الأربعاء، ديسمبر 31، 2014

حمدي غالب يكتب : هنا الكويت (14) : أمور جدية

هنا الكويت (14) : أمور جدية

علي غير العادة، لم يخرج للعمل فجر هذا اليوم، ظل علي فراشه مستيقظا، انتظر حتي خرج جميع شركاء الغرفة إلي أعمالهم فهب من علي مرقده، اعد كوب من الشاي ومد يده إلي تحت سريره واخرج "كيس الفصاص" وأخذ يغمز خبزه في مشربه، وكلما فرغ الكوب صب المزيد، وبعد أن أشبعته اللقيمات من جوعه بدأ يعد أداة الكيف. استبدل ماء النرجيلة "الشيشة" الأصفر بماء جديد، وأقاد علي الفحم حتي صار جمرا، ووضع "التعميره" واخذ ينفس دخانه في بهو الحوش الخالي من رواده في ساعة الصباح المبكرة.


ظل في حالة السكون يداعب صمته صوت نرجيلته، تتراقص أنامله بين صلعة رأسه وتجاعيد وجنتيه، حتي انضم إليه ساكن الغرفة المجاوره الحاج أيوب


أيوب: صباح الخير يا عبد الصبور

عبد الصبور: صباح النور يا حاج أيوب

أيوب: ايه مش رايقة معاك

عبد الصبور: لا ابدا الامور تمام الحمدلله، بس الواحد قال يريح النهاردة
أيوب: طيب اعملك فطار معاي

عبد الصبور: لا بارك الله فيكم سبقت يا حاج،

أيوب: طيب اشربلك كوباية شاي
عبد الصبور: والله لسه شارب يا حاج بارك الله فيك، ده حتي انا قايم ماشي
أيوب: حتنام تاني ياك

عبد الصبور: لا حاوصل لكابينة التلفون

أيوب طيب سلم علي الأهل

عبد الصبور: يوصل يا حاج


وصل إلي كابينة التلفون ، ووضع كارت الممغنط مسبق الدفع، وأضناه البحث عن الأرقام وكأنه يقرأ رموز فرعونية علي جدران معبد الكرنك، ثم اضطر ان يستعين بأحد المارة ليتصل به برقم سنترال البلدة، ثم اخذ يتوسل الموظف ليحول المكالمة إلي بيت الجيران، ثم اخذ يتوسل الجيران ليحضروا أهله ليحادثهم، استغرق الجزء الأول من المهمه خمس دقائق كاملة بكلفه نصف ثمن الكارت، سيعاود الاتصال مرة أخري حيث يكون أهله في انتظاره.


عبد الصبور: الو، ازيك يا أم احمد

زوجته: أهلا ، ازيك يا أبو احمد، عامل إيه

عبد الصبور: كويسين الحمدالله، وانتي والعيال بخير

زوجته: الحمدلله، طالما ان كويس احنا كويسين

عبد الصبور: طيب بالنسبة للموضوع اللي قلتولي عليه في الشريط الأخير، ايه رأيكم

زوجته: والله يا خي هي ام الواد جاتني البيت، وقالتلي علي الموضوع، قلتلها لازم نشاوروا ابو احمد، والراي رايك بردوا

عبد الصبور: يعني الواد زين

بيقولوا عيل زين ومرباي بس...

عبد الصبور: بس ايه ...الو الو


انتهي الدقائق الخمس الأخرى، ونفذت العشر دنانير الرصيد الفعلي لكارت الاتصال مسبق الدفع.


لم تزده المكالمة إلي تشتت وتوهان، قرر أن يشتري كارت جديد بعشرة دنانير أخري، توجه الي البقالة، ولكن لسوء الحظ لم يجد كروت متوفرة، فرجع إلي الحوش، وقد صارت رأسه مثل "براد شاي مليان بماء مالح عمال يغلي" علي حد وصفه.


أيوب: ايه الاخبار ، العيال بخير

عبد الصبور: الحمدلله

أيوب: اومال مالك متوه كدة

عبد الصبور: لا والله في موضوع يا شيخ ضروري بس الكارت عمله وخلص
أيوب: إيه العيال معاهم مشكله ولا حاجة


عبد الصبور: لا أبدا الأمور خير


وفيما يبدو أن إصرار أيوب للمعرفة يقابله توجه من الحاج عبد الصبور علي كتمان الخبر لكونه من الأمور الجديه، ولكن أيوب المعروف "بجبروته" وقدرته الرهيبة في انتزاع الأخبار لم يستسلم وبادر بسؤال الحاج عبد الصبور

نستكمل في المرة القادمة إن كان في العمر بقية



أ. حمدي غالب

نستكمل في المرة القادمة إن كان في العمر بقية



أ. حمدي غالب

هنا الكويت: تمهيد
هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)
هنا الكويت (2): مسقط الرأس (2)
هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود
هنا الكويت (4): عبد الرزاق
هنا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا
حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (6): صلبوخ
حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (7): قلب موجوع (1)
هنا الكويت 8: قلب موجوع (2)
هنا الكويت (9): العدم ممانعة (1)
هنا الكويت (10): عدم الممانعة (2) أبو النورس
هنا الكويت (11): غفوة شوق
هنا الكويت (12) : قطعة 4

http://toukhqena.blogspot.com/2014/08/12-4.html

حمدي غالب: هنا الكويت (13) : حوش الفلاسفة
 http://toukhqena.blogspot.com/2014/10/13.html


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك