الاثنين، سبتمبر 28، 2015

مذكرات جيل سابق


القمر مخنوق

إستيقظت فى الرابعة صباح اليوم لآداء فريضة صلاة الصبح ، وأول ماوقع عليه بصرى صورة القمر فى السماء ، إذ إكتسى القمر بلون أحمر قاتم ومن الوهلة الأولى فزعت لما رأيته على غير صورته المعتادة وهنا نطقت الشهادة ،،،،

،، قديما لم يكن يعلم أحد بموعد خسوف القمر عكس هذه الايام التى يتنبأ فيهاعلماء الفلك بموعد هذه الظواهر قبلها بأيام وربما بشهور ...

بدأت استرجع ذاكرتى مع خسوف القمر وما كانت تفعله أجيالنا مع هذه الظواهر الكونية ، فما إن كنا نرى القمر فى السماء مكسوفا أو مخنوقا كما كنا نطلق عليه  ونخرج جميعا من بيوتنا مسرعين ، وقد كان ألاهل يحثوننا على الخروج لدق الطبول للقمر حتى ينجلى ويعود لصورته الاولى ، ونبدأ فى الخروج من جميع أنحاء البلدة فى مجموعات كلها تحمل ذات الهدف وهو رفع الخجل والكسوف عن القمر ، نحمل فى أيدينا الأوانى وأغطيتها ،والصفائح ونبدأ فى قرع الطبول بكل ما أوتينا من قوة تصاحبنا فى ذلك الاناشيد التى تعودنا إنشادها مثل :
يا بنات الحور سيبوا القمر
                                دا القمر مخنوق ماادناش خبر
ونشيد أخر بنكهة الرجاء والتضرع لله أن يكشف هذه الغمة ويزيلها وهو :
إحنا عبيدك يارب  ... والأمر بإيدك يارب

حتى أن الليالى التى كانت تنقطع فيها الكهرباء وتشتد برودتها لم تكن تثنى عزيمتنا عن أداء ما تعودنا عليه من طقوس مع القمر ...

وما إن يبدأ ينكشف جزءا من القمر إلا وكنا نٌزيد من قرع طبولنا ، فلقد أتت جهودنا ثمارها وبدأ القمر تدريجيا ينكشف ويعود الى صورته الأولى وهنا تعم الفرجة أرجاء القرية ونسمع إطلاق الأعيرة النارية من الرجال فى أنحاء متفرقة بل والزغاريد من النساء إبتهاجا بعودة القمر الى صورته ...

فى إحدى المرات سألت جدتى ، ماذا سيحدث لوأننا أستمرينا فى قرع الطبول ولم ينكشف القمر ؟؟؟؟
أجابت بأن القيامة ستقوم ياولدى


أعده / خالد فهيم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك