فل
                   
                                                          ادفع قبل أن تطمع 
   


                   
كيف نطمع فى أن يغفر الله لنا ذلاتنا ونحن لا يغفر بعضنا ذلات بعض لماذا ننظر الى سيئة ونترك الف حسنة لماذا ينظر أحدنا لمن هو أعلى فى الماديات ويتمنى أن يكون مثله ويجتهد ليكون مثله أما فى القيم والأخلاق لا ينظر لمن هو اعلى منه بل ينظر لمن هو دونه فى الاخلاق ويقول هو ليس احسن منى بل كن أنت احسن منه اليكم هذه القصة التى حدثت مع سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مولانا الحسن بن على رضى الله عنهما.....حدث خلاف بينه وبين اخيه من ابيه ويسمى محمد بن حنيفية فارسل مولانا الحسن رسالة الى اخية يقول له فيها ..أخى يقول جدى صلى الله عليه وسلملا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذى يبدأ بالسلام فتعال الى لتكون خيرا منى فرد عليه أخاه محمد بن حنيفية أنت ياأخى ابن فاطمه بنت النبى صلى الله عليه وسلموأنت خير منى ولابد أن تكون كذلك فأقدم الىوبالفعل مولانا الحسن ذهب لأخيه ليصافحه انظر الى هذه القصة كل منهما يريد يكون اخيه خير منه يرى لنا ابن عباس رضى الله عنهما أن فى غزوة بنى المصطلق أرسل عبد الله بن أبى وهو من المشركين غلامه ليستقى من بئر كان بالقرب بين المسلمين والمشركين فأبطأ فلما رجع قال ياغلام ما أبطأك قال علام عمربن الخطاب وقف على البئر ولم يدع أحد يستقى حتىملأ قرب محمد وقرب او بكر وقرب مولاه فقال عبد الله بن أبى مثلنا ومثل هؤلاء كما قيل( سمن كلبك يأكلك ) فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ونحن نعلم من هو عمرفاستل سيفه وتوجه ليقتل عبد الله بن أبى فهبط سفير السماء الى الأرض يطوى الأفق بجناحيه على قلب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى( قل للذين ءامنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزى قوما بما كانوا يكسبون) هذه هى اللأخلاق التىتربى عليها الصحابة رضى الله عنهم ..كلمة لو مزجت ببحار الدنيا لمزجته بل كلمة كالجبال الرواسى قيلت فى حق سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وصحابته وممن من مشرك..أمرهم الله أن يغفروا له أما نحن أبناء اللأسرة الواحدة فكل منا يمسك ذلة أخيه وعلى أثرها يقاطعه أما تعلمون انه لايرفع للمتخاصمين عمل الى الله حتى يصطلحا لقول النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو هريره رضى الله عنه وأخرجه الترمذى ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فال( تفتح أبواب الجنهة يوم الأثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا الا عبد بينه وبين أخيه شحناء فيقالانظرواهذين حتى يصطلحا قال فذا رفع عمل المتصارمين فوق ثلاث رد) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم والعفو من صفات الأتقياء لقوله تعالىواصفا اياهم (الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) فمن أراد ان يزاحم التقياء فى منزلتهم    
فليدفع الثمن وهو أن يعفو عن أخيه ليكون اهلا لجنة عرضها السماوات والأرض والعفو أحبتى لايزيد العبد الا عزا كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذىأخرجه الديلمى فى مسند الفردوس (العفو لا يزيد العبد الا عزا فافوا يعزكم الله
                                       جابر خضرى/جادم مسجد النور