"ينقل إلى إحدى محافظات الصعيد "
كنت أسمعها أو أقرئها بشكل عابر ولا أخفى عليكم سرا لم تكن تثير لدى أي إهتمام، ولكن فى الفترة الأخيرة وتفاعلا مع قرارات وزير التربية و التعليم بنقل بعض العاملين المقصرين فى عملهم إلى أماكن بعيدة عقابا لهم وإن كان قد عدل عنها مؤخرا إلا أنها أثارت فى نفسى العديد من التساؤلات،بصفتى أعمل مدرس حاليا، و ولي أمر أيضا لأربعة من الأبناء في مراحل التعليم المختلفة ومتابع لوضع التعليم في بلدى أجد
أنه لأمر غريب وعجيب أن يكون الصعيد هو المنفى لكل المقصرين والمهملين !!
والأعجب والأدهى من ذلك أن تكون هذه هي نظرة الدولة للصعيد "سلة نفايات " يلقى فيها بالمهملين والمقصرين والمغضوب عليهم ، والذين لايملكون الواسطة للعمل بالقاهرة أو في محافظاتهم ، وبإلقاء نظرة سريعة على المناصب الإدارية العليا فى محافظات الصعيد إبتداء من رؤساء المدن ووكلاء الوزارات و مديري الإدارات في مختلف الوزارات تجد إن معظمهم من ( غير أبناء الصعيد ) جاءوا للعمل بالصعيد إما نقلا أو ندبا عقابا لهم ، أو ليس لديهم الواسطة للعمل في محافظاتهم أو من المغضوب عليهم ، وقلة قليلة جاءت للعمل بالصعيد ( ترقية ) فما ذنب الصعيد وأبناء الصعيد أن ينقل إليهم كل مقصر أو مهمل في عمله ؟
وهل قرارات النقل للصعيد عقوبة للمقصر والمهمل ؟
أم عقوبة لسكان الصعيد ؟
إذا كان الموظف أرتكب خطأ أو أهمل في عمله فيعاقب على ذلك هو ، هكذا المنطق يقول ، فأي جريمة إرتكبها سكان الصعيد لكي ينقل إليهم المقصرين والمهملين والمغضوب عليهم ؟
ألا يكفى الإهمال المتوارث والمتعمد للصعيد وأبنائه ؟ ألا يكفى التوزيع غير العادل لمشاريع التنمية ؟
ألا يكفى الإهمال والنقص في الخدمات الأساسية للمواطنين في التعليم و الصحة ومياه الشرب والصرف الصحي ؟ ألا يكفى إرتفاع نسبة الفقر والبطالة في الصعيد ؟ ( راجع إعلانات التسول على شاشات القنوات الفضائية المصرية ).
ألا يكفى إستحواذ القاهرة ومحافظات الوجه البحري لأكبر قدر من ميزانية الدولة وترك الفتات للصعيد وأبنائه، وكأنهم مواطنون من الدرجة الأخيرة ؟ مما ترتب على كل ذلك أن أصبح الصعيد بيئة طاردة للكفاءات المتميزة من أبنائه وهجرتهم للقاهرة بحثا عن حياة أفضل. (يأخذون من الصعيد الكفاءات ويصدرون إليه النفايات ) ! وكأنها مؤامرة مدبرة على الصعيد وأهله
الموضوع يحتاج لوقفة جادة من كبار المسؤلين فى الدولة للصعيد ولأبناء الصعيد على جميع المستويات .
وفى مختلف المجالات وتغير نظرتهم للصعيد ، وتنفيذ كل ما جاء بالبرنامج الإنتخابى لسيادة الرئيس الخاص بالصعيد تنفيذا كاملا و الذي أبدى فيه إهتماما واضحا بالصعيد، فمن غير المعقول أن يلجأ المواطنون في كل صغيرة وكبيرة إلى سيادة الرئيس لحلها ، وكأننا نعيش في دولة ( اللا مؤسسات ) !
بقلم أ / سيد ليثي محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك