الأحد، يونيو 18، 2017

أ. محمد معبد يكتب: اللمه الحلوه (5)

اللمه الحلوه ............... الجزء الخامس

ها قد جري الوقت سريعا ومضت الساعات .. الكل في إنتظار آذان المغرب . عندما كنا أطفالا كانت لنا طقوسا من نوع آخر طقوسا كانت رغم بساطتها كانت جميله ورائعه طقوسا لم تعد موجوده تلك الأيام وللاسف الشديد ... كنا كأطفال نتجمع أمام المسجد بأعداد كبيره جدا.. كان كل واحد منامشغول بتعبئة مدفع الإفطار الخاص به الذي كان مصنوعا بطريقه بسيطه وسهله .. كان عباره عن مسمار كبير به ثقب عميق وعلي الطرف الآخر مسمار آخر رفيع يسد به هذا الثقب الموجود في المسمار الآخر بعد تعبئته برؤوس الكبريت ها قد انتهي الجميع من حشو رؤوس مدافعهم واصطف الجميع علي جدران المساجد وجدران البيوت المواجهه له كنا نصطف بشكل منظم وجميل . فكل واحد مناكان يعرف المكان الخاص به والذي يتواجد به كل يوم .. 

اصطف الجميع والكل أخذ وضع الاستعداد لانطلاق اقول مدافع وليس مدفع .. كلما اقترب الوقت ذاد حرارة الاستعداد .. كان يهل علينا اخ حبيب كل يوم حاملا كوبه المعروف الملئ بالبلح كان يمسكه بطريقته المعتاده التي يغطي باصابعه الكوب من فوق . إنه الاستاذ عاطف ضاحي الذي مجرد أن نراه قادما نعلم بقرب موعد الآذان .. أذن المؤذن .. ومجرد أن قال الله أكبر إنطلقت مدافع الإفطار من الجميع . سواء المتواجدين في ساحات المسجد والمتراصين علي جدران البيوت القريبه للمسجد او للمتواجدين أمام بيوتهم وفي كل شوارع البلده ...... ضربت جميع المدافع ومازال الآذان لم ينتهي بعد .. 

دخل البعض منا الي المسجد وتناول الافطار مع المتواجدين داخل مقصورة المسجد التي كانت مخصصه للافطار وصلاة المغرب في شهر رمضان ... وذهب البعض من الاطفال مسرعا الي بيته لتناول الافطار مع اهله بالبيت ... كانت المقصوره تكتظ بالرجال والشباب والاطفال يتناول الجميع إفطاره ويتوضأ من لم يتوضأ بعد .... وتقام الصلاه .. نصلي المغرب وننتهي من الصلاه ونخرج مسرعين إلي بيوتنا لتناول العشاء مع الاهل واللمه الحلوه علي طبلية البيت والكل مجتمع في فرح باللمه وفرحة اكبربرمضان ها قد انتهينا من إفطارنا وتناولنا طعام العشاء وجلس اهل البيت أمام التلفاز الذي كانت لا تتجاوز قنواته القناتين وهي القناة الاولي والقناة الثانيه ورغم ذلك ورغم قلة القنوات ولكنها كانت هادفه ومليئه بالبرامج الدينيه .. والمسلسلات التي تحمل في حلقاتها المضمون والمعني .. نشاهد لوقت قليل التلفاز ونحن نشرب الشاي منتظرين اقتراب موعد العشاء ..

 لم يكن الناس وقتها ينتظرون آذان العشاء للذهاب للمسجد .. بل كان الجميع سواء رجالا او شبابا او اطفالا .. كان الجميع يسارع إلي المسجد لحجز مكان له في الصفوف الاولي بالمسجد ... كان المسجد يكاد يكون ممتلأ عن آخره ولم يؤذن الآذان بعد .. ها قدرفع عم عبدالحميد رحمه الله الآذان ومع انتهاء الآذان رفع الأقامة مباشرة بعد ذلك .. اصطفت الصفوف وأخذ عمنا الحاج علي رحمه الله مكانه في إمامتنا في الصلاه كان يقف خلفه مباشرة للتكبير شيوخ واساتذه وافاضل وقتها كان يقف عمنا الحاج خليل وعمنا الحاج نجيب وعمنا الحاج كمال ذكي وعمنا الاستاذ رمضان رشدي وعمنا الشيخ فكري والشيخ فوزي ويمينا ويسارا أساتذه افاضل .. هكذا كان يتكون الصف الاول وقتها ومع مرور السنوات تبدلت الادوار مع رحيل عمنا الحاج علي الي الرفيق الاعلي .. اخذ مكانه تلميذه النجيب عمنا الحاج خليل ...لم نكن نشعر وقتها أننا نصلي عشرون ركعه من البساطه والتخفيف والتيسير في الصلاه وقتها .... كان صوته الجميل بالدعاء وخاصة في العشر الأواخر من الشهر كان عندما يقول ما اوحش الله منك يا شهر الصيام كنت تشعر بوجع وحزن لانها كانت تخرج من داخله بألم وحزن علي فراق الشهر العظيم .. صاحب الصوت الجميل والوداع بنبرة حزن وألم استاذنا ومعلمنا الحبيب الاستاذ كمال ذكي رحمه الله .. كان من النادر جدا ان يخرج من المسجد الا القليل من المصلين كان الكثير والكثير يحرص علي متابعة صلاة التروايح كامله ولا يغادر المسجد إلا مع إنتهاء الصلاه كاملة بل كان يقف المصلين مع بعضهم البعض بعد إنتهاء الصلاه لتناول بعض الاحاديث والمواقف التي حدثت معه في هذا اليوم المنقضي من الشهر العظيم .... 

بعدها يغادر الجميع المسجد كل منا إلي مقصده وغايته إنتهت صلاة التراويح ولم ينتهي يومنا الرمضاني الرائع وتعالوا بنا نذهب لسهرتنا الرمضانيه ولكن ....... في لقاء قادم ان كان في العمر بقيه ....



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك