الخميس، أكتوبر 25، 2018

حمدي غالب يكتب هنا الكويت 22: الهندي رفيق الدرب


صورة ذات صلة

صورة أرشيفيه- 

في صالة انتظار الكشف الطبي المخصص للوافدين الجدد في الكويت كنت اجلس ممسكا "بدوسيه بلاستيك" يحتوي على كل أوراق المهمة: أصل تأشيرة العمل "العدم ممانعة" واعتماد توقيع من الكفيل، وتقرير الحالة الجنائية "الفيش والتشبيه" وكذلك تقرير الكشف الطبي الذي أجريته في القاهرة. 

ولأن الانتظار ممل، مع وجود شعور بالقلق من نتيجة الكشف الطبي، فكنت كل حين واخر اخرج الأوراق من الدوسيه لأتأكد من عدم نقصان شيء ثم أعيدها، كان يجلس بجواري فتى هندي، لا يعرف من العربية غير كلمة "سلام"، تجاذبنا أطراف الحديث باللغة الإنجليزية، ولكن بصعوبة، فهي المرة الاولي لي أن اسمع لغة انجليزية "غير مصرية"، وكذلك هي المرة الأولي لي أن أتحدث بالإنجليزية دون أن اهتم بالمضارع البسيط ولا حتى الفعل مضاف اليه ing. 

وجود هذا الفتى الهندي بجواري أكسبني شعور بالطمأنينة، فهذا الفتى قد قدم إلى دولة لا يعرف لغتها ولا ثقافتها وقد عبر محيط ومسافات بعيدة، على عكسي تمام فقد أتيت فوجدت أن أهلي وعشيرتي وأصدقائي هنا في الكويت أكثر من الموجودين في قريتي، كما إنني أعرف العربية وهي لغتي الأم، وما عبرت محيط وانما "هبابة بحر"، والمسافة بالطائرة لا تتجاوز الساعتين. فإن كان هذا الفتي الهندي سوف يرزق، فأنا بالتأكيد إن شاء الله-سوف أجني أضعاف رزقه. 

وجودي بجانب الفتي الهندي أكسبه هو أيضا بعض الطمأنينة، فقد وجد من سيترجم له كل ما يدار حوله، وجعله يطمأن بأن في كل خطوة نحو سعيه لطلب الرزق سيجد من يترجم له ويساعده. 



وبنهاية هذا اليوم، افترقنا انا والفتي الهندي، وطيلة هذه السنوات لم نتقابل، وحتى لو تقابلنا فلن يتعرف أحدنا على الاخر، ولكن ظل الفتي الهندي في وجداني هو رفيق الدرب في الكويت، فكلما كاد اليأس ينال مني في البدايات قاومته بصورة الفتي الهندي وهو يعافر في بلد لا يعرف لغتها، وكلما كاد التعب ينال مني في وسط معمعة العمل أقارن نفسي بعزم الفتي الهندي الذي يعمل بجد واجتهاد بعد أن قطع محيط واميال طويلة. فلذلك أريد أن أقول للرفيق الدرب هذا الفتي الهندي الذي لا أعرفه ولا يعرفني "شكرا لك" 

أجزاء سابقة

هنا الكويت: تمهيد
http://toukhqena.blogspot.com/2012/10/blog-post_5570.html
هنا الكويت (1): مسقط الرأس (1)
http://toukhqena.blogspot.com/2012/10/1.html
هنا الكويت (2): مسقط الرأس (2)
http://toukhqena.blogspot.com/2013/03/2_21.html
هنا الكويت (3): الحاج عبد المقصود
http://toukhqena.blogspot.com/2013/03/blog-post_31.html
هنا الكويت (4): عبد الرزاق
http://toukhqena.blogspot.com/2013/05/4.html
هنا الكويت (5): الحاجة ام الدنيا
http://toukhqena.blogspot.com/2013/06/5_19.html
هنا الكويت (6): صلبوخ
http://toukhqena.blogspot.com/2013/10/6.html
هنا الكويت (7): قلب موجوع (1)
http://toukhqena.blogspot.com/2013/10/7-1.htm
هنا الكويت 8: قلب موجوع (2)
http://toukhqena.blogspot.com/2013/10/8-2.html
هنا الكويت (9): العدم ممانعة (1)
http://toukhqena.blogspot.com/2013/11/9-1.html
هنا الكويت (10): عدم الممانعة (2) أبو النورس
http://toukhqena.blogspot.com/2013/12/10-2.html
هنا الكويت (11): غفوة شوق
http://toukhqena.blogspot.com/2014/05/11.html
هنا الكويت (12) : قطعة 4
http://toukhqena.blogspot.com/2014/08/12-4.html
هنا الكويت (13) : حوش الفلاسفة
http://toukhqena.blogspot.com/2014/10/13.html
هنا الكويت (14) : أمور جدية
http://toukhqena.blogspot.com/2014/12/14.html
هنا الكويت (15) : أمور جدية 2
http://toukhqena.blogspot.com/2015/01/15-2.html
حمدي غالب يكتب: هنا الكويت (16) أمور جدية 3
http://toukhqena.blogspot.com/2015/03/16-3.html
هنا الكويت (17): أمور جدية 4
http://toukhqena.blogspot.com/2015/04/17-4.html
هنا الكويت(18): أمور جدية 5- أخيرة
http://toukhqena.blogspot.com/2015/08/18-5.html
حمدي غالب يكتب هنا الكويت 19: أجازتك خلصت
http://toukhqena.blogspot.com/2015/12/19.html
حمدي غالب يكتب هنا الكويت 20: الواد الجن (1)
http://toukhqena.blogspot.com/2016/03/20-1.html
حمدي غالب يكتب هنا الكويت 21: الام السيد المغترب
http://toukhqena.blogspot.com/2016/09/21.html



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك برأيك