الأحد، ديسمبر 26، 2010

الترانكويليتي

الترانكويليتي

بعيدا عن الوصفات الطبية المكلفة، وبعيدا عن حكم العواجيز العطبة، وبعيدا عن احلام الشباب الجامحة، وبعيدا عن جلد الذات وبعيدا عن التكبر والغرور، ستجد نفسك هناك، اذ استطعت الهروب وعدم الانصياع لاي مما سبق ستجد نفسك العارية، ستتعرف علي احاسيسك الخاصة احلامك الواقعية كبرياءك عزتك وثقتك في نفسك. ستجد انك طبيب نفسك تعرف ما يضرها وما ينفعها باذنن الله، ستجد الفرصة لتسمع نفسك وما تهمس به من اراء تعينك علي تسير امورك الحياتية بطريقة حكيمة، ستعرف قدرات نفسك وتمسك بعنان طموحها، فهذه الحالة تسمي بحالة الصفاء الذهني والروحي او Tranquility


تركت صخب البلاد البعيدة واتيت الي قريتي لعلي اتلمس بعض من الصفاء وتجولت في ارجاء القرية يمينا وشمالا فلم اجد ضالتي في وجود الاحياء، فقادتني قدماي الي اتجاه الغرب، فواصلت السير حتي وجدت المقابر، فقلت السلام عليكم ساكني هذه القبور انتم السابقون ونحن باذن الله اللاحقون، فلم يرد احد، فقرأت لهم الفاتحة ودعوت لهم فلم اسمع منهم شكرا، فتكلمت وتناجيت مع احبائي واقربائي الذين فارقوا الكاذبة اشكو اليهم همي، وما آل اليه حالنا واحوال ادميتنا، ما فقدناه من تالف وترابط وما تكبدناه من غربة وشقاء وماحصدناه من جحود وحقد وحسد، وما صار اليه الحال من عدم احترام صغير لكبير، وضياع الرحمة والود بين الناس، ولا حب ولا وقار ولا احترام ولا .... فلم اسمع ردا او نصحا او ارشادا كما ألفت منهم من قبل، فايقنت انه لا جدوي من تضيع الكلمات عن الحديث عن دنيا هم طلقوها وعن حياة هم فارقوها فتيممت واخذت اتلوا ما احفظه من كتاب الله لعل الخير يصيبهم بفضله، وحينها فقط شعرت بالصفاء الذهني والروحي، اللهم ارحم اموات المسلمين واحسن خواتيمنا يالله



أ. حمدي غالب طايع
طوخ في 13 نوفمبر 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك