لم تتوقف الفكاهة وخفة الدم ا...لتي يشتهر بها المصريون منذ انطلاق ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك، حتى الآن، وقد حاز الرئيس السابق وأسرته على نصيب الأسد من الكتابات الساخرة خاصة على الشبكات الاجتماعية كموقع فيس بوك، وتويتر. وكان أحدث ما نشر عن نجل الرئيس السابق جمال مبارك عبر موقع الفيس بوك الاجتماعي، رسالة افتراضية بعث بها جمال إلي بريد الأهرام عام 2041 باعتباره مواطنا مصريا تعرض لظلم شديد من أهل بلدته.
وكان نصها:
عزيزي محرر بريد الأهرام .. أكتب إليك بعد مرور ثلاثين عاما من فاجعتي، ودعني سيدي أقص عليك مشكلتي من بدايتها.
أنا الابن الأصغر لأحد رؤساء مصر السابقين، وقد حكم أبي مصر لفترة وجيزة لا تتجاوز ثلاثين عاماَ، وقد تنازل أبي عن الحكم برغم إلحاح الشعب على بقائه، ولكن صحته لم تكن لتساعده، وتحت إلحاح الجماهير اقترحت أمي أن أتولى أنا الحكم من بعده. وهنا تقدم كل من أنكل سرور وصفوت وعزمي بالنصح لي ولأسرتي في محاولة منهم على إجباري تولي الحكم، ولم أكن أرغب في ذلك، ولكنني رضخت لطاعة الأب والأم، هكذا أخلاقنا وتربيتنا، ووافقت على مقترح التوريث.
مضت الأيام سيدي، وأنا وأمي نساعد والدي في الحكم، فقد كان أبي متوسط الحال لا يملك من الدنيا شيئا سوى قطعة أرض تمتد من البحر المتوسط شمالاً حتى السودان جنوباَ، ومن البحر الأحمر شرقاَ حتى ليبيا غرباَ، وكنت أنا وأبي وأمي وأخي راضين بما قسمه الله لنا، بالرغم من أن 85 مليون نسمة كانوا يدعون ملكيتهم لقطعة الأرض ويتنازعون الملكية معنا، إلا أن أنكل حبيب العادلي، وهو رجل طيب لم يرض لنا بالظلم، حسم المسألة وأعاد لنا قطعة الأرض، وسارت الأمور على نحو طيب طوال الثلاثين عاما ولم يعكر صفونا شيء.
كان والدي يعود في المساء متعباَ من الحكم، وكنا ننتظره لتناول العشاء سوياً، وكان يعود كل ليلة وعلى وجهه بسمة وبجيبه بضعة مليارات هي حصيلة يوم عمل شاق، وكان يعطي ما في جيبه لأمي، وكانت أمي الطيبة تدعو له بسعة الرزق.
ولم تكن أمي أسعد حالاً من أبي، فقد خرجت هي أيضاً لتعمل وتعين الأسرة على معاشها، وكانت تخرج في الصباح لتفتتح جمعية خيرية، أو مؤسسة اجتماعية، أو ترأس اجتماعا وزاريا، وكانت تعود بما قسمه الله لها من بضعة مليارات تضعها مع أجر أبي اليومي في دفتر توفير بريدي في سويسرا لتؤمن به مستقبلنا.
وكان أبي رجلاً صالحاً، فهو لا يذهب للنوم إلا بعد أن يشاهد صلاة العشاء بالتليفزيون، وكذلك باقي الفروض.
وأتذكر سيدي بينما كنت طفلاً في التاسعة، أن أًصبت بحمى وقلقت أمي واستدعت طبيب الأطفال وهو الدكتور حسين كامل بهاء الدين، وبعد الكشف وضع أبي يده في جيبه ليدفع أتعاب الطبيب، وأحمر وجه أبي خجلاً، فلم يكن بجيبه جنيهات مصرية ليدفع للطبيب، فكل ما في جيبه عبارة عن عملات أجنبية وبضعة مليارات. وهنا تداركت أمي الموقف وتصرفت بلباقة، وقالت لأبي: لا بأس سوف أتصرف..
وهرعت أمي لغرفة المكتب وأحضرت ورقة وقلماً وأصدرت قراراً رئاسياَ بتعيين الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزيرا للتعليم لمدة 20 عاما بدلاً من العشرين جنيها أتعابا.
وهنا تبسم أبي الطيب وربت على يد أمي الطيبة وقال لها: ما شاء الله على حكمتك يا سوزان، ربنا يسعدك وينصرنا علي شعب مصر".
نقلا عن مقال في جريدة الوفد
اخيكم / أبو رحموني
mo7sin12@yahoo.com
وكان نصها:
عزيزي محرر بريد الأهرام .. أكتب إليك بعد مرور ثلاثين عاما من فاجعتي، ودعني سيدي أقص عليك مشكلتي من بدايتها.
أنا الابن الأصغر لأحد رؤساء مصر السابقين، وقد حكم أبي مصر لفترة وجيزة لا تتجاوز ثلاثين عاماَ، وقد تنازل أبي عن الحكم برغم إلحاح الشعب على بقائه، ولكن صحته لم تكن لتساعده، وتحت إلحاح الجماهير اقترحت أمي أن أتولى أنا الحكم من بعده. وهنا تقدم كل من أنكل سرور وصفوت وعزمي بالنصح لي ولأسرتي في محاولة منهم على إجباري تولي الحكم، ولم أكن أرغب في ذلك، ولكنني رضخت لطاعة الأب والأم، هكذا أخلاقنا وتربيتنا، ووافقت على مقترح التوريث.
مضت الأيام سيدي، وأنا وأمي نساعد والدي في الحكم، فقد كان أبي متوسط الحال لا يملك من الدنيا شيئا سوى قطعة أرض تمتد من البحر المتوسط شمالاً حتى السودان جنوباَ، ومن البحر الأحمر شرقاَ حتى ليبيا غرباَ، وكنت أنا وأبي وأمي وأخي راضين بما قسمه الله لنا، بالرغم من أن 85 مليون نسمة كانوا يدعون ملكيتهم لقطعة الأرض ويتنازعون الملكية معنا، إلا أن أنكل حبيب العادلي، وهو رجل طيب لم يرض لنا بالظلم، حسم المسألة وأعاد لنا قطعة الأرض، وسارت الأمور على نحو طيب طوال الثلاثين عاما ولم يعكر صفونا شيء.
كان والدي يعود في المساء متعباَ من الحكم، وكنا ننتظره لتناول العشاء سوياً، وكان يعود كل ليلة وعلى وجهه بسمة وبجيبه بضعة مليارات هي حصيلة يوم عمل شاق، وكان يعطي ما في جيبه لأمي، وكانت أمي الطيبة تدعو له بسعة الرزق.
ولم تكن أمي أسعد حالاً من أبي، فقد خرجت هي أيضاً لتعمل وتعين الأسرة على معاشها، وكانت تخرج في الصباح لتفتتح جمعية خيرية، أو مؤسسة اجتماعية، أو ترأس اجتماعا وزاريا، وكانت تعود بما قسمه الله لها من بضعة مليارات تضعها مع أجر أبي اليومي في دفتر توفير بريدي في سويسرا لتؤمن به مستقبلنا.
وكان أبي رجلاً صالحاً، فهو لا يذهب للنوم إلا بعد أن يشاهد صلاة العشاء بالتليفزيون، وكذلك باقي الفروض.
وأتذكر سيدي بينما كنت طفلاً في التاسعة، أن أًصبت بحمى وقلقت أمي واستدعت طبيب الأطفال وهو الدكتور حسين كامل بهاء الدين، وبعد الكشف وضع أبي يده في جيبه ليدفع أتعاب الطبيب، وأحمر وجه أبي خجلاً، فلم يكن بجيبه جنيهات مصرية ليدفع للطبيب، فكل ما في جيبه عبارة عن عملات أجنبية وبضعة مليارات. وهنا تداركت أمي الموقف وتصرفت بلباقة، وقالت لأبي: لا بأس سوف أتصرف..
وهرعت أمي لغرفة المكتب وأحضرت ورقة وقلماً وأصدرت قراراً رئاسياَ بتعيين الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزيرا للتعليم لمدة 20 عاما بدلاً من العشرين جنيها أتعابا.
وهنا تبسم أبي الطيب وربت على يد أمي الطيبة وقال لها: ما شاء الله على حكمتك يا سوزان، ربنا يسعدك وينصرنا علي شعب مصر".
نقلا عن مقال في جريدة الوفد
اخيكم / أبو رحموني
mo7sin12@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك