الخميس، مارس 10، 2016

مذكرات جيل سابق

مذكرات جيل سابق

" ورحل عن عالمنا أحد المغتربين وأحد المحاربين الشرفاء وهو الاستاذ سعيد بكرى رحمه الله وطيب ثراه نسألكم الدعاء والفاتحة "

                    صائد العقارب


مذكرات أجيالنا مليئة بصفحات الذكريات ،التى كلما مر الزمان عليها  إزدادت اليها قلوبنا شوقا  ، وحاولنا معها الهرب من واقعنا المعاصر الى الماضى البعيد الذى لم يكن يحمل معه مسئوليات ولا واجبات ، الطفولة بأسمى معانيها وبراءتها ، كلنا عاصر هذه المرحلة بصفائها ونقاءها ولنبدأ ببطل روايتنا وهو صائد العقارب


السيد / عبد الرسول بكيرسلامة الشهير بعبد الرسول سميكة ، فلقد كان التيار الكهربائى دائم الانقطاع على عهود طفولتنا ونشاهد عبد الرسول ليلا يتجول فى ظلام البلدة يبحث عن العقارب بجوار الحوائط  ومعه بطارية ( كشاف ) وسيخا رفيعا من الحديد له راس مدور وله نهاية كسن الابراة أو الوتد وكان هذا السيخ يمتلىء عن أخره بالعقارب وكنا نظن أنه يفعل ذلك من تلقاء نفسه أو أنه يقوم بحرق هذه العقارب فى النار ، ولكنه قال لى أن المرحوم كمال عثمان حافظ كان يطلب منهم ذلك ويعطيهم ( تعريفة ) أى نصف قرش عن كل عقرب ،،،،،
 لازال حديثنا موصولا مع بطل روايتنا الذى كنا نشاهده باستمرار يقدم مشروب الشاى فى حفلات الذكر المعروفة سلفا باسم ( الحضرة ) وكانت مثل هذه الحفلات منتشرة إنتشارا واسعا على عهدنا وأغلب العائلات والبيوت يعملون على إقامة هذه الحفلات ومن أشهرها التى كانت تقام بمنطقتنا بنجع الحاج سليم كحضرة الشيخ شحات التى كان يقيمها المرحوم الاستاذ عبد الصبور إمام رحمه الله ، حضرة الشيخ متولى والتى يقيمها بيت توفيق الحليبى ، حضرة المرحوم الحاج فهيم تهامى يقيمها للشيخ متولى أيضا ، حضرة المرحوم فوزى إبراهيم  وكانت تقام فى أماكن مختلفه وهذه أمثلة لا للحصر ، كان يحيى هذه الحفلات بعض المنشدين من أبناء الخطارة وأشهرهم كان منشدا اسمه العربى ومعه شابا صغيرا اسمه أبو السعود ، وكنا نحن نحب هذا النوع من الحفلات ونذهب لمشاهدة المنشدين أو حتى ندخل معهم حلقات الذكر التى كانت تسمى بالطبقات ، بعد المغرب نبدأ فى التجمع والذهاب الى الحفلات وكنا نحب الجلوس فى منطقة قريبة من المنشد قبل أن يأتى الكبار ، وما إن كان  عبد الرسول يرانا إلا وينهرنا " يا للا من هنا ياد أنت وهو ياولاد ال... ويجرى خلفنا فكنا نفر من  أمامه مسرعين وكان يكرر معنا ذلك فى كل الحفلات  ، حتى أننى حدثت  نفسى أن أقول لوالدى – رحمه الله – أن لا يأتى بعبد الرسول هذا فى حضرتنا ، وجاء موعد حضرتنا وذهبت للجلوس أنا وأصدقائى فى مكاننا المفضل إلا أن عبد الرسول نهرنا وسبنا أيضا وجرينا من أمامه مسرعين وهنا انتابنى شعورا بأن عبد الرسول  كان مفروضا على كل تلك الحفلات من جهة سيادية !!
فى مراحل طفولتنا كنا نعشق الذهاب الى هذه الحفلات وكنا دائمى الاستماع الى أشهر منشدوها كالرنان وابرين ، و ياسين التهامى و أمين الدشناوى وجمال الاسناوى والشيخ عليوة ، وكنا نقتنى شرائط الكاسيت الخاصة بهم وكلما ظهر منها جديد ا فى الاسواق اشتريناه كنوع من مواكبة العصر ... وفى أحد الايام أقيمت حضرة بالقرب من  زواية الشيخ همام لصاحبها شحات أبو الريس وكان منشد هذا الحفل المداح جمال الاسناوى وكان جمال قبيل الحفلة بعدة أشهر قد طرح شريطا جديدا بالسوق اسمه ( سامحنى يا أمى ) كلنا كنا نحب هذا الشريط ونردد أغانيه ، وجاء جمال ليحّيى الحفل ليلا وبدأ بأغنيته الشهيرة بتغنى لمين ولمين يا حمام ، بتغنى لمين ولمين ياجمال  ونحن التفينا حوله ونردد معه الاغنية وكان هو سعيدا جدا بنا ، وبعد أن انتهى طلبنا منه أن يغنى لنا مقطعا من الشريط الجديد ( سامحنى يا مى ) فنظرا لنا بدهشة وإستغراب منكرا علينا ثقافتنا ومجاراتنا للعصر ورد ساخرا : هو الشريط الجديد جا عنديكم ؟؟؟؟
أخذنا ننظر لبعضنا البعض ونبتسم  فى غيظ من ردة فعل جمال الاسناوى معنا ، فكلما عاد بى شريط الذكريات تمنيت لوأن لواحظ وإنشراح كانتا موجودتين وقتها ، او حتى حسين بتاع جمال مبارك صاحب الجملة الاشهر "" رد أنت يا حسين ""

أعده خالد فهيم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك