حمدي غالب يكتب هنا الكويت 20: الواد الجن (1)

ها قد رحل محارب جديد من المحاربين الشرفاء الذين يحاربون من اجل لقمة العيش الحلال في بلاد الغربة، اسالكم قراءة الفاتحة على روح المرحوم باذن الله تعالي الاخ / سعيد بكري

الواد الجن (1)

" إبعت يا وليدي عدم ممانعة لأخوك يمكن حاله يتعدل عندك"

كان هذا هو توسل الأم الحاجة "فضيلة" لابنها المعلم "عدنان" لكي يرسل تأشيرة عمل لأخيه "سيد" الشهير بسيد الجن وذلك بعد أن ضاقت ذرعا بتصرفاته واستهتاره بحياته ومستقبله رغم تجاوزه الثلاثين عاما.

"أنا سيد الجن، شربت السم، ولا حكومة تهم ولا بوكس يلم"، شعار كان يرفعه دائما هذا الشاب المتمرد "سيد أبو الحاج احمد"، شخصية عنيدة بطبعها، تمرد على المجتمع جميعا، فقد كان يدخن السجائر وهو طفلا امام الجميع بدون خوف، حاصل على دبلوم صنايع "بالعافية" بعد اربع أعوام دراسة شهدت سلسلة من المعارك والمشاحنات بين "شلته" وبين شلل اخري من قري مجاورة، تمرد على قانون الجاذبية فكان لا ينجذب لشيء مطلقاً، وكان سباح ماهر قد يعبر النهر للجهة الشرقية في زمن قياسي، الحياة بالنسبة له ما هي الا لحظات متعة فكان يحرص علي اغتنامها.

نمر في طباعه وفي قوته ولياقته البدنية، حتى القانون "الميري" في سنوات التجنيد الاجباري لم يستطع أن يروضه، فكان يهرب كل فترة والأخرى، ويتم اجباره من قبل اهله وذويه "ليسلم نفسه" ولكن كان يعاود الهرب من جديد حتى فاض الكيل بالجميع، قضي شبابه حتى عمر الثلاثين متخفيا لأنه صنف "هارب من الخدمة العسكرية". ولتوفير ثمن السجائر والمزاج وهدايا "الفلانتين" للحبيبات الكثيرات كان عليه ان يعمل، فاختار الحدادة لتكون مهنته، فلا يفل الحديد الا الحديد، ولكنه حافظ علي نهج تمرده فكان يشتغل يوم ويبطل عشرة.

وبمجرد إصداره لجواز السفر توقف عن العمل في البلد وظل لشهور يعيش و"يسرمح" على "حس" العدم الممانعة القادمة، كان لا يبالي مطلقا ولا يشغل باله حتى لو للحظة بالذي سوف ينتظره في الغربة، فهو "الواد الجن" وبمجرد ان يصل إلى الكويت سوف يجني الكثير من الأموال ويكدسها في "شوايل" فهو يري نفسه صاحب كفاءه ومهارات وانه سيخلق الفرص للكسب السريع والسهل وانه "مش حيغلب" في تجاوز أي عقبة قد تواجه هناك ولن يمكث بالسنين الطوال كحال الكثير من المغتربين من اهل بلده الذين كان يصفهم ب"قليلي الحيلة".

نستكمل في المرة القادمة ان كان في العمر بقية

هنا الكويت: تمهيد

http://toukhqena.blogspot.com/2012/10/blog-post_5570.html

هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)

http://toukhqena.blogspot.com/2012/10/1.html

هنا الكويت (2): مسقط الرأس (2)

 http://toukhqena.blogspot.com/2013/03/2_21.html

هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود

http://toukhqena.blogspot.com/2013/03/blog-post_31.html

هنا الكويت (4): عبد الرزاق

http://toukhqena.blogspot.com/2013/05/4.html

هنا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا

http://toukhqena.blogspot.com/2013/06/5_19.html

هنا الكويت (6): صلبوخ

http://toukhqena.blogspot.com/2013/10/6.html

هنا الكويت (7): قلب موجوع (1)

http://toukhqena.blogspot.com/2013/10/7-1.htm

هنا الكويت 8: قلب موجوع (2)

http://toukhqena.blogspot.com/2013/10/8-2.html

هنا الكويت (9): العدم ممانعة (1)

http://toukhqena.blogspot.com/2013/11/9-1.html

هنا الكويت (10): عدم الممانعة (2) أبو النورس

http://toukhqena.blogspot.com/2013/12/10-2.html

هنا الكويت (11): غفوة شوق

http://toukhqena.blogspot.com/2014/05/11.html

هنا الكويت (12) : قطعة 4

http://toukhqena.blogspot.com/2014/08/12-4.html

هنا الكويت (13) : حوش الفلاسفة

 http://toukhqena.blogspot.com/2014/10/13.html

هنا الكويت (14) : أمور جدية

http://toukhqena.blogspot.com/2014/12/14.html

هنا الكويت (15) : أمور جدية 2

http://toukhqena.blogspot.com/2015/01/15-2.html

حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (16) أمور جدية 3

http://toukhqena.blogspot.com/2015/03/16-3.html

 هنا الكويت (17): أمور جدية 4

http://toukhqena.blogspot.com/2015/04/17-4.html

هنا الكويت(18): أمور جدية 5- أخيرة

http://toukhqena.blogspot.com/2015/08/18-5.html

حمدي غالب يكتب هنا الكويت 19: أجازتك خلصت

http://toukhqena.blogspot.com/2015/12/19.html