الخميس، أبريل 23، 2015

حمدي غالب يكتب : هنا الكويت (17): أمور جدية 4

حمدي غالب يكتب : هنا الكويت (17): أمور جدية 4


رجع عبد الصبور إلى "حوش الفلاسفة" محملا بأكياس اللحم والبطاطس والطماطم والبصل التي ابتاعها من "شبرة الخضار"، شمر عن اكمامه، واخرج ذيل جلبابه من جيبه "السيالة" وبدء بغسل الاواني، وغطس اللحمة في بادئ الامر في الماء ونثر عليها حبيبات الملح. ثم هم بالغسيل "بالمرة"، الا انه فوجئ بأن تنك المياه قد فرغ، فامسك دلوه وتوجه الى أقرب حوش مجاور ليستعير بعض الماء، وكرر فعلته حتى ملأ حوض غسالته واحتفظ بدلو إضافي، ثم رجع مرة اخري ليغسل اللحمة مرة تلو الأخرى ثم وضعها على النار حتى فارت ثم تخلص من الماء المسود واستبدله بماء اخر، ووضعها مرة اخري على النار وزودها بحبيبات بصل وطماطم وملح وكمون اسود.


تنقل عبد الصبور ما بين غسالته ومطبخه حتى انتهي من الطعام ومن الغسيل معا، توضأ وتوجه ناحية المسجد فصلي ثم مكث على القهوة طيلة فترة العصاري لعل وعساي يأتيه الرزق، ثم رد إلى المسجد مرة أخري فصلي المغرب ثم عاد الى الحوش، فوجد ان ملابسه الشبه جافة قد جمعها أحدهم ووضعها على سريره، جمعها ليس حبا وانما ليستفيد بنشر ملابسه بدلا منها، انتهي من تناول العشاء وتوضأ وتوجه الي المسجد، صلي العشاء وجلس على المقهى، وطلب هذه المرة كوب من الشاي، واخذ يتحرى عن موعد وصول "أبو النورس" الذي يحمل له "الشريط" من زوجته تخبره فيه بالتفاصيل.
وبينما هو جالس اذ جاء أحد الشباب ممسكا "بكيس الجوابات والشرايط" التي جاء بها أبو النورس، حيث كانت هذه هي العادة ان قدم أحدهم يرسل كيس الجوابات الى المقهى ليتم توزيعه، اخذ عبد الصبور شريطه، وتسلل داخل الغرفة النائم أهلها، وضع الشريط داخل المسجل ووضع السماعات في أذنيه واخذ يسمع.


ومع اول سماعه لنبرات زوجته حتى جرت قشعريرة في جسده، فيما يبدو ان الحنين قد زار قلبه، وبدأ جسده يحتر، وعلى الرغم ان الموضوع يتعلق بأهم الأمور الجدية الا ان زوجته لم تستطع ان تمنع الدلال في صوتها ولم يستطع عبد الصبور ان يمسك نفسه من ان يهيم عشقا:


"السلام عليكم، ازيك عبد الصبور، يارب تكون بخير، والله اشتقنالك قوي انا والعيال، نعد في الأيام عد، بس حنعمل ايه في لقمة العيش،

يارب تكوني بخير، مال صوتك اخر مرة بعتلنا فيها شريط كان متغير ليه، والنبي انا من ساعتها وانا متوغوشة عليك، والعيال قعدوا يقوليلي يمكن يكون يا أما العيب من الشريط، يمكن يكون واخد دور برد ولا حاجة، بس انا حاساك يا خي زي اللي كنت مخنوق.


طيب بدال انت مخنوق تعالي إجازة، يعني الكويت حطير!! اه نشوفوك وتشوفنا، ده العيال عمالين يقولوا ليه ابونا طول، ده قرب يكمل سنتين، ولا احنا ولا وحشناه ولا حاجة.


صح يا عبد الصبور انت مشيت ليك بدري، ده انت سبت الواد الصغير كان بيرضع، دلوقتي تعالي شوفه عاد وهو عمال يجري في الشارع، وكل ما يشوف واحد لابس شاش في الشارع ونازل من العربية يقول اه ابوي جيه، والعيال يقعدوا يضحكوا عليه، وبعدين اديته صورة وقلتله اه ابوك يا خي عشان لما يجي تعرفه.


ابقي تعالي يا خي، تشوف العيال وتشوفوك، ومش العيال بس، ده انا والله اكتر منهم بس مقدراش أتكلم، عارفاك لو قلت يمين ولا شمال حتقعد تزعق، بس يا خي واعرة الدنيا من غيرك، واعرة قوي.


طيب هو ينفع يعني كل دور تقعدلك سنتين تلاتة وبعدين تنزل إجازة كام شهر وتمشي، ولما قلتلك كدة اخر مرة قلتلي انك مش حطول المرة دي، يا خي بدال مستورة تعالي، متخلنيش ازعل منك عاد.


المهم قبل ما العيال ياجو من برة عايزة اقلك علي العريس الجديد، هو امة ليها فترة عمال تحروك علي الموضوع، وانا مش واخدة لبالي، لغاية مجبتها خبط لزق ساعة فرح البت عزة بت شكرية، عاد ده فرح كان هيلان، نزلولك رقص شكرية وجوزها بحريمهم برجالتهم لغاية مهلكوا، خدوا فشتهم، غلابة يا خي مفرحوش واصل، كان كل فرح عنديهم قبليها يروح واحد يموت، اه المرة دي شكرية حلفت بتربة ابوها انه لو مين مات حتعمل فرح وترقص، واه ربنا جبر بخاطرهم.


المهم قالتلي عقبال متجوزي بنتك، قلتلها العيلة دي كمان، ده ولا تعرف تقضي مصلحة، قالتلي يعني مالواحدة تتعلم في بيت جوزها، يعني فيه واحد بتتجوز وتكون ست بيت كاملة من مجاميعه، قلتلها ومين يا خي يقبل بكدة، قالتلي انا اقبل، تدوهاني لولدي "علاء"
اه علاء خلص جيش وعايزن نجوزوه عشان يشوف حاله، عايز يسافر يسافر، عايز يقعد يقعد،


انا يا خي مرضتش اقولها ايوة ولا لا ، قلتها عاد احنا مش حنلاقوا احسن منكم ، بس لازم اشاور ابوها، واللي يقوله حيمشي.


مفيش يومين لقيتها بتخبط علي الباب، وعمال تسال علي الرد، قولتلها والله يا خي حتي لسة مكلمنهوش، اه عمالين ندوره علي حد ماشي نبعتلوه شريط.


نستكمل في المرة القادمة ان كان في العمر بقية

أ. حمدي غالب


هنا الكويت: تمهيد

هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)

هنا الكويت (2): مسقط الرأس (2)
هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود

هنا الكويت (4): عبد الرزاق

هنا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا

هنا الكويت (6): صلبوخ

هنا الكويت (7): قلب موجوع (1)

هنا الكويت 8: قلب موجوع (2)

هنا الكويت (9): العدم ممانعة (1)

هنا الكويت (10): عدم الممانعة (2) أبو النورس

هنا الكويت (11): غفوة شوق

هنا الكويت (12) : قطعة 4
http://toukhqena.blogspot.com/2014/08/12-4.html

هنا الكويت (13) : حوش الفلاسفة
 
http://toukhqena.blogspot.com/2014/10/13.html

هنا الكويت (14) : أمور جدية
http://toukhqena.blogspot.com/2014/12/14.html

هنا الكويت (15) : أمور جدية 2

حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (16) أمور جدية 3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك