بقلم أ/ حمدي غالب
أهلا وسهلا بكم مرة أخري، لم استطع الابتعاد لأنني في هذا الشأن ليس بالمخير ولكني مسير، فترة غياب قليلة الأيام ولكنها بطول الدهر، حيث كانت نفسي تجادل مع نفسي ، وحزنت كثيرا أن أجد اشتغال كل كتاب الموقع عن المفيد وسخروا أقلامهم للتعليق علي عراك الديوك ، فلا احد يكتب ونسوا ما يجب عليهم أن يفعلوه ، وتملكني الخوف والجزع ، أن أكون سببا لتفتيت نواة التجمع الشبابي الطوخي ، وبدت لي صورة سيدنا عثمان عندما ضحي بنفسه حتى لا يكون سببا لنشوب الكارثة الكبرى ، ولكن أين انا من ذي النورين ، والآن وبعد فترة أيام عجاف قررت العودة لأسطر من جديد لأنني في هذا الشأن كما قلت آنفا ليس بمخير ولكني مسير.
ولكن رب ضارة نافعة ، ففي هذه الفترة العجاف رجعت إلي هوايتي المفضلة ، تصفح الانترنت مطالعا الجرائد العربية والعالمية ، واستنفرني عنوان مقال باسم "الطبقة الوسخة" ، واستدعي الأمر أن أقرا المقال مرة واثنين وثلاثة ممسكا بقلم وثلاث أكواب من الشاي وكأنني أذاكره وليس أطالعه ، ففكرة المقال ليست بالبسيطة تتعلق بالتحول السياسي والاجتماعي في العالم العربي ، فقد أراد الكاتب أن يقول إن التحول السياسي في أي بلد مرتبط بالتحول الاجتماعي وما يتبعه من تغيرات مصاحبة في أخلاقيات الطبقة السائدة في هذا البلد ، وأنا لا استطيع أن اجزم أن هذا هو المعني الذي أراده الكاتب فمازالت هناك معاني أخري كثيرة بين السطور أحاول فهمها حتى الآن ، نعم فكاتب المقال هذا رجل ليس بالعادي حيث أن كلماته ليست كلمات عادية تعطي معني واحد ولكن كلماته كالشخصية المركبة يمكن فهمها وقراءتها بأكثر من معني ، فهذا الكاتب رجل عبقري وأنا فخور أن أقول انه صعيدي مثلي ، بل زاد فخرنا لنعته نفسه ( ابن حضارة نقادة الأولي والثانية ) بل أنا فخور إنني لربما تلقيت تعليمي بإحدى المدارس التي ارتادها من قبل ، بل إنني درست نفس التعليم الجامعي الذي تخصص فيه ، فكاتبنا الأديب السياسي المحنك هو السيد الدكتور/ مأمون فندي.
الدكتور/ مأمون فندي من الأقلام التي كانت موضع جدل واسع علي مر السنوات الماضية ، فامتدحتها أقلام عن فهم ، وذمتها الأخرى عن غيرة ، وربما عن غضب أحيانا أخري ، ولكن مهما اختلفنا أو اتفقنا حول كتابات الدكتور مأمون فندي إلا إننا لا نملك إلا الإشادة بأسلوبه العذب وقدرته العبقرية في الإقناع ، وكيفية اختياره لكلماته ذات أوجه الفهم المتعددة ، فإذا كنت من مؤيديه ستقرأ المقالة وكأنك طفل تدغدغه أنامل الكاتب ، ولكن إذا كنت من معارضيه فستبقيك الكلمات مستنفرا لا تغض طرفا من أول المقالة إلي آخرها.
ورغم الجدل الدائر حول شخص د. / مأمون فندي إلا إنني لا املك غير الإفصاح عن الغبطة التي تملكتني حياله ، فقد رد كيد كل المتهكمين عن عقول الصعيد ، وعن تخلفنا وعن طريقة فكرنا ، فهذا قلم صعيدي يسطر مداده كلمات من شانها قلب وإعادة ترتيب أوراق كثيرة في الشرق الأوسط ، الكل ينكب علي مقالته كبا ويتساءل عما سيكتبه في المقالة القادمة ، ولن أبالغ أن قلت أن كبار السياسيين في الشرق الأوسط يهابون كلمات هذا الرجل ، وأنا اطلب من كل شاب أن يضع هذا الرجل نصب عينيه ، وان يتعلم منه كيف أن مع العسر يسر، كيف أن عدم توفيقك في الالتحاق بالكلية التي تريدها لن يشكل انتهاءا لمستقبلك ، وكيف أن عدم قدرتك علي تحقيق هدف ما لن يكن نهاية العالم ، فقد اثبت هذا الرجل أن لكل شي سببا ، لم ينهي دراسة الماجستير في قنا ليصبح بعد ذلك من كبار الأساتذة في جورج تاون ، تأمل هذا الرجل فان أحببته فحاول أن تكون مثله وان لم تحبه فجاهد لتكن ندا له ، فمن الممكن أن أكون أو تكون علماً مثله ولما لا ؟ فكلنا صعايدة ولاد تسعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك