أشعر أنه مازال بيننا بعطائه الغزيز وحبه للخير ووفائه للبشر ، لقد فارقنا بجسده نعم لكن روحه ومبادئه مازالت تسري في عروقنا لتحركنا وتشحذ همتنا لنكون مثله أو قريبين منه ليكون لنا ذكرى حين يكون مصيرنا هو مصيره .

فلا أدري أهذا رثاء ام ثناء أهذا الكلام عن عزيز فقدناه ام عن قدوة لنا تنير لنا الطريق في الحياة المظلمة ، فقدناك أخاً قوياً عزيزاً أبياً لكن لم نفقدك روحاً وعقلاً لأنك مازلت بيننا بفكرك وروحك وسنعيش على ذكراك وأبداً أبداً لن ولم ننساك .



فراقك أحزننا بدرجة لا توصف ولا أكون مبالغاً لو قلت أني مازلت غير مصدق أنه فراق لكني مؤمن بربي وبأن الدنيا دار مفر وليست دار مقر ومستقر وأن المصير والاعمار والاجال بيد الله سبحانه وتعالى وأذكر نفسي وإياكم بان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فكيف لنا نحن البشر العاديين أن نعمر في الأرض ونعبد الله سبحانه ، فلابد لنا ان نأخذ العبرة من الذكري وذلك بيان نعمر الأرض كأننا نعيس لأبد الدهر ن ونعمل للآخرة كأننا سنموت غداً مصداقاً لحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيما معناه إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وإعمل لآخرتك كأنك تموت غداً



رحمك الله يا خالي الغالي سيد ، يا عزيز على قلوبنا جميعاً وأسأل الله سبحانه ان يتغمدك برحمته وواسع مغفرته وان يسكنك الدرجات العلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقاً ."يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي " صدق الله العظيم


سمير الشنهوري

هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف29 يوليو, 2010

    سبحان ربي العظيم ، وانا اليه راجعون ، اللهم إرحم أمواتنا و اموات كافة المسلمين

    محمود محمد حسن

    ردحذف

شارك برأيك