الجمعة، يونيو 09، 2017

أ. محمد معبد يكتب: اللمة الحلوة (2)

اللمه الحلوه ..... الجزء الثاني

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ......... ما أجمله من صوت يطرب الآذان وتخشع له القلوب . الكل صامت يسمع في خشوع وتركيز تام لا صوت يعلو فوق صوت القرءان وهو يجري من علي قلبه وفمه كالرحيق الجميل الممتع ... أنظار الجميع في المصحف أمامه . وهو جالس بيننا في مكانه المعتاد يرتل ويطرب أرواحنا وقلوبنا بصوته الجميل وقرائته المتمكنه ..

 كنا نتلهف أن يخطأ ولو خطأ واحدا لكي نرد عليه . لنوجه له رساله هامه بأننا مع ما يقرأ بالروح والقلب لا عقل مشغول ولا ذهن شارد خارج الحلقه وخارج أجمل مجالس العلم وهو مجلس يتلي فيه كتاب الله .....

 كان يقف عند بعض الآيات . وتعلمناها أنه عندما يصمت ويتوقف عن القراءة بأنه يريد أن يقص علينا قصه وعبره أو تفسيرا للآيه .... كان الجميع يسلط النظر عليه وقتها وهو ينظر إلينا مبتسما ويهم بشرح الآيه ويقول هل سمعتم فضيلة الشيخ الشعراوي في الحلقه الماضيه وهو يفسر تلك الآيه ... ويهم متحدثا ومفسرا حافظا لما قام بتفسيره الشيخ الجليل ويعيد علينا الشرح والتفسير بطريقته الجميله السهله .. ولا يخلو شرحه وتفسيره من تدخل البعض منا بالسؤال وطلب المزيد .... ثم يبتسم ويعاود القراءة مرة أخري . ونحن نعاود النظر والاستماع في أدب جم والسكون يعم المكان فلا يسمع الا ما يتلوه عمنا الحبيب .... كان يتم تلاوة الثلاث أجزاء .. ثم يعطينا استراحة قليلة لمن يريد أن يمشي قدميه قليلا .. ومن يريد تجديد الوضوء . وهو جالس ينتظر عودتنا مره أخري .. كنا نعود لنجده يتجازب بعض الحديث مع من بقي مكانه وظل جالسا .. 

نعود لأخذ اماكننا مره أخري ..... ويعاود شيخنا الحبيب تلاوة ما تبقي وهو جزئين .. تكملة الخمس أجزاء التي كان يتلوها علينا كل يوم .... كان اجمل منظر عندمايقوم ويدور داخل الحلقه وهو يقرأ علينا ... حتي ينتهي من التلاوه ونجلس قليلا مستمعا لبعض الأسئله والتفسيرات ويقوم بالبرد عليها بطريقه مبسطه وسهله جدا ...

 نظل هكذا حتي يرفع الشيخ عبدالحميد أذان العصر .. فنقوم جميعا ونصلي ركعتين حتي ينادي الشيخ عبدالحميد رحمه الله بإقامة الصلاه .. فنصلي العصر خلف عمنا الحاج علي رحمه الله .. 
وها قد انتهت صلاة العصر . وهم البعض بالإنصراف منهم من هو ذاهب لقضاء بعض متطلبات الحياه .. ومنهم من هو ذاهب لزرعه .. ومنهم من هو ذاهب إلي النادي وحضور الدوره الرمضانيه لكرة القدم ... ويتبقي البعض جالسا عند ابواب المسجد يتناولون الأحاديث في شتي مجالات الحياه .. ومن هو ممسك بالمصحف لأن ظروف عمله منعته من الحضور وقت الظهيره بالمسجد ........ 

هيا بنا إلي لمة العصريه الشبابيه ..... ولكن ...... في الجزء القادم باذن الله ان كان في العمر بقيه ....
أ. محمد معبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك