الخميس، ديسمبر 05، 2013

حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (10): عدم الممانعة (2) أبو النورس

أ. عادل مصطفي عبدالله: ناس كتير فكرت انك (يا حمدي) حتطلع عدم ممانعات مجانا لهم لو في اي حاجه ياصديقي متنسانيش انا اولي هههه

لا تعليق

هنا الكويت (10): عدم الممانعة (2) أبو النورس


وفي مرحلة الانتظار تتجول روح "مستني عدم الممانعة" مابين الله وملائكته وشياطينه، تجده تارة يسبح في بحر من الإيمان وتارة أخري تجده غارق في بحور المعاصي، مرة تجده المؤمن الصابر المحتسب وأخري تجده الإنسان العجول وقد تملك اليأس من قلبه، يدعو الله قبل مشرق الشمس "يا حنان يا منان" وإذا جاءت علي قلبه العصاري الكئيبة يتذمر "خلقتنا ليه بدال مش حتشغلنا".




كان "علي" خلال هذه الفترة مواظب علي أداء الصلوات في المسجد، وفي احدي المرات وبعد انتهاء الصلاة حدثت جلبة وهرج ومرج خارج المسجد، خرجنا علي الفور نتحسس طريق نعالنا وتتحسس نعالنا أي فراغ لتطأه عند الباب المزدحم، وكان هناك جمع غفير من الناس قد التفوا حول "جاموسة" تحتضر وصاحبها يصرخ بأعلى صوته "مش ده اللي اتفقنا عليه" وزوجته تلطم خدودها الجدباء ووجهها الأحدب.


إنه يونس أبو النورس صاحب ال28 ربيعا وزوجته صاحبة ال38 عاما، وحالة الجواز هذه حيث الزوجة اكبر من الزوج بعشر سنوات تنم إما علي قمة الرومانسية أو علي قمة الالتزام بالعادات والتقاليد، ولكن ونظرا للطبيعة الصعيدية للبلدة فان احتمالية الأسباب الرومانسية لهذه الزيجة مستبعدة تماما، فالرومانسية والحب يعاملان في بلادنا كالكفر البواح والإفك المبين، وقد نصدق بأن هناك عفاريت "صونانة" تتجول ليلا علي أن نصدق بأن هناك حالة زواج واحدة تمت تتويجاً لقصة حب.



ماتت الجاموسة ووقف أبو النورس مناجياً ربه بكلمات وعبارات أجبرت إمام المسجد للتدخل مراراً وتكراراً طالبا منه العودة إلي الرشد والكف عن ترديد كلمات الكفر، فما كان من أبو النورس غير القول:


 "يا عمي الشيخ يا عمي الشيخ اسمع اسمع يا عمي الشيخ يا عمي الشيخ أنا موجهتلكش كلام ايوة اسمع اسمع مالك انت حتتحشر ليه، هوووي يارب!!! ليا أسبوع عمال اتركعلك وادعيلك واقلك معنديش غيرها هي الحيلة والسبيلة مسمعنيش؟ صوتي مش طالعلك؟ طيب والنبي لطلعلك علي النخلة يمكن تسمعني"


وتملص أبو النورس من أيادي الجمع الممسكة به وتسلق النخلة في ثواني معدودة ثم أكمل مناجاته ولم يأبه بتحذيرات شيخ المسجد بأن استمراره في قول هذه الكلمات والمهاترات لن يكسبه غير الغضب الرباني.



" سامعني كدة؟ الو واحد اثنين تلاتة الو الو، قصرت معاك في حاجة؟ صلاة وبصلي وباحضر مجالس واذكر في الحضر وباقعد اقول حي حي، قلت متقولش لابوك وامك اوووف مقلناش واستحملنا شقلبتهم طلعونا من المدرسة وشغلوني في الفاعل وجوزوني علي كيفهم ومفتحتش خشمي، اعمل ايه تاني يعني ؟



الجاموسة الحيلة والسبيلة مرضت قلتلك يارب لو خففتها حاصملك تلت تيام، راحت خفت كدة وكدة وبعد ما صمت التلت تيام ماتت!! طيب والله مصيمش رمضان قصاد التلت تيام دول"


واستمر أبو النورس في "زندقته" علي حد وصف إمام المسجد، ولكن في الحقيقة لم تكن غير سوي"رقصة المذبوح وهذيان الفقر المدقع"، وقد تكشف لنا بأن أبو النورس كان يخطط لبيع هذه الجاموسة لشراء "عدم ممانعة" للسفر إلي الكويت، ولذلك فبموت الجاموسة لم يعد بمقدوره السفر وسيظل  دائماعلي حسب ظنه يحبو في مستنقع الفقر يقفز من "درباس" إلي آخر كالماشية في مرعاها تقتات علي الفضلات والبقايا.


نستكمل في المرة القادمة ان كان في العمر بقية


اجزاء سابقة من الرواية

هنا الكويت: تمهيد



هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)



هنا الكويت (2): مسقط الرأس (2)



هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود

هنا الكويت (4): عبد الرزاق


هنا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا


حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (6): صلبوخ

حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (7): قلب موجوع (1)



هنا الكويت 8: قلب موجوع (2)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك