تترامي الي سمعي ليل نهار القصص بشان قيام البعض في قريتنا الحبيبة بهدم البيوت وحفر الأرض واللجوء الي مشعوذين بحثا عن كنوز الفراعنة، ولن أتقمص الدور الافلاطوني وأتأفف وأتعفف، فاني مثلكم احب المال حبا جما وهكذا هو الإنسان، واحلم بالعز والجاه وركوب أفخم السيارات وامتلاك ناطحات سحاب، وافتراش العبقري الحسان، ولكن أن نصبح ضحية للنصابين و المشعوذين ان و أضحوكة للقري المجاورة ( وان كنا في الهم سوا ) ، فهذا ما لا أرضاه ولا يرضاه غيري.
والكذبة الكبرى تاتي بقيام هؤلاء النصابين بطلب مبالغ الوفية كبيرة نظير شراؤهم للزئبق الأحمر وذلك تلبية لرغبة الجني حارس الكنز، الجني الحارس له كل الحق ان يأمر لأننا نتوسل اليه، ولكن لماذا يطلب زئبقا احمر، يدعون انه يطيل عمره، ولكن ان كان جني عظيم القدرة لما ينتظرني انا ان احضره له، يدعون ان الزئبق الأحمر لن يكون له أي مفعول الا اذا تحصل عليه من إنسان!!! وهناك جدال واسع علي حقيقة وجود مادة تسمي بالزئبق الاحمر، ولكن من المتداول ان الزئبق الأحمر موجود، وهو يدخل في صناعة الأسلحة الحديثة والمتطورة والقنابل النووية والأنشطة الذرية بمختلف أنواعها، اذا فهذه المادة - حقيقة كانت او خيال - ليست مبتغي الجني حارس المال الذي أحاول أن ارشيه فقط بل هي مطلب كل شياطين الجن والإنس، من يطلبون السلطة والنفوذ والقوي والمال، فنجد ان أسعار هذه المادة أسعار فلكية وصلت الي حوالي 27 مليون دولار للقارورة، وان ظن احد انه بألوفاته القليلة يستطيع ان يتحصل علي الزئبق الاحمر فسيكون في هذه الحالة احمر من الزئبق.
والدكتور زاهي حواس وهو من هو في علم الآثار واكتشاف مقابر ملوك الفراعنة، يقول في احدي مقالته تحت عنوان (حقيقة الزئبق الأحمر) المنشورة بجريدة الشرق الأوسط في 27 مارس 2008 العدد 10712: " بالفعل يوجد نوعان من الزئبق الأحمر؛ الأول يصنع في روسيا وكازاخستان، وهو عبارة عن مسحوق أو بودرة حمراء معدنية وتستخدم في عمليات الانشطار النووي، وتحمل هذه البودرة مادة مشعة تباع بملايين الدولارات في السوق السوداء بعد تهريبها من المعامل والمفاعلات النووية على أيدي المافيا العالمية....ولكن هذا النوع ليست له صلة بإحضار الجان أو شفاء المرضى....ولكن الزئبق المصري (النوع الثاني) الذي ظهرت خرافته وانتشرت بين الناس، فهو قصة تصلح بالفعل لصنع فيلم سينمائي شائق".انتهي كلام الدكتور زاهي حواس والذي ينفي فيه استخدام الزئبق الأحمر في تسخير الجن للاستدلال علي أماكن وجود مقابر الفراعنة.
فنتمنى من ان كل من تسوس له نفسه بالغني السريع، ان يتريث قليلا لأنه أحيانا وأحيانا كثيرة يضيع الطمع في لحظات ما جمعته السواعد في سنوات طوال، ولن تاتي الملايين باتصال علي 0900955 او أي زيرو تسعمائة آخر، بل فاتورة التلفون هي التي سوف تاتي مخيفة الأرقام، العقل زينه نرجو ان لا نغيبه، وجل ما أخشاه ان تصير رغبة الهدم عدوي، فيصبح كل منا هادم داره، وما يخيفني أكثر ان يفضح الامر بان بلدتنا منطقة أثرية، ففي هذه الحالة ومع اقرب دمار تحدثه سيول في شمال او جنوب سيناء سيتم اعلان ان قرية طوخ منطقة كوارث وسيتم إجلاءنا الي مخيمات ننتظر فيها دورنا للحصول علي شقق للإيواء.
***************
بقلم / حمدي غالب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك