حدثني الاشعر بن هارون انه قال كنا نجلس على الديوان امام مكتبه المرجان نتدبر الامور ونداوى الصدور فقد كثرت الجراح وتعددت القراح فقد مر على الامر اعوام ولم يفلح الكلام الحال كما هو الحال والرجال هم الرجال كل شيئ فى ثبات ونقدم الطاعات فكم صرخت وواريت وكم اسررت واعلنت فلم يجد هذا ولم ينفع فلا يزال الفجر غائبا لم يطلع واصبح الكرب شديد فالسم بلغ الوريد وبينما نحن كذلك اذ اقبل علينا خطاب سرحان المغادر المكان منذ طول ذمان فهو عندنا من الاحباب والاهل والاصحاب فهممنا بلهفة المشتاق نتصفح الاوراق رغم الارهاق من شده الجوع والقلب المفزوع فاذا به يقول فى الخطاب قبل ان يسلم على الاحباب ان حالكم الجنان وان شوككم الرمان واقر سلسال طويل من عمد وسلاطين وحرم علينا الحلم الجميل محذرا ان نحيد او ان نميل واذا لم نسكن سوف يقطع الالسن وتحدي غالب الناس وقطع الانفاس فلم يفزعه الحال وهم الرجال وخيبة الامال وراح يحي الفساد والسنوات الشداد الا لمن استفاد فمزقت الخطاب واسكنته التراب وفي الصدر عذاب من سقطة الاحباب وظللنا كذلك نبكي ونشكي نخفي ونحكي ونعجب من حال الرفاق ومن كنا نحملهم علي الاعناق فقد ركب الموجة الكثير من مخلص وحقير وطيب وشرير فعمقوا الجراح وكفنوا الكفاح سقتك السماء لازلنا علي الاخاء وبينما نحن في هذا الحديث المرير الخبيث اعترضنا احد الجلوس قائلا هدؤا النفوس اذكروا الشعر والادب وما قالته العرب فتذكرنا القريض وما تغني به الغريض الي ان جاء السعد بن همام قائلا بابتسام امرؤ القيس يا امير شعر الجاهلية هل من اغاثة لاهل الالسن البالية التي تعالت في هذا الزمان الاغبر فما عادت فيهم فاطم ولا عنيزة ويا ابا العلاء وانت الاخير زمانه ماذا تقول اذا تخبطتفي الشعر فهيمة واهملت الموازين ريمة بل جاءوا ليفسدوا القوافي والوزن الصحيح الوافي علي البسيط او الطويل وباقي بحور الخليل فهم يرون ان شعر الفرزدق وجرير قبيح وان شعر عباس ابو رجل مسلوخة مريح وان الشاعر عندهم عاطيتو الباكي علي ديار توتو بشعره الشجي الجميل توتو راحت فين توتو جات من فين مسكينة يا توتو ولكم الله يا اهل القرن الحادي والعشرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك