الأحد، يونيو 26، 2016

الشيخ سليم جابر يكتب: النميمة



الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبى بعده. أما بعد 
أيها الاحبة :
نعيش هذه اللحظات مع صفة ذميمة وداء عضال ، هذه الصفة انتشرت بين الكثير منا وجعلناها فى مجالسنا كالملح للطعام ونحن نتهاون بها .
ألا وهى صفة ( النميمة )
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة نمام ).

ألله عز وجل أمر عباده بالتواد والتناصر، ودعا المؤمنين للتالف والتازر، وحذرهم من الشحناء والبغضاء ، ونهاهم عن الخصام والتنافر، كى لاتضيع قواهم، ولاتتبدد جهودهم ، ولاتفنى أعمارهم فى تنابذ وتشاجر وعداوات. 

إن أكبر معول يهدم وحدة الجماعة هو عمل النمام، لأن النمام هو الذى ينقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد بينهم ، وايغار الصدور ، والتفريق بين الاحبة ، وتمزيق أواصر الألفة. 

والنمام بعمله ذاك يولد النفور ، ويوقد نار العداوات ، ومااقبحه من عمل وماادنا الإنسان الذى يقدم عليه ، فالنميمة آفة أشد خطرا من جراثيم الأمراض، وافتك من الوباء ، فهى تقلب سعادة المتحابين شقاء ، وتباعد المتقاربين ، وتباغض الأهل، وتثقل النفوس بالهموم، وتملا الصدور بالسموم. لهذا كان المشاؤن بالنميمة من شرار الناس ، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بشراركم ؟ قالوا بلى يارسول الله قال : من شراركم، المشاؤون بالنميمة ، المفسدون بين الاحبة ، الباغون العيوب .

عن جابر بن عبدالله الانصارى رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتفع ريح جيفة عفنة نتنة، فقال صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما هذا الربح؟ قالوا الله ورسوله أعلم، فقال صلى الله عليه وسلم : هذا ريح الذين يغتابون الناس من المؤمنين .
إن النمام من شرار الناس فهو لص بارع يعرف كيف يسترق أسرار الناس ، ويلتمس عيوبهم ، وهو محتال مخادع يزين الأقوال ليضع السم فى الصدور .
فأنت ترى العائلة تعيش فى راحة وسلام ، مؤتلفا أفرادها، مجتمعا أبناؤها، يضمهم الصفاء ، ويشملهم الهناء ، فإذا تسرب النمام إلى حياتهم ، ومشى بينهم بسعايته، وتحايل عليهم بوقيعته، فإذا بهم ينقلب هناؤهم شقاء ، وصفاؤهم كرها وعداء، وإذا بالأخ ينفصل عن أخيه، والولد عن أبيه، والرجل عن زوجته ، لهذا كان النمام ملعونا على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم .
حقا إن النمام خبيث القلب ، حلو الحديث ، وعمله مما تعجز عنه الشياطين ، لأن عمل الشيطان بالوسوسة، وعمل النمام بالمواجهة. 
قال تعالى : 
( ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو الد الخصام * وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ).
أخى المسلم : 
أوصيك ونفسى اولا بتقوى الله .
ثانيا : إذا جاءك نمام فاسق وقال لك إن فلانا يقول عنك كذا وكذا ، فلاتصدقه وقبل أن تحكم تحرى الصدق ، حتى لاتوقع نفسك فى الخطأ، ولا تحكم بدون دليل ، وضع أمام عينيك دائما قول الله عز وجل : ( ياايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين ).
( اللهم طهر قلوبنا بحبك وحب حبيبك صلى الله عليه وسلم، وحب الخير لجميع الناس يارب العالمين ، اللهم أخرج من قلوبنا الحقد والضغينة ، والكراهية ، والبغضاء ، وحب النفس ، اللهم من أراد بالناس كيدا فاكده، ومن أراد بالناس سوءا فسلط عليه سيف انتقامك يارب العالمين ، اللهم يمن كتابنا ، ويسر حسابنا ، وثقل بالحسنات ميزاننا، وثبت على الصراط أقدامنا، واحشرنا جميعا مع حضرة النبى صلى الله عليه وسلم فى الفردوس الأعلى، اللهم امين يارب العالمين ).
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك