الثلاثاء، نوفمبر 07، 2017

حمدي غالب يكتب هنا الكويت 22: ملحوظة

هنا الكويت: ملحوظة

اختلف الوضع في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عن الوضع الحالي، تبدلت الظروف، وصارت الغربة لها وقع مختلف عما كانت عليه، في الزمن الحالي ومع توافر وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الغربة غربة الجسد فقط، أما قديما فكانت غربة الجسد والروح وانقطاع التواصل بشكل قوي.


كان التواصل فقط عن طريق ارسال الخطابات ثم تطور تدريجيا حتي ظهر الاختراع العظيم وقتها "شريط الكاسيت"، تنفس المغتربون وقتها الصعداء، حيث أتاح لهم الشريط المسجل فرصة سماع صوت ذويهم واستشفاف حالتهم الصحية والنفسية واحاسيسهم من أصواتهم ولذلك سمى الصوت "حس".

نتيجة بحث الصور عن شريط كاسيت

في الغرف المزدحمة كان تسجيل شريط لإرساله إلى الاهل ليس بالشيء السهل، كانت هناك طقوس خاصة لهذا العمل العظيم، لا بد أن يكون لديك مسجلك الخاص أو تشارك الاخرون في شراء واحد، ولا بد أن تبتاع شريط جديد ذو جودة عالية ومدة تسجيل طويلة، وعليك اختيار وقت مناسب لتتمتع بالخصوصية، وعليك قفل باب الغرفة بالضبة والمفتاح للتأكد أنه لا يوجد أحد يسترق السمع.


وان اختلفت الكلمات تبقى طريقة السرد واحدة، يجب أن يشتمل السرد على بداية ووسط ونهاية:
البداية:
معظمها كانت بدايات ترحيبية، نمطية مثل "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتمنى أن يجدكم شريطي هذا في أتم صحة وسعادة، ويارب تكونوا بخير، ثم يلقي السلام علي كل فرد من افراد الاسرة منفردا، كل فرد باسمه،....الخ"
الوسط:
بعد البدايات يأتي دور التحدث في صلب الموضوع، وكان طبيعة الموضوع هي التي تحدد وتيرة الصوت وحدته، وكان هذا الجزء بالذات يحتاج لهدوء وسرية أكبر، حيث يشتمل على أسرار البيوت، وكان يخضع للمونتاج مرات عدة، حيث يضطر إلى المسح وإعادة التسجيل وفلترة الأفكار وتغيير الكلمات، ويبقى اثر المونتاج واضح في وجود تقطعات وتوقفات.

النهاية

كانت تشتمل على امنيات لم الشمل، وتحفيز الهمم، وتذكير الأبناء دوما بأن البقاء في الغربة وتحمل صعوباتها من أجل فقط تامين مستقبلهم، ويطلب منهم بذل الكثير من الجهود في الدراسة ومراعاة الزرع ومصالح البيت.

وأحيانا كانت النهايات تمتد وتعقبها ملحوظات، وكانت الملحوظات يزيد عددها طالما أن الشريط في جهاز التسجيل ولم يرسل بعد لعدم وجود شخص مسافر، وكانت الملحوظة هي شيء اشبه بالنص الملحق على صلب الموضوع

ملحوظة:
معذرة على السهو والنسيان، بس انا نسيت اقلكم كذا وكذا

انتهى تسجيل الشريط وتم وضعه في علبته "ابوه" ثم تم تغليفه "باللزاق" وكتابة الاسم عليه، وعندما يصل إلى الاسرة، تجتمع الاسرة كلها حوله، والكل في اشتياق لسماع صوت عزيزهم وملحوظاته، وكانوا يعاودون سماعه مرة بعد مرة اشتياقا وطلبا في زيادة الإيضاح

انتهت المقالة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وفي حفظ الله

ملحوظة
معذرة على السهو والنسيان، جزيل الشكر والعرفان لجيل الآباء الذي تحمل غربة الروح والجسد وخالص دعواتنا أن يمتعهم الله بموفور الصحة والعافية، وان يتولى الله برحمته من ترجل من على جواده ورحل عن عالمنا.


 هنا الكويت: تمهيد
هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)
هنا الكويت (2): مسقط الرأس (2)
هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود
هنا الكويت (4): عبد الرزاق
هنا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا
هنا الكويت (6): صلبوخ
هنا الكويت (7): قلب موجوع (1)
هنا الكويت 8: قلب موجوع (2)
هنا الكويت (9): العدم ممانعة (1)
هنا الكويت (10): عدم الممانعة (2) أبو النورس
هنا الكويت (11): غفوة شوق
هنا الكويت (12) : قطعة 4

هنا الكويت (13) : حوش الفلاسفة
 http://toukhqena.blogspot.com/2014/10/13.html

هنا الكويت (14) : أمور جدية
http://toukhqena.blogspot.com/2014/12/14.html
هنا الكويت (15) : أمور جدية 2
حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (16) أمور جدية 3
 هنا الكويت (17): أمور جدية 4

هنا الكويت(18): أمور جدية 5- أخيرة

http://toukhqena.blogspot.com/2015/08/18-5.html

حمدي غالب يكتب هنا الكويت 19: أجازتك خلصت


http://toukhqena.blogspot.com/2015/12/19.html

حمدي غالب يكتب هنا الكويت 20: الواد الجن (1)

http://toukhqena.blogspot.com/2016/03/20-1.html



حمدي غالب يكتب هنا الكويت 21: الام السيد المغترب

http://toukhqena.blogspot.com/2016/09/21.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك