مذكرات الغردقة
الفصل الاول
بالرغم من أننى عملت بمختلف الاحياء
بالقاهرة لمدة خمسة سنوات أو يزيد ، الإ أننى حينما ذهبت الى الغردقة وجدت عالما آخرا
مختلفا ولن أتحدث عن السياح الاجانب أو السياحة إلا فى وقتها ، ففى اليوم الأول لى
هناك وبعد إنتهاء الوردية الخاصة بى فى الثامنة مساءا (موظف أمن ) ، كنت أسير
بإحدى الشوارع المؤدية الى سكن العاملين فوجدت فتاتا ترتدى ثيابا قمة فى الشياكة ، استوقفت شابا وهى تبكى بحرارة وتقول
له أننى من محافظة أسوان وسرقت نقودى وانا أريد ( 10 ) عشرة جنيهات لإكمال تذكرة
الاتوبيس لأسوان والشاب واقفا يسمع لها فى صمت وبعد أن أنهت كلامها تركها الشاب
قائلا الله يسهلك ومضى فى طريقه ... رأيت هذا الموقف وحزنت كثيرا لحال الفتاة ولم
أنم فى ليلتى حزنا على ذلك الموقف ؟؟؟؟؟؟.. وبعد أياما اتضح لى أن ذلك الموقف
تمثيلية تقوم بها الفتيات لجمع النقود دون مجهود ( الشّحاذه ) و الحمد لله انها لم
تستوقفنى ولو أنها كانت استوقفتنى لم أكن لأتردد فى إعطائها مبلغ العشرة جنيهات بل
ربما أعطيتها ثمن التذكرة كله ،،،،،
الفصل الثانى
أتصل بى أحد الأصدقاء من البلدة والذين
يعملون بالغردقة طالبا منى مقابلته على أحد المقاهى واسمها ( المهندس ) التى وصفها لى جيدا ، قلت
سأسأل عنها وإذ بأحد أصدقائى فى العمل
واسمه أحمد من دشنا يقول لى أنا أعرفها جيدا وذاهب اليها لمقابلة أحد
الاصدقاء هناك ، قلت هيا بنا وبدأنا نرتاد المواصلات حتى وصلنا المكان المراد وهو
كافيتريا المهندس ، وجدنا أحد أقرباء أحمد
ينتظرنا هناك وهو شخص ذو شعر أكرت له
منخرا طويلا وأذنان طويلتان ووجه مملوء بالبقع السوداء ( النمش ) وسلم عليه أحمد
وقال لى هذا بن عمى حمدان رئيس قسم الاستيوارد ( الاستيوارد عامل يقوم بغسل
الاطباق وأدوات المطبخ و المفروض حمدان هنا مدير لهولاء الذين يغسلون الاطباق )
بإحدى الفنادق ،، وقام بتقديمى لحمدان قريبه قائلا هذا زميلى خالد مدير أمن الفندق
، قلت فى نفسى بدأنا نكذب من أولها ، ما علينا هو الكلام عليه جمرك ، وجلسنا على
الكراسى وجاءت إحدى الفتيات التى تعمل بالمقهى ماذا تريدون أن تشربوا؟؟؟ فرد أحمد أبو لمعة فاردا عضلاته علينا ، بأننا
نريد ( منمن ) ومنمن هذا اسم الدلع لفتاة تعمل بالمقهى أيضا اسمها منى ، ليه هو أنا
منفعش ؟ قالها لا متنفعيش .... وبعد وقت قصير جاءت منى وهى فتاة بيضاء ممتلئة
القوام ترتدى ملابسة محتشمة ، واخذ ابو لمعة يتجاذب معها أطراف الحديث ويضحك معها
وأحيانا يتبادلان الضربات الخفيفة ، وبعد ذلك طلبنا المشاريب وانصرفت منى لتحضرها
، وهنا تحدث حمدان وقال لى عارف ياخالد ياواد عمى ووضع يده فى يدى قائلا لى وحياة
العشرة دول منى دى كانت هتموت عليا علشان تتجوزنى وأنا مرضيتش وهى اللى طلبت
بنفسها ، وقالت لى كمان الشقة والعفش عليها ؟؟؟قلت له ياراجل ؟؟ قالى واللهى
العظيم ... طب أنت رفضت ليه ؟؟؟ قال لى بنات بحرى ما ينفعوش معانا ياعم خالد وإحنا
صعايدة ... مبرر مقبول ولكنى لم أكن أعرف لماذا رفض حمدان الزواج من منى ؟ ولم أنم
أيضا فى ليلتى هذه للمرة الثانية وأنا
أفكرفى الموضوع ، حمدان بشكله العكر رفض البنت دى ؟؟ وأخذت أياما كلما أتذكر
الموضوع العن حمدان هذا الآف المرات ، بقى انت رفضت دى ؟ومنذ هذا الموقف لم أقابل
حمدان هذا مرة أخرى ؟؟؟؟
الفصل الثالث
مرت أياما وأياما وبدأت أعرف الاماكن
اجلس على مقهى معين لاتوجد به فتيات فهن يقمن بإستغلال الزبائن ويتم بيع الشىء
مضاعفا الى اربعة أضعاف وأنت لا تستطيع الكلام ، ..قابلتنا هناك ظاهرة جديدة وهى
أن الحكومة كانت تمر يوميا على المقاهى وتلقى القبض على جميع الموجودين من
الجالسين بالمقهى حتى لوكان معك بطاقتك وكارنيه الشغل وكانوا يقومون بهذه العملية
بإحكام فلم يكونوا يركبون سيارة البوكس بل يركبون سيارة مكيروباص ويرتدون الملابس
الملكية وتأتى سيارتين إحداهما من إتجاه
والثانية من الاتجاه الآخر للمقهى حتى لا يستطيع أحد الإفلات من قبضتهم ،،، فى يوم
أخر طلب منى إحد الاصدقاء مقابلته وذهبت اليه على مقهى تقوم بالعمل فيه فتاة ، ومن
إن جلسنا إلا وجاءت سيارات الميكروباصات الحكومية وحاصرت مداخل المقهى ، واقترب
منا الضابط ونظر فى البطائق والكارنيهات وتركنا وذهب الى أشخاص غيرنا حتى داخل الى
النصبة وتحدث مع الفتاة بعجرفتهم المعتادة فين تصريحك يابت ؟؟ ردت الفتاة عليه بفجاجة ممعيش تصاريح أنا
متجوزة ؟؟ وأخرجت من شنطتها ورقة الزواج العرفى ورأها الضابط وانصرف ؟؟؟ قال لى
صديقى هل تعرف من يتزوج أمثالهن ، قلت له لا ، قال تتفق مع أحد الاشخاص ويتزوجان
عرفيا عند أحد المحامين وتشترط على من يتزوجها أن يقيما فى شقة مفروشة معا هى تدفع
نصف الإيجار وهو يدفع النصف الآخر ، وله عليها حقوق الزوجية ، ولا يستطيع أن
يسألها أين كنتى ولا من أين أتيت أو حتى لماذا تأخرتى ؟؟؟ ياراجل ؟؟ وهنا تذكرت
حمدان الدنجوان وموقفه مع منى وقمت بسبه ولعنه الآف المرات ،، فقد حبك حمدان القصة وهو كان
عايز يبقى قرنى ........
أعده / خالد فهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك