الخميس، سبتمبر 03، 2015

بسطاء فى دنيا الله

الشيخ لبيب رحمه الله


بسطاء فى دنيا الله
الدنيا مليئة بالبسطاء الذين يعيشون حولنا ولكنهم يمضون حياتهم فى صمت ويرحلون أيضا فى صمت ، فتلك هى سمات الشخصية البسيطة ، ولكن لدينا  هنا نموذجا مختلفا من البسطاء ، فقد تميزت شخصيته بعدة سمات أجبرتنا على تذكره وعدم نسيانه ،، معنا شخصية المرحوم الراحل الشيخ لبيب عبد الراضى  المولود فى قرية طوخ عام 1948 ، كانت تبدو عليه علامات الطيبة ، نقى السر والسريرة  ،اتصف بصفات قلما تجدها بيننا الآن أو حتى فى وقتها، أولها كان يمتلك موهبة جمال الصوت وقوته ونداوته ، فقد كان يرفع الآذان وبعد الانتهاء منه يظل يثنى ويمدح فى سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم ، صفة أخرى كانت فيه لم يكن يحوز شيئا لنفسه بل كان مافى يده دائما لغيره حتى وإن كان بعضا من ثمار البلح يعطيها لمن يقابله ، كان دائما يلهج بذكر الله ، الموهبة الثانية والتى اشتهر بها فى قريتنا والقرى المجاورة ( كان حاويا من الدبيب ولدغات العقارب ) فى وقت لم يكن الطب متقدما فى هذا المجال بصورة كافية ، لمجرد ان تذهب اليه وتستدعيه بأن فلانا قد لدغته عقرب ، تجده يهرع اليه مسرعا ويبحث فى لهفة أين الشخص الملدوغ ، كان يطبق فى ذلك نجدة الملهوف ، فى إحدى المرات تم إستدعاؤه وكان يستحم فخرج من حمامه مسرعا واكمل ارتداء ملابسه فى الشارع ، مرة أخرى جاء اليه احد الاشخاص يركب حمارا والشيخ لبيب ركب خلفه ، فرأى الشيخ لبيب أن الحمار يسير ببطء من ثقل الحمل ففضل ان ينزل ويجرى خلف الحمار حتى يقوم بنجدة وإنقاذ المصاب ، بالرغم من بساطته وعدم درايته بالقراءة والكتابة ولم يتلق تعليما من أى نوع إلا أنه كان يفرق بين لدغة العقرب وأى لدغة أخرى كلدغات النحل والدبابير ، ومن الطرائف كان هناك أحد الاشخاص غاضبا من أهله وتدخل أهل الخير فى محاولة للصلح وبالفعل تم الصلح تحت الضغوط وفى الميعاد المحدد أدعى ذلك الشخص بأنه ملدوغ من عقرب ، ومن إن جاء الشيخ لبيب ووضع يده على رجل هذا الشخص تحدث قائلا هذا الشخص ليس ملدوغا ولم يكن يعرف بحوار الصلح الذى دار معه واصحاب هذه القصة أحياءا يرزقون ، فى وقت من الأوقات كانت الحكومة تمر وتاخذ الاشخاص المطلوبين للتجنيد ، فكان يختبىء فى إحدى الزراعات بمكان يرى منه الناس ومن إن يمر أحدا يعرفه ينادى عليه يافلان أنا هنا إذا احتاجنى أحد المصابين بلدغات الدبيب ، من اهم روحانيته كان الشيخ لبيب قادما من مسافة بعيدة ورأه أحد الاشخاص وقبل ان يقترب منه الشيخ لبيب حدث ذلك الشخص نفسه قائلا هل أنت ترى النبى ياشيخ لبيب ؟؟ وما إن اقترب الشيخ لبيب منه الاوقال له اننى ارى النبى كل يوم ، فذهل  ذلك الشخص وتعجب وفى حينها قام الشيخ لبيب بتغيير الموضوع وتحدث معه فى موضوع أخر ، فى اواخر أيامه اصابته بعض الاشياء النفسية وكان يعالج وقتها عند الدكتور جمال ماضى ابو العزايم وكان يصرف له حقنة شهرية تجعله ينام لعدة أيام وبالرغم من ذلك إذا جاءته إحدى حالات لدغات العقارب كان يستطيع جمع السم وهو غير مدرك ولله فى خلقه شئون ، من بعض كراماته أيضا انه أصيب فى رجله وكان ينزف دما  منهاجراء التشخيص الخاطىء ولم يكن يتألم وإذا سأله أحد يقول الحمد لله اننى بخير وفى النهاية اجريت له عملية بتر لساقه وتوفى بعدها بمستشفى الحسين الجامعى بالقاهرة ،يوم الخميس الموافق 02 /08 / 2001 رحمه الله رحمة واسعة ونسأل الله أن ينطبق عليه الحديث الشريف من مات غريبا مات شهيدا ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته

أعده / خالد فهيم
جزيل الشكر والتقدير للاستاذ حامد مطاوع على إمدادى ببعض المعلومات حول شخص المرحوم الشخ لبيب
- الصورة مأخوذة من صفحة الاستاذ / أحمد أديب عبدالراضى ( فيس بوك )     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك