( الدين النصيحة )
إن الله تعالى خلد نملة فى القرآن، لأنها نصحت قومها ، قال تعالى : (حتى إذا أتوا على وادى النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لايشعرون ).
وإليك هذه القصة، لتعلم أن الصديق من الممكن أن يهلك صديقه، عقبة بن أبى معيط.. لم يتجرأ مشرك قط مثلما تجرأ هذا المشرك على النبى فأراد أن يقتله لولا لطف الله جل جلاله ثم وجود الصديق رضى الله عنه وضع هذا المشرك روث الحيوانات على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد لله العلى الكريم، هذا الرجل صفا قلبه للحظات معدودة، فقرأ عليه النبى القرآن فمس الإيمان قلبه فأسلم أمام النبى ونطق الشهادة ثم ذهب إلى صديقه وخليله أبى بن خلف وأخبره الخبر، فقال : من الآن إختر، إما أن تكون على دين محمد وإما صداقتى ودين آبائنا واجدادنا، فقال : لا بل صداقتك، وكفر بالله الواحد الأحد،
فأنزل الله فى شأنه قرآنا، ووصفه الله بالظالم؛ لأنه أشرك بعد توحيد ، وكفر بعد إيمان، وصدق الله إذ يقول : ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد اضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى وكان الشيطان للإنسان خذولا )
فأنظر أخى المسلم إلى فعل الصديق فى صديقه ، وأنظر فى نفسك من تصادق ؟
فلاتصاحب إلا تقيا مؤمنا وأجعل حبك أخاك دائما لله وبغضك إياه لله ، لذا عندما أقول لك : أنا أحبك فى الله ، أى : أحبك؛ لصفاتك وافعالك الحسنة التى تقربك من الله ، وكذا قولى لك : ابغضك فى الله، أى : ابغضك ؛ لصفاتك وافعالك السيئة التى تبعدك عن طريق الله .
وهاهو الحسن البصرى رحمه الله عندما كان يسير مع جار له لايصلى، وأثناء سيره وقعت عيونهما على جنازة ، فقال الحسن لجاره : أترى ماذا يتمنى هذا الرجل المتوفى ؟ فقال : يتمنى العودة إلى الدنيا ، فقال الحسن : أترى لو عاد فماذا يفعل ؟ قال : تراه أحسن الناس صلاة وصياما وزكاة وعملا صالحا ، فقال الحسن : ليكن هو أنت، فاصنع كما قلت ؛ ففعل وحسنت توبته ...
ولنا لقاء آخر مع حق آخر.
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك