الجمعة، أبريل 16، 2010

رجل من ابناء طـــــــــــــــــوخ

((المقاتل في سبيل الله)) ذلك كان لقب ينادى به كل منهم الآخر، رجالٌ نذروا أرواحهم في سبيل الله ثم الوطن ، رجال كان يطل أمامهم الموت و ينظر في أعينهم في اليوم الواحد مرات و مرات.


المقاتل نجيب جاد محمد ، واحد من هؤلاء الرجال ، واحد من ابناء طوخ الابطال ،حيث كتب الله له أن يشارك في حرب الاستنزاف ضد العدو الصهيوني طيلة خمسة أعوام من عام 1968 حتى 1973.


كان الجندي نجيب جاد مجندا في سلاح الدفاع الجوي تخصص المدفعية المضادة للطيران . بمجرد انتهاء معسكر التدريب تم ترحيله على الفور إلى منطقة القتال على الجبهة بقناة السويس.


(( يا ولدى كنا هناك نتصدى لطيران العدو و نجبره على التقهقر والعودة للخلف وأسقطنا بعض الطائرات و لكن في كل صباح مع بداية اليوم كنا نقول يا ترى مين اللي حيستشهد منا اليوم ، وكان لو حصل قتال و اشتبكنا مع طيران العدو و سقط منا الشهداء ، كنا نعرف زميلنا الشهيد من القطعة المعدنية اللي عليها اسمه ، فكنا نجمع اشلاءة وندفنه و نرجع الدشم فكان الضباط يأمروننا بالأكل و النوم و يقولون لا تحزنوا فهم أحياء و نحن بهم لاحقون )) هكذا كان يحكى عن لحظات خدمته على الجبهة .


من أطرف ما كان يحكيه رحمه الله انه كان وقت خدمته على المدفع للاستطلاع بالمنظار ليلاً،


فجاء أليه احد الضباط قائلاً : يا نجيب انزل الدشمة وانا سأتولى الحراسة مكانك.


فقال :: يا فندم هذه نوبتي للحراسة .


فقال الضابط : انزل هذا أمر نفذ ما سمعته.


فقال : حاضر يا فندم


و بعد لحظات من نزوله إلى الدشمة أغار طيران العدو و القي القذائف على الجبهة فعندما خرج مع زملائه للاشتباك و جدوا الضابط شهيدا على الأرض حيث إصابته شظايا القنابل .


إما عندما كان يأتي في إجازة كل فترة فكان يحكى لأمة و إخوته غير ذلك تماما حتى لا يقلقون وكان يقول لهم (( أنا في معسكر بعيد من القتال وسط المدينة )) وعندما كان يسافر كان ينظر إليهم وكأنه لن يراهم مرة أخرى.


رحم الله ذلك الجندي المخلص و جعل ذلك في ميزان حسناته.


احمد نجيب جاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك