ها قد رحل محارب جديد من المحاربين الشرفاء الذين يحاربون من اجل لقمة العيش الحلال في بلاد الغربة، اسالكم قراءة الفاتحة على روح الاستاذ حجاج همام عبد السيد
حمدي غالب
يكتب هنا الكويت 19: أجازتك خلصت
بعد "التغريض"
"والتدبيش" وصرف مئات الدنانير وحجز تذكرة للعودة للوطن، يكاد من شدة الشوق
يشتم رائحة الزروع الخضراء على الرغم من انه قد فارقها منذ عامين ونصف، ذهب إلى
المطار قبل وقت الطائرة بأربع ساعات كاملة، مضي وقتا عصيباً على كاونتر وزن الأمتعة
وفي النهاية بعد فك الحقائب وربطها وإعادة وزنها أعطوه "بوردة" الصعود
للطائرة، توجه إلى منطقة ختم الجوازات بختم الخروج وهو يحمل كيس به الأغراض الزائدة
عن ميزان الامتعة، وبعد أن حصل على ختم المغادرة قفز إلى داخل السوق الحرة،
وابتاع: شنطة عصير التانج، وسجائر المارلبورو، ورفض أن يشتري الماء لان سعرها نصف
دينار.
وفي صالة المغادرين، كانت انامله تستكشف جهاز
الموبايل الجديد، يلتقط صورا بالكاميرا ليري دقة وضوحها، لا يصدق ان عامين انقضي
من عمره وهو في الغربة دون أن يري أهله، كيف مر الوقت سريعا! وكان كل دقيقة ينظر
في الساعة ويطلق الزفرات يستعجل الرحيل، وكأن الصبر نفذ وكما قال القائل "عريان
سنة اشتكي الخياط في يوم"، اقلعت طائرته، تسلي قليلا مع رفيق الطائرة، ثم آثر
الصمت، حتى هبطت طائرته بمطار الأقصر الدولي.
خرج من باب
المطار دافعاً امامه حقائبه المحملة على عربة صغيرة، وما كادت رجليه تخرج من خارج
المطار حتى وثب عليه اثنين من الصبية، الأمر استغرق منه بعض الوقت ليتعرف عليهم،
هذا ابنه والأخر ابن أخيه، دقق النظر فيهما كثيرا، اختلفت الوجوه كثيرا، فابنه كان
مازال لا يتعدى 100 سم عندما تركه اما الان فبسم الله ما شاء الله، وابن أخيه كان
طفلا بريئا ام الآن خشن صوته وانتفخت مناخيره وظهرت عليه اعراض فترة المراهقة
والبلوغ، حينها فقط أدرك ان الزمن قد تغير وان هناك فعلا سنين انقضت من عمره.
قضي ليلته
ويومه وكأنه "سكران" راسه مش عليه، كل شيء تغير والوجوه لم تعد كما
كانت، طعم الاكل متغيراً والماء النهري غير مستساغ، نكاته لم تعد تضحك أهله، ونكاتهم
لم تعد تضحكه، "حكاويه" لم تعد تطربهم "وحكاويهم" لم تعد
تطربه، حتى هناك على ذاك السرير الحديدي الذي شهد أجمل ليلة في حياته لم يكن هو
ذاك الشخص ذو العنفوان ولم يكن الأمر ممتعا ولا مرضياً.
وجاءه
الترياق، التقي بثلاث من أصدقائه في الغربة المتواجدين في اجازات منذ فترة،
تبادلوا احاسيس المغتربين بمتعة التواجد في البلد لعدم الحاجة لإعداد الطعام وغسل
المواعين وخلافة، وتبادلوا أيضا أوجاع غلو المعيشة، فهذا يقول صرفت عشرة الاف في
شهرين والأخر يقول تسعة، ونصحوه بأنه في بداية الاجازة لابد ان يكون صبورا ويتقبل
الوضع الجديد ولكن حذار أن تتعود كثيرا فأنت مغادر بعد شهور قليلة، حينها سيكون الألم
شديد عندما يهمس أحدهم في اذنك "مسرع ما اجازتك خلصت" !
نلتقي في المرة القادمة ان كان في العمر بقية
أ حمدي غالب
هنا الكويت: تمهيد
هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)
هنا الكويت (2): مسقط الرأس (2)
هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود
هنا الكويت (4): عبد الرزاق
هنا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا
هنا الكويت (6): صلبوخ
هنا الكويت (7): قلب موجوع (1)
هنا الكويت 8: قلب موجوع (2)
هنا الكويت (9): العدم ممانعة (1)
هنا الكويت (10): عدم الممانعة (2) أبو النورس
هنا الكويت (11): غفوة شوق
هنا الكويت (12) : قطعة 4
هنا الكويت (13) : حوش الفلاسفة
http://toukhqena.blogspot.com/2014/10/13.html
هنا الكويت (14) : أمور جدية
http://toukhqena.blogspot.com/2014/12/14.html
هنا الكويت (15) : أمور جدية 2
حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (16) أمور جدية 3
هنا الكويت (17): أمور جدية 4
هنا الكويت(18): أمور جدية 5- أخيرة
http://toukhqena.blogspot.com/2015/08/18-5.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك برأيك