الأحد، يناير 18، 2015

حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (15) : أمور جدية 2

هنا الكويت (15) : أمور جدية 2



وفيما يبدو أن إصرار أيوب على المعرفة يقابله توجه من الحاج عبد الصبور علي كتمان الخبر لكونه من الأمور الجدية، ولكن أيوب المعروف "بجبروته" وقدرته الرهيبة في انتزاع الأخبار لم يستسلم وبادر بسؤال الحاج عبد الصبور:


أيوب: عايز فلوس، يمكن تكون الامور متأزمة معاك شوية ولا حاجة؟


عبد الصبور: تسلم يا حاج والله مستورة


أيوب: خدهم مشي الموضوع اللي معاك وبعدين ابقي ردهم، اه تلحق القراطين دول بدل محد يلهفهم


عبد الصبور: قراطين ايه!

أيوب: اللي شاغلين دماغك، ورايح جاي علي كبينة التلفون من الفجر


عبد الصبور: لا يا حاج ولا معاي شرا ولا بيع دلوقت، ده كل اصل الحكاية


(ثم صمت برهة يأخذ نفس شيشة، وعبد الصبور يكاد الفضول يميته)


الحكاية وما فيها يا حاج انت مش غريب، انه


(وفجأة اصوات خطوات قادمة يقطع صاحبها المعلم جمال الكلام بإلقاء السلام)


المعلم جمال: السلام عليكم


(اهل تتذكرون المعلم جمال من الحلقات السابقة: المعلم جمال يعمل "بناء"، قصير القامة ذو لسان فصيح، يهوي التحدث "بالنحوي"، كلمات فصحي اكتسبها من حفظه لبعض سور القران الكريم، درس في المدرسة الابتدائية لمدة "4" سنوات فقط ثم اجبره والده علي ترك التعليم ليساعده في أمور الزراعة، وكان كلامه المنمق وأسلوبه السلس يجتذب المستمعين، ولكن بالطبع لم يخلو من بعض الشطحات و"الفلتات" ومن أبرزها بأنه لولا أن أباه أخرجه من المدرسة لكان صار راوي حديث كأبي هريرة).

أيوب: وعليكم السلام، أيوة يا عبد الصبور سامعك كمل

المعلم جمال: احترس يا عبد الصبور ولا تأمن لهذا الأفعى،


أيوب: افعي لما تآكلك وكل يا شيخ ونرتاح منك، وليه جاي ترقل دلوقتي


المعلم جمال: لدواعي أمنية، فالأشخاص المهمين من امثالي فنحن لسنا من العمالة الهامشية من امثالكم، فنحن نعمل في منشآت نفطية فيجب ان يكون كل شيء رسمي، فبعد ان وصلنا وبدانا العمل حتي جاء المهندس وقال انصرفوا لان التصاريح الخاصة بكم منتهية


أيوب: وانت فرحان طبعا، شخطت اليومية وجيت يا خي، حتنام علي السرير والحسابة بتحسب

المعلم جمال: قل اعوذ برب الفلق من شر حاسد إذا حسد


أيوب: حيحسدوك علي ايه يا معضم يا مسلوع


(انصرف المعلم جمال إلى داخل غرفته، وحاول ايوب ان يجعل الحاج عبد الصبور يتستكمل كلامه)


أيوب: ايوة يا عبد الصبور كنا بنقول ايه


عبد الصبور: كنت باقول اني استأذن اروح اتصل تاني واجيلك


انصرف عبد الصبور وترك ايوب يفترسه الضيق من المعلم جمال، وصل عبد الصبور الي بقالة الهندي ليبتاع كارت جديد)


عبد الصبور: كارت يجي يا صديق


البائع الهندي: والله الحين يجي انت يبي كارد بتشم فلوس


عبد الصبور: 10


البائع الهندي: 10 شنو، دينار ولا جنية


عبد الصبور: عشر مراكيب علي دماغك، صبح وقول يا صبح


البائع الهندي: بابا انا يسوي غشمرة (هزار) انت نفر صعيدي واجد جنجال (عراك)


عبد الصبور: انا الحين ما يبي غشمرة انا يبي كرت فيه ولا مافيه


اخذ عبد الصبور الكارت وتوجه مرة اخري الي كابينة الاتصال، اتصل علي نفس الرقم ولكنه وجد ان زوجته مازالت في انتظاره بعد كل هذا الوقت، لم تبرح مكانها وهي علي يقين بان زوجها سيتصل بها مرة اخري:


عبد الصبور: ليه انت مروحتيش ياك


زوجته: عارفاك يا خي حتتصل تاني، قلنا بدال مروحوا وناجوا


عبد الصبور: المهم انت بتقولي الواد كويس صح


زوجته: ايوة يا خي بس


عبد الصبور: بس ايه


زوجته: اهيني حاقولك


نستكمل في المرة القادمة إن كان في العمر بقية


أ. حمدي غالب




هنا الكويت: تمهيد
هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)
هنا الكويت (2): مسقط الرأس (2)
هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود
هنا الكويت (4): عبد الرزاق
هنا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا
حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (6): صلبوخ
حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (7): قلب موجوع (1)
هنا الكويت 8: قلب موجوع (2)
هنا الكويت (9): العدم ممانعة (1)
هنا الكويت (10): عدم الممانعة (2) أبو النورس
هنا الكويت (11): غفوة شوق
هنا الكويت (12) : قطعة 4

http://toukhqena.blogspot.com/2014/08/12-4.html

حمدي غالب: هنا الكويت (13) : حوش الفلاسفة
 http://toukhqena.blogspot.com/2014/10/13.html

حمدي غالب يكتب : هنا الكويت (14) : أمور جدية

http://toukhqena.blogspot.com/2014/12/14.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك